مجزرة أطفال في عيناتا.. وقواعد اشتباك جديدة! باسيل يستدرك «خطأه الرئاسي».. وقائد الجيش يشكو «مظالم الأقربين» للراعي

اللواء
شكلت جريمة استهداف سيارة مدنية بعد ظهر امس بين عيترون وعيناتا من قِبل جيش الاحتلال الاسرائيلي عنصراً ضاعطاً على قواعد الاشتباك في الجنوب. ومع أن المقاومة سارعت الى الرد في كريات شمونة الحدودية، لكنها اكدت في بيانها لها ان جريمة قتل الاطفال واستهداف المدنيين لن تمر.
فيما كشف وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب عن المباشرة بتحضير شكوى جديدة عاجلة لمجلس الامن الدولي، ستقدم اليوم، رداً على جريمة اسرائيل في عيناتا بحق الأطفال الثلاثة والعائلة البريئة.
وجاء التوجه لتقديم شكوى بعد اتصال بين الرئيس نجيب ميقاتي، الذي اكد ان الجريمة لن تمر مرور الكرام، داعياً الى اعتبار هذه الجريمة برسم مَنْ يدعون الى التهدئة.
لقاءات ميقاتي
وفي التحركات، التقى الرئيس ميقاتي في الاردن الملك عبد الله الثاني، ثم وزير الخارجية الاميركي انطوني بلينكن، بمشاركة مساعدة وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الأدنى باربارة ليف، قبل ان ينتقل الى مصر حيث استقبله الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وأكد ميقاتي خلال الاجتماع «أولوية العمل للتوصل الى وقف اطلاق النار في غزة لوقف العدوان الاسرائيلي المستمر هناك، وكذلك العمل على وقف العدوان الاسرائيلي على جنوب لبنان وسياسة الارض المحروقة التي تتبعها اسرائيل باستخدام الاسلحة المحرّمة دوليا للامعان في احداث المزيد من الخسائر البشرية وتدمير المناطق والبلدات الجنوبية». وشدد على«أن لبنان الملتزم بالشرعية الدولية وبتطبيق القرار الدولي الرقم 1701، وبالتنسيق مع اليونيفيل، يطالب المجتمع الدولي بالضغط على اسرائيل لوقف التعديات والانتهاكات الاسرائيلية اليومية على ارضه وسيادته برا  وبحرا وجوا».
بلينكن
 بدوره شدد وزير الخارجية الاميركية على انه يبذل جهده لوقف العمليات العسكرية  لغايات انسانية على ان يترافق ذلك مع بدء البحث في معالجة ملف الأسرى. ونشر بلينكن منشورا عبر حسابه على منصة «إكس»، تحدث فيه عن اللقاء الذي جمعه بميقاتي. وفي منشوره، كتب: «من المهم أن نتأكد من عدم إنتشار الصراع بين إسرائيل وحماس إلى أماكن أخرى في المنطقة. لقد ناقشتُ مع رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي السُّبل لمنع حدوث ذلك وتأمين المساعدات الإنسانيّة للشعب الفلسطيني، كما ناقشنا حاجة لبنان المُلحة لإنتخاب رئيس جديد للجمهورية»… بدورها، اعلنت الخارجية الأميركية ان بلينكن شدد خلال لقاء مع ميقاتي بعمّان على أهمية عدم اتساع رقعة الصراع بين إسرائيل وحماس وأعرب عن قلقه بشأن تبادل إطلاق النار على طول حدود لبنان مع إسرائيل.
ورأت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن المواقف التي أطلقها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يوم الجمعة لا تزال محور تقييم في الداخل في الوقت الذي ينتظر البعض اطلالته الثانية وما إذا ستكون مستنسخة عن الأولى أم ان هناك مفاجآت معينة يعلنها مع العلم أن حزب الله يرصد ردات الفعل على كلمة السيد نصرالله.
وقالت هذه المصادر أنه في الوقت نفسه يواصل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي اتصالاته الهادفة الى إبقاء الاستقرار قائما في البلاد وأشارت إلى أن خشية  اللبنانيين من اندلاع الحرب لم تتضاءل لاسيما أن التطورات قد لا تحافظ على وتيرة معينة.
