سفير الشمال-غسان ريفي
ترجم حزب الله سريعا كلام أمينه العام السيد حسن نصرالله الذي قال أن “قصف اسرائيل للمدنيين سيقابله قصف للمدنيين في المستوطنات”، حيث سارعت المقاومة الى قصف “كريات شمونة” برشقة صواريخ إجتازت القبة الحديدية وأصابت أهدافها مخلفة فشلا جديدا لمنظومة الردع لدى العدو، وذلك ردا على قصفه لسيارة مدنية على طريق عيناتا ما أدى الى إستشهاد ثلاث طفلات مع جدتهن وجرح والدتهن.
ويستمر العدو في استفزازاته حيث عمد أيضا الى قصف سيارة إسعاف ما ادى الى وقوع جرحى، ما يشير الى أن تراكم الاستفزازات الاسرائيلية قد يدفع الأمور الى أن تتدحرج جنوبا وصولا الى الانفجار، في وقت ما يزال فيه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يتابع زياراته العربية وإتصالاته مع قادة العالم للضغط على إسرائيل وثنيها عن الاستفزازات وبالتالي تجنيب لبنان الدخول في حرب تريدها إسرائيل.
لا شك في أن إسرائيل لم تقتل الطفلات الثلاث عن طريق الخطأ، خصوصا أن السيارة المدنية أصابتها طائرة مسيّرة ترصد أهدافها بدقة وكذلك أيضا سيارة الاسعاف، ما يؤكد أن إسرائيل ماضية في إستفزاز المقاومة في لبنان بهدف نقل المعركة من قواعد إشتباك كان يتم تجاوزها وكسرها بين الحين والآخر، الى حرب مفتوحة ترتكب فيها إسرائيل المجازر بحق المدنيين اللبنانيين على غرار ما ترتكبه في غزة.
من الواضح أن حزب الله سعى طيلة الفترة الماضية الى عدم ترك أي ذريعة للعدو الاسرائيلي لإستهداف المدنيين خصوصا أن كل أعماله العسكرية تتم عبر الخطوط الأمامية، إلا ان العدو يصرّ على الاستفزاز، مقابل جهوزية تامة للمقاومة وكل محورها، خصوصا أن حجم المجازر المرتكبة لم يعد مقبولا وخارج عن قدرة إحتمال أي إنسان وليس محور المقاومة فقط، ولعل الاحتجاجات التي تجتاح العالم برمته على هول المجازر الاسرائيلية لا سيما في الدول الداعمة للكيان أكبر دليل على ذلك.
يبدو واضحا أن الأيام المقبلة قد تكون صعبة، خصوصا في ظل السباق المحموم بين الإستفزازات لوقوع الحرب المفتوحة ومحاولات التهدئة التي فشلت في إجتماع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع وزراء الخارجية العرب، ليتبين بحسب التسريبات بأن إسرائيل تريد الحصول على المزيد من الوقت لإرتكاب المزيد من المجازر بهدف تركيع غزة.
الهدف الاسرائيلي ما يزال بعيد المنال في ظل الصمود الأسطوري لغزة ومقاومتها التي توقع في صفوف العدو العديد من الاصابات في الجنود والآليات وتنصب له الكمائن التي تضاعف من الخسائر التي تترك علامات استفهام حول قدرة اسرائيل على تحمل حربا تستنزفها بشكل كامل، بالرغم من البروباغندا التي يحاول وزير الدفاع القيام بها، وخروج وزير الثقافة الاسرائيلي عن طوره من صمود غزة بدعوته الى رمي قنبلة نووية عليها ما دفع بنتنياهو الى تجميد عضويته في الحكومة ليس من باب الحرص على الأرواح الفلسطينية وإنما خوفا على الأسرى وعلى إمكانية تشويه صورة اسرائيل أمام الرأي العام العالمي الذي ما يزال على مدار شهر كامل يغض الطرف عن الجرائم والانتهاكات الاسرائيلية وضرب القانون الدولي ومواثيق شرعة حقوق الانسان.