جميع سيناريوهات الاجتياح البرّي لغزة فشلت حتى الآن خلافات العدو الداخليّة أضعفته… والمقاومة ماضية حتى الرمق الأخير

فاطمة شكر-الديار

مع اشتداد “الحرب الاسرائيلية” على قطاع غزة، بسبب الفشل الذريع الذي شهده جيش الاحتلال الاسرائيلي منذ السابع من تشرين الاول الجاري، والذي حاول منذ عدة ايام وبمشاركة ضباط أميركيين كبار، التوغل إلى مناطق في شمال غزة لتحقيق إنجاز عسكري، عقب الهزيمة المدوية له والتي تتفاقم يوماً بعد يوم، بسبب قوة المقاومة التي باتت واضحة وجلية أمام الجميع، وصمود الشعب الفلسطيني الذي ظهر كعين الشمس، بالرغم من اشتداد القصف الاسرائيلي المتوحش وزيادة عدد الشهداء.

وشهدت الايام الماضية حالة من التخبط الكبير الذي يعيشه جيش الاحتلال، مما دفع “اسرائيل” الى فرض شروط حكومة الحرب الصهيونية في المفاوضات الجارية، للتوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى حتى تحقق شيئاً من الربح لكن دون جدوى، وتمثل ذلك باشاعة الكذب و القول لـ “الاسرائيليين” وخصوصاً عائلات الأسرى، إنّ الحكومة نجحت في ردع المقاومة وإخضاعها، مما ساعد ذلك على كسر هيبة الكيان وجيشه.

من هنا، يؤكد خبير عسكري أن القاعدة تقول انه مع عدم قدرة العدو على اجتياح غزة برياً، فإنه مهزوم وإن المقاومة منتصرة، وعليه وحتى هذه الساعة تبقى هزيمة جيش العدو واقعةٌ لا محال، وان القصف العشوائي للقطاع وقتل المدنيين العزل، ما هو الا دليل ضعف وتخبط عسكري وسياسي “اسرائيلي” وحتى اميركي.

ويتابع الخبير العسكري أن “الحرب الاسرائيلية” جاءت لتضعف الكيان أكثر فأكثر، بسبب الانقسام العميق الذي يشهده “الشارع الإسرائيلي” أساساً، والخلافات المتزايدة بين حكومة العدو والجيش، وتدحرج ثقة الصهاينة بحكومة نتنياهو، اضافة الى أن مسؤولين عسكريين وأمنيين حذروا نتنياهو منذ حوالى الشهرين من الخلافات التي طفت الى السطح وعدم استعداد الجيش لأي صراع محتمل، بسبب نقص المتطوعين لقوات الاحتياط، وبالتالي تراجع قدرات “الجيش الاسرائيلي” . ويؤكد الخبير العسكري أن الحرب على قطاع غزة عززت من الخلافات داخل الكيان، خاصة ان جنرالات العدو لا يثقون بنتنياهو وأتباعه في الحرب من جهة، كما ان نتنياهو يرفض تحمّل مسؤولية ما جرى يوم 7 تشرين من جهة ثانية، وهذا ما يدفعه نحو إطالة فترة الحرب للهروب من مأزق المحاسبة .

النتيجة كما يقول الخبير العسكري:

1- مع تقدم الايام لا يزال العدو يعيش مأزقاً حقيقيًا، بعد أن حاول التوغل الى القطاع ففشلَ، ما يعني ان التكلفة كانت باهظة، وستكون الهزيمة أشد قسوة من هزيمة 7 تشرين في حال لو قرر اعادة التوغل الى القطاع …

2- يعاني العدو من فشل كبير، وهو لا يستطيع توجيه ضربة قوية للمقاومة، وتعطيل منظومة القيادة والتحكم لديها، وهذا ما جعل موقفه ضعيفاً أمام عائلات الجنود الصهاينة المختطفين، الذين يطالبونه بالافراج عنهم مقابل مفاوضات وتبادل للاسرى، اضافة الى العائلات التي ثارت ضده بسبب الحرب .

3- ثبات محور المقاومة و تعزيز موقف المقاومة الفلسطينية، والحاق الهزيمة بالعدو مرة أخرى في حال فكر بهجوم بري واسع لاجتياح القطاع، وانّ قواته ستدفن في رمال غزة، كما قال قائد الحرس الثوري .

4- مع دخول الحرب اسبوعها الرابع على التوالي، لا زالت قدرات المقاومة قوية، ومجريات الميدان تؤكد أن المقاومة ماضية حتى الرمق الأخير .

في المحصلة، ان التوتر بين نتنياهو والجنرالين البارزين الآخرين يوآف غالانت وبيني غانتس، خلق حالة من التشتت، لتأتي المقاومة بقوتها وتهدم ارث نتنياهو السياسي، ولتؤكد ان المقاومة اليوم أقوى من أي وقتٍ مضى .

Exit mobile version