حركة “حماس” تقرر بشكل مفاجئ إلغاء كافة الفعاليات الشعبية على حدود غزة وإيقاف الأدوات “الخشنة”.. لغز حول الأسباب والدوافع وتساؤلات

حركة “حماس” تقرر بشكل مفاجئ إلغاء كافة الفعاليات الشعبية على حدود غزة وإيقاف الأدوات “الخشنة”.. لغز حول الأسباب والدوافع وتساؤلات حول وجود اتفاقيات سرية مع إسرائيل.. ماذا يدور بالغرف المغلقة؟

غزة – خاص بـ”رأي اليوم” – نادر الصفدي:

⁨28 سبتمبر 2023⁩

بشكل مُفاجئ قررت حركة “حماس” إلغاء كافة الفعاليات الشعبية المقرر انطلاقها اليوم الخميس على حدود قطاع غزة.

هذا القرار المفاجئ أثار الكثير من التساؤلات حول أسبابه ودوافعه في هذا التوقيت، وهل هناك ما يطبخ في الغرف المغلقة من تفاهمات جديدة بين حركة “حماس” والجانب الإسرائيلي، خاصة بعد قرار الاحتلال بإعادة فتح معبر “إيرز” بعد إغلاق استمر لأكثر من 10 أيام متواصلة.

وأعلنت مجموعات شبابية صباح يوم الخميس، عن ايقاف التظاهرات شرقي قطاع غزة، وإطلاق البالونات الحارقة تجاه البلدات الإسرائيلية.

ويبدو أن القرار صدر من حركة “حماس” وصل إلى المجموعات الشبابية “الشباب الثائر” في قطاع غزة، والتي أعلنت عن ايقاف فعالياتها عبر قناتها الرسمية على “تليجرام”، لهذا اليوم.

وقالت، “لا يوجد يوم الخميس، أي فعاليات على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة في جميع المناطق ووقف جميع الأدوات الخشنة بما فيها إطلاق البالونات الحارقة والمتفجرة”.

وشددت، أنّ هذا القرار لحين صدور تعليمات جديدة، بخصوص يوم الجمعة، والرجاء الالتزام من طرف الجميع بعدم الذهاب الى الحدود الشرقية ومن يذهب يعرض نفسه للمسائلة.

وبحسب مراسل القناة العبرية الـ(13) ألموغ بوكير، فإنّ كواليس المفاوضات بوساطة مصرية لفتح معبر “إيرز”، نتج عنها وعود حركة حماس بوقف المظاهرات قرب السياج الفاصل اعتباراً من المساء، وفي حالة تم الحفاظ على الهدوء، ستدرس إسرائيل إمكانية زيادة عدد العمال الفلسطينيين الذين يمكنهم العمل في إسرائيل إلى 20 ألف.

وقررت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، إعادة فتح معبر بيت حانون/ إيرز، شمال قطاع غزة، بدءاً من اليوم الخميس، والسماح بدخول عمال القطاع، وجميع الفئات.

وقالت الهيئة العامة للشؤون المدنية، في بيان مقتضب، صدر في وقت متأخر من مساء الأربعاء: “أبلغنا من الجانب الإسرائيلي بأن معبر بيت حانون يعمل غداً بشكل طبيعي، والسفر مسموح لكل الفئات”.

وكانت سلطات الاحتلال قد أغلقت معبر بيت حانون، ومنعت عبور عمال قطاع غزة، منذ مطلع الأسبوع الماضي، وقالت إن إعادة فتحها “سيخضع لتقييم مستمر لتطورات الوضع الأمني”.

ومنذ نحو ثلاثة أسابيع، تشهد الحدود الشرقية لقطاع غزة، حالة من التوتر، وخروج مظاهرات جماهيرية يومية، نصرة للمسجد الأقصى ورفضاً للحصار، فيما تعتدي قوات الاحتلال على الشبان المتظاهرين بالرصاص الحي وقنابل الغاز، ما أسفر عن استشهاد عدد منهم، وإصابات بجراح مختلفة.

كما استهدف الاحتلال نقاط للضبط الميداني شرق القطاع، على مدار الأيام الماضية، وواصل إغلاق معبر بيت حانون أمام العمال لـ13 يوماً على التوالي، رداً على المظاهرات وبحجة “الأعياد اليهودية”، قبل أن يعيد فتحه اليوم الخميس.

وفي ذات السياق قالت صحيفة “هآرتس” العبرية،  إن التقديرات في إسرائيل بشأن حماس، بأن التسهيلات الاقتصادية ستؤدي إلى هدوء طويل الأمد، كانت خاطئة.

ووفقًا للصحيفة العبرية، فإن حماس هي من تتحكم في الأمور بغزة على الرغم من أنها كانت حريصة على عدم الظهور علنًا في الوقوف خلف المسيرات التي شهدتها الحدود.

وأشارت إلى أن تلك المسيرات لم تكن مجرد احتجاج شعبي، بل شهدت عمليات مسلحة بإطلاق نار من عدة عشرات الأمتار عن الحدود تجاه الجنود، وتم استخدام عبوات ناسفة إحداها تسببت باستشهاد 5 فلسطينيين، لو استخدمت ضد الجنود الإسرائيليين ومركباتهم العسكرية لكانت ستتسبب بإصابات حتى لو كانت محصنة.

وبينت أن المسيرات على الحدود تهدف لتعزيز مكانة حماس على الساحة الفلسطينية، وتحقيق مطالبها من قطر وإسرائيل بتحويل الأموال القطرية كاملة، وزيادة عدد العمال، كما أن الحركة تستغل الوضع السياسي في إسرائيل ولذلك ترى أنه يمكنها محاولة المناورة بشكل محدود، خاصة وأن الحكومة في تل أبيب ستجد صعوبة في حشد دعم لتنفيذ عملية عسكرية بغزة، ولكن حماس قد تكون مخطئة عندما تكتشف أنا الاحتكاك العسكري سيخدم حكومة بنيامين نتنياهو في ظل الأزمات الداخلية.

فهل “مسيرات غزة” باتت ورقة قوية بيد حماس؟، وهل تخضع لتوازنات جديدة؟ وكيف ستستغلها المقاومة؟ وهل تؤثر فلعيًا على إسرائيل؟

Exit mobile version