“ليبانون ديبايت” – فادي عيد
كما ترقّب اللبنانيون والعالم والفلسطينيون الذين يُقصَفون يومياً في قطاع غزة، موعد بدء العدو الإسرائيلي للعملية البرّية في غزة، يترقّب لبنان اليوم، ووسط مشاعر من القلق والحذر، إطلالة الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، والتي سبقتها في الساعات الأخيرة أفلام ذات طابع دعائي انتشرت على مواقع التواصل الإجتماعي، ما ساهم في زيادة منسوب الترقّب غير المسبوق، لما سيعلنه الأمين العام للحزب، حول الحرب في غزّة والجبهة الجنوبية، واليوم التالي لهذه الحرب.
وإذا كان المتحدِّث بإسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، قد أعلن عن ترقّب واشنطن كلمة نصرالله، فقد توقّع الإعلام الإسرائيلي أن “تحمل مفتاح فكّ شيفرة خريطة ما هو آتٍ”، فيما جزم عدد من المسؤولين اللبنانيين، بأن غياب نصرالله شكّل نوعاً من الحضور، وصمته على امتداد الأيام الـ28 الماضية، زاد الغموض حول موقف “حزب الله” من الحرب، وقراره بدخولها بشكلٍ رسمي.
ولذا، فإن مسار التطوّرات على الساحة اللبنانية أولاً، كما على ساحات محور الممانعة التي اتّحدت أخيراً عبر عمليات إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل ثانياً، بات مرتبطاً إلى حدٍّ كبير بالكلمة التي ستأتي في الثالثة من بعد ظهر اليوم، والتي لن تخرج عن مدار مناخ التصعيد المطلق بوجه كل من وقف ودعم إسرائيل في حربها ومجازرها في غزة، وإنما ستحمل رسائل سياسية في كل الإتجاهات، سبق ومهّدت لها الخطوة النوعية الميدانية المتمثِّلة بإدخال المسيّرات في العمليات العسكرية على جبهة الجنوب، والتي وجدت فيها مصادر سياسية محايدة، مؤشّراً على ما ستكون عليه المعادلة على الأرض في الجنوب في مرحلة “ما بعد إطلالة نصر الله”.
وفي الإنتظار، وخلال الساعات القليلة الماضية، إزدحمت التكهّنات من البيت الأبيض إلى بيروت مروراً بعواصم القرار الأوروبية والعربية، حول ما سيعلنه نصرالله، فيما وحدها طهران، بقيت خارج دائرة الترقّب، لأنها تعلم وتدرك بأن الصمود في المعركة على أرض غزّة هو الهدف، وأن المطلوب اليوم هو خطة عمل تهدف إلى تعزيز هذا الصمود، كما تقول المصادر “المحايدة”، وليس أكثر، ذلك أن رسائل واشنطن، التي يصل وزير خارجيتها أنتوني بلينكن إلى إسرائيل اليوم، مباشرة إلى من يعنيهم الأمر، بأن اشتعال جبهة إضافية من لبنان سيقلب المعادلات في البرّ كما البحر، لأن اللحظة ستكون لحظة الحرب.