ولفتت الصحيفة إلى أنه “يخشى الأميركيون أن يجدوا أنفسهم متورطين في الوحل الغزي بفعل عجز إسرائيل عن الخروج من القطاع حتى لو تمكنت من إسقاط حكم حركة حماس”، واعتبرت أن الأميركيين تعلموا من تجربتي أفغانستان والعراق أن المكوث الطويل للقوات في البلاد المحتلة سيتحول إلى “ضرر استراتيجي”.
وبحسب الصحيفة، فإن الرئيس الأميركي “يخشى أن تتحول الحرب الإسرائيلية على غزة إلى نسخة أخرى من الحرب السعودية على اليمن، التي تتواصل على الرغم من أن الرئيس الأميركي كان قد دعا بعد شهر من توليه الحكم إلى وقفها بشكل فوري، فضلاً عن إصداره قراراً بوقف تزويد السعودية بالمعلومات الاستخبارية اللازمة لتنفيذ عملياتها داخل اليمن”.
دعم الكونغرس
في السياق، نشرت صحيفة “واشنطن بوست” تقريراً قالت فيه إن الدعم لإسرائيل في الكونغرس داخل الحزبين الجمهوري والديموقراطي كبير، ما يشير إلى قوة اللوبي الإسرائيلي وغياب المعرفة في ما خص القضية الفلسطينية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الكونغرس كان متعاطفاً وداعماً لإسرائيل بطرق لم تتوقعها أي جماعة ضغط، وأعادت ذلك إلى الإستراتيجية التي اتبعها اللوبي الإسرائيلي لا سيما في ما خص تمويلهم السخي للمرشحين.
ونقلت الصحيفة عن بروفيسور العلاقات الدولية بجامعة هارفارد ستيفن وولت، قوله: “في الوقت الذي كان فيه اللوبي الإسرائيلي ناشطاً ومؤثراً منذ عقود، فإنه لا يوجد شيء مضاد له على الجانب الآخر”، وأضاف: “لا توجد منظمة فلسطينية بتأثير مساوٍ وحجم مساوٍ”.
وتعد لجنة العلاقات الأميركية-الإسرائيلية للشؤون العامة (إيباك)، أكبر متبرع لنواب الكونغرس بحسب بيانات “أوبن سيكريتس”.
وبحسب “واشنطن بوست”، فقد دعمت “إيباك” 365 مرشحاً في انتخابات متنوعة، بدءاً من المرشحين التقدميين المؤيدين للرعاية الصحية العامة والضرائب المرتفعة، وصولاً إلى مجموعة الحرية الجمهورية. وتهدف “إيباك” إلى دعم المرشحين المؤيدين لإسرائيل ومعارضة المرشحين المعادين لها.
وعقب الحرب على غزة، قام أعضاء من الكونغرس بزيارة إسرائيل، وعقدوا لقاءات مع مسؤولي الحكومة الإسرائيلية، ليترجم ذلك لاحقاً بمحاولات لتشجيع التعاطف مع إسرائيل وتبرير أفعالها من خلال عرض شرائط فيديو تظهر “تهديدات حماس وتعددية الأطراف في الصراع”.
إسرائيل توحد الكونغرس
وقالت واشنطن بوست: “لا شيء يوحد الكونغرس ويجمع الجمهوريين والديمقراطيين مثل إسرائيل، كما يقول أعضاء الحزبين”، وتمت الموافقة على حزمة مساعدات بقيمة 14 مليار دولار لمساعدة تل أبيب في مواجهة المقاومة الفلسطينية.
ولم يتوقف الدعم عند حزمة المساعدات المالية، بل كان هناك قرارات تدين من ينتقد إسرائيل، كما تم تقديم مشروع قانون لمنع دخول الفلسطينيين إلى الولايات المتحدة وترحيل الموجودين فيها، فيما وصل الحد مع بعض النواب إلى انتقاد طلب وقف القتال في غزة.