المصدر: ليبانون ديبايت
هل تؤشر التطورات الأخيرة والصواريخ والمسيّرات من اليمن باتجاه إيلات، والحضور العسكري الإسرائيلي في البحر الأحمر، إلى جبهة جديدة في المنطقة ومن ضمن معادلة وحدة الساحات؟ في معرض الردّ، يرى الكاتب والمحلل السياسي جورج شاهين، أنه لا يمكن اعتبار الصواريخ اليمنية باتجاه إيلات، بأنها جبهةً جديدة مفتوحة مع إسرائيل، مشيراً إلى أن فتح مثل هذه الجبهة هو من أكثر القرارات سهولةً التي من الممكن اتخاذها، خصوصاً وأن الجميع بات يعرف أن صيغة التفاهم التي تمّ التوصل إليها بعد اتفاق بكين بين الرياض وطهران بشأن اليمن قد انتهت.
ويكشف المحلل شاهين في حديثٍ لـ”ليبانون ديبايت” بأنه بعد مرور فترة على إعلان تفاهم بكين، رحبت المملكة العربية السعودية بوصول وفود من الحوثيين إلى الرياض، حيث شاركوا في سلسلة اجتماعات امتدت لفترة طويلة، ولكن بقيت نتائجها غير معلنة، حيث أنه لو انتهت بما جرى الترحيب به عند وصول الوفد، كان قد تمّ الإعلان عن موعد مغادرته أو أنه بقي في المملكة.
وعن دلالات هذا الغموض، يقول المحلل شاهين، إن كل التفاهمات التي تمّ التوصل إليها في اتفاقية بكين، قد جمّدتها عملية “طوفان الأقصى” في غزة، والتي اعتُبر بشكل من الأشكال، أنها أنهت أو وضعت حداً لجزءٍ من التفاهم الذي تمّ التوصل إليه بين طهران والرياض، وعلى الأقل فقد وجهت ضربة قاضية ومميتة لمشروع التطبيع بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل، والبقية تأتي.
وانعكاس هذا الواقع في العلاقة السعودية مع الحوثيين، على علاقة المملكة بإيران، لم يتضّح بعد، حيث يلفت شاهين، إلى اتصالات مفتوحة وبشكلٍ خاص الإتصال الهاتفي المطوّل الذي امتد لساعة كاملة بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الإيراني حسن روحاني، بعد أسبوع على بدء الحرب في غزة، أتى بهدف تنسيق المواقف، كي لا تتضارب المواقف السعودية والأيرانية، ومن أجل الإتفاق على أنه مهما كان الوضع بين البلدين، فهما يلتقيان على ضرورة وقف التصعيد في غزة وإن تباينت أهداف وغايات كلٍ منهما.
ووفق شاهين فإن طهران تريد استثمار ما زرعته في غزة، وتريد أن تكسب من هذه العملية التي قامت بها حركة “حماس”، فيما الرياض قد تلقت صدمةً مهمة وخصوصاً في ضوء توقعات بأن عملية التطبيع التي كانت جارية بين الرياض وتل أبيب لم تكن تلحظ أهميةً للواقع الفلسطيني ولا لمطالب الشعب الفلسطيني.
وعن تطور العمليات على جبهة اليمن، يؤكد شاهين بأن هذه الجبهة “دعائية” فقط، لأنه لا يمكن أن تحقق أية أهداف وبأي شكل من الأشكال وذلك في ظل وجود قاعدة إسرائيلية في أثيوبيا ووجود مدمرة أميركية في البحر الأحمر مع مجموعة من القطع البحرية الموجودة هناك، بالإضافة إلى أن السعودية لن تسمح بعبور أي صواريخ في الأجواء السعودية سواء كانت تهدف الوصول إلى إسرائيل أم لا.
ويستدرك شاهين بأنه من غير المفهوم ما هو المعنى من جبهةٍ في البحر الأحمر، غير المعنى الديبلوماسي والسياسي والدعائي الذي يمكن أن تتخذه، طالما أن أي صاروخ مهما كان حجمه لن يصل من اليمن إلى إسرائيل.