إلى ذلك افادت أن ملف تعيين رئيس هيئة الأركان يشهد تزخيما له في المرحلة المقبلة في ضوء ارتفاع المطالبة بمعالجة  الشغور في قيادة الجيش  والمواقف من التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون.
رئاسياً، برز موقف جديد لرئيس التيار الوطني الحر، بعد لقاء البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ليل امس من ان كتلته النيابية على للالتزام بميثاق شرف لدعم أي رئيس جمهورية يتم انتخابه بجلسة انتخاب مفتوحة، في حال لم يتمّ التوافق قريباً على اسم جامع، اذا كان هذا الامر يساعد بإنهاء الفراغ ووقف تحلّل الدولة. توافقنا على انّه من واجب مجلس النواب انهاء الفراغ الرئاسي بسرعة وبحسب الدستور.
واعتبرت مصادر سياسية ان موقف باسيل جدي، ولا يدخل اطار المناورة، وهو محاولة لاستدراك خطأه الرئاسي.
وفي سياق سياسي متصل، اعلن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي موقفاً متضامناً مع قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون، بعدما استمع الى محاولات استبعاده عن القيادة العسكرية في هذه المرحلة البالغة الصعوبة، لا سيما في ضوء حملات النائب باسيل وفريقه السياسي والنيابي.
ودعا الراعي في عظة الاحد بعد لقاء عون الى انتخاب رئيس للبلاد وحماية المؤسّسات، بدلًا من التخطيط لإسقاط هذا أو ذاك، أو التلاعب في القيّمين على هذه المؤسّسة أو تلك. ومن المعيب حقًا أن نسمع كلامًا عن إسقاط قائد الجيش في أدقّ مرحلة من حياة لبنان وأمنه واستقراره وتعاطيه مع الدول. مثل هذا الكلام يحطّ من عزيمة مؤسّسة الجيش التي تحتاج إلى مزيد من المساعدة والتشجيع والإصطفاف حولها. وهي في الوقت عينه منبع ثقة المواطنين واستقرارهم النفسيّ والأمنيّ».
الوضع الميداني
ميدانياً، لم يتوقف العدوان الاسرائيلي على الجنوب حيث قام مساء امس الاحد باستهداف سيارة ابنة شقيقة المصور الصحفي سمير ايوب التي استشهدت والدتها واطفالها الثلاثة ، بعد ان كانت صباح امس استهدفت سيارتي اسعاف لكشافة الرسالة والى جرح عناصرها وسقوط شهداء، وطاولت القذائف والغارات الاسرائيلي العديد من القرى اللبنانية.
وكان الاحتلال استهدف فجراً سيارتين تابعتين لكشافة الرسالة الاسلامية كانتا تحاولان اجلاء مصابين في اطراف بلدة طيرحرفا.
واعلنت المقاومة الاسلامية انها لن تتسامح ابدا بالمس والاعتداء على المدنيين، وسيكون ردها حازما وقويا.
وقالت المقاومة الاسلامية في بيان لها رداً على الجريمة الوحشية البشعة التي ارتكبها العدو بعد ظهر امس، وأدت الى استشهاد سيدة وثلاثة أطفال من أحفادها، قصف مجاهدو المقاومة مستمرة كريات شمونة بعدد من صواريخ غراد (كاتيوشا).
والطفلات الشهيدات هن: ريماس محمود شور ١٤ سنة، تالين محمود شور ١٢ سنة، ليان محمود شور ١٠ سنوات، أمَّا الجدة فهي سميرة عبد الحسين أيوب.
والسبت المقبل في 11 الجاري، يتحدث الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله لمناسبة يوم الشهيد، وسيتطرق السيد نصر الله الى استهداف المدنيين، ودخول الجنوب مرحلة جديدة، ربما من قواعد الاشتباك.
وفي التطورات العسكرية، ادخل حزب الله صاروخ «بركان» الى استهدافات العدو، وهو يصل مداه الى 10 كلم، ويحمل رأساً متفجراً يتراوح وزنه بين مئة وخمسمائة كلغ من المتفجرات. واعتبرت اسرائيل ادخاله تصعيداً في المواجهة.
Exit mobile version