نداء الوطن
دخلت العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة أسبوعها الخامس، برّاً وبحراً وجوّاً، فيما حصدت آلة القتل الإسرائيلية حتى الساعة أكثر من تسعة آلاف وخمسمئة قتيل، بينهم 3900 طفل، إضافة إلى آلاف الجرحى وعشرات آلاف المشرّدين ومساحات شاسعة من الدمار.
في الميدان الفلسطيني، واصلت مختلف الفصائل، يوم أمس السبت، استهداف الجنود الإسرائيليين ومواقعهم وآلياتهم في أكثر من نقطة عسكرية، لتردّ القوات الإسرائيلية بغارات جوّية وقصف مدفعيّ مركّز حصد المزيد من الضحايا، خصوصاً مع استمرارها في استهداف المدارس والمستشفيات والمباني السكنية.
وعلى جبهة الجنوب اللبناني، أعلن “حزب الله” استهداف عدد من المواقع العسكرية الإسرائيلية، بينها “جلّ العلام” الذي قيل إن الحزب استخدم للمرة الأولى صاروخ “بركان” لقصفه وتدميره.
وقد ردّ الجيش الإسرائيلي، بشنّ قصف جوّي ومدفعي على عدد من المناطق الحدودية في جنوب لبنان، معلناً أنّه استهدف “خليّتين” للحزب و”نقطة مراقبة” تابعة له، وأنّ القبة الحديدية اعترضت صاروخين انطلقا من لبنان باتجاه مستوطنة “نهاريا”.
على خطّ متّصل، حذّر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت من أنّ ارتكاب أمين عام حزب الله حسن نصرالله أي خطأ سيدمّر لبنان والحزب معاً، لافتاً الى أنّه في نهاية هذه الحرب “لن يكون هناك وجود لحماس وهذا ما اتفقت عليه إسرائيل والولايات المتحدة الاميركية”، على حد تعبيره.
“ايزنهاور” في المنطقة
على وقع اشتعال جبهتي غزة وجنوب لبنان، وفي إطار مظاهر التأهب العسكري الأميركي في المنطقة، أعلنت القيادة الأميركية الوسطى “وصول أسطول حاملة الطائرات يو اس اس دوايت ايزنهاور إلى الشرق الأوسط ومنطقة مسؤولية القيادة المركزية الأميركية كجزء من زيادة التمركز الإقليمي”.
حراك ديبلوماسي مكثّف
وعلى خطّ جهود التهدئة، أعلن الرئيس الأميركي جو بادن في وقت متأخر من مساء السبت إحراز تقدم في تأمين هدنة إنسانية بين إسرائيل وحماس.
وكانت شهدت العاصمة الاردنية عمّان حراكاً عربياً – أميركياً يوم السبت، بدأ باستقبال العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني، عدداً من وزراء الخارجية العرب، حيث شدّد أمامهم على ضرورة مواصلة الضغط العربي على المجتمع الدولي من أجل وقف الحرب على غزة وإدخال المساعدات الى القطاع.
ثمّ عقد الوزراء العرب لقاءً تنسيقياً مع أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، سبق اجتماعهم مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الذي يتوجّه الى تركيا يومي الأحد والاثنين مستكملاً جولته الإقليمية.
وفي مؤتمر صحافي مشترك، مع نظيريه الأردني والمصري بعد الاجتماع العربي – الأميركي، أيّد بلينكن هدنة انسانية موقتة في غزة، ولكنّه رفض وقف اطلاق النار لأنّ ذلك سيسمح لحماس بإعادة تنظيم صفوفها وتنفيذ هجمات مماثلة لهجوم السابع من تشرين الأول.
من جهته قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، إن “الأولوية هي لإنهاء الحرب ووقف الدمار”، مشيراً الى أن الدول العربية تطالب “بوقف فوريّ للحرب وقتل الأبرياء لأنّ ما ترتكبه إسرائيل في قطاع غزة لن يجلب لها السلام”.
أما وزير الخارجية المصري سامح شكري، فطالب بتحقيق دولي في “الانتهاكات الصارخة” في حرب غزة، مشدّداً على أنّ “العقاب الجماعي واستهداف إسرائيل للمدنيين والتهجير القسري للفلسطينيين لا يمكن أن يكون دفاعاً عن النفس”.
ميقاتي يلتقي بلينكن والسيسي
رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، الذي سيشارك الأسبوع المقبل في القمة العربية الطارئة بالرياض، التقى على هامش زيارته الى عمّان، مع بلينكن وأكد امامه التزام لبنان بالقرار 1701، مشدّداً على أولوية العمل للتوصل الى وقف اطلاق النار في غزة “ووقف العدوان الاسرائيلي على جنوب لبنان وسياسة الارض المحروقة التي تتبعها اسرائيل باستخدام الاسلحة المحرّمة دولياً”.
بدوره، عبّر بلينكن عن قلقه بشأن تبادل إطلاق النار على طول حدود لبنان مع إسرائيل”، وشدّد على ضرورة منع توسّع “الصراع بين إسرائيل وحماس إلى أماكن أخرى في المنطقة”.
وفي القاهرة، التقى ميقاتي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وعبّر عن تقديره لوقوف مصر الدائم الى جانب لبنان، كما دعم موقف السيسي برفض تهجير الفلسطينيين من أرضهم.
توتّر تركي – إسرائيلي
وعلى خلفية المجازر التي تطال أهالي غزة، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو “لم يعد شخصاً يمكننا التحدث معه بأي شكل من الأشكال… لقد محوناه”.
وبعد ساعات على مواقف اردوغان، أعلنت تركيا، استدعاء سفيرها في تل ابيب شاكر أوزكان تورونلار، للتشاور، على خلفية رفض إسرائيل الموافقة على وقف إطلاق النار في غزة.