واشنطن مجدداً: الصراع بين لبنان وإسرائيل ليس حتمياً

دخل لبنان مناخات القمة العربية الطارئة التي ستنعقد غدا السبت في الرياض من بابين متعارضين: باب المشاركة اللبنانية الرسمية في الاجتماع التحضيري لوزراء الخارجية العرب الذي اصدر بيانه بعد الاجتماع بموافقة ومشاركة وزير الخارجية عبدالله بو حبيب. وباب “القنص” الاستباقي على القمة الذي باشره حزب الله من البارحة تمهيدا لاستكماله بمواقف اشد عنفا بعد القمة، ما دامت مؤشرات هذا الهجوم ارتسمت باعتبار مقررات القمة سلفا بلا قيمة، بحسب ما كتبت” النهار”.

اضافت”المفارقة في الامر، ان القمة التي ستتسبب على الأرجح للحكومة اللبنانية بصداع إضافي جراء المزايدات التي سيتعرض لها الموقف الرسمي وسط قرار واضح بالهجوم على القمة، تنعقد وسط استعدادات لزيارة لافتة سيقوم بها الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي للرياض الاحد المقبل للمشاركة مع رؤساء الدول الإسلامية في قمة منظمة التعاون الإسلامي الطارئة أيضا التي ستنظر في الوضع في غزة وتتخذ مقرراتها منه. بذلك يزج بلبنان مرة جديدة كعلبة بريد للرسائل الإقليمية وتحديدا الإيرانية ولا سيما منها ضد العرب والغرب التي يراد اطلاقها من لبنان والتخفي وراءها فيما يدفع لبنان تكرارا تكاليفها الباهظة من مصالحه العليا وعلاقاته العربية والخليجية والغربية. اما الجانب المتصل بالواقع الميداني في الجنوب وفي ظل الستياتيكو الذي يحافظ على وتيرة ساخنة نسبيا من دون تخطي القواعد الكاسرة للستاتيكو حتى الان، فان الترقب يبقى سيد الموقف في انتظار تطورات الساعات المقبلة ولا سيما منها الكلمة التي سيلقيها غدا السبت الأمين العام لJ”حزب الله” السيد حسن نصرالله وما يمكن ان تتضمنها من مواقف واتجاهات جديدة بعدما دخلت المواجهات الجارية عند الحدود الجنوبية.

والجديد اللافت في هذا السياق برز مع كلام أميركي إضافي عن استبعاد “حتمية” الصراع بين لبنان وإسرائيل. فبعدما اعلن الموفد الأميركي آموس هوكشتاين من بيروت انه لمس عدم رغبة لبنان وإسرائيل في تصعيد الوضع، أعلن امس المبعوث الأميركي الخاص للشؤون الإنسانية في الشرق الأوسط والذي شغل سابقا منصب سفير بلاده في لبنان ديفيد ساترفيلد إنه “لا يوجد ما يشير إلى أن إيران أو وكلاءها في المنطقة يعتزمون التعجيل بنشوب صراع يتجاوز حرب إسرائيل مع حماس.

وأضاف: “من الضروري ألا تقدم إيران وحزب الله على أعمال استفزازية، وان تبادل إطلاق النار مع “حزب الله“على طول حدود إسرائيل مع لبنان يعزز احتمال التقديرات الخاطئة”. وقال ساترفيلد في مؤتمر صحافي عبر الإنترنت “لا نعتقد أن صراعا تتورط فيه لبنان وإسرائيل أمر لا مفر منه بحال من الأحوال، الحقيقة هنا والآن هي أنه لا يوجد ما يشير من أي جانب إلى أن هناك نية لاستباق صراع أو حرب”.

وذكرت مصادر ديبلوماسية لـ»نداء الوطن» ان الولايات المتحدة «ليست قلقة» حيال المواجهات الدائرة على الحدود في جنوب لبنان. وعزت هذه المصادر الموقف الاميركي الى ان هناك «سقفاً» يضبط هذه المواجهات، وهو ناجم عن الاتصالات القائمة بين واشنطن وطهران. وفي طهران، نقلت صحيفة «هم ميهن» الإصلاحية عن الدبلوماسي الإيراني السابق، سيد جلال ساداتيان، قوله إن ما يلاحظ هو وجود نوع من «الدبلوماسية السرية» بين إيران والولايات المتحدة «من أجل السيطرة على ممارسات الجماعات المسلحة التابعة لإيران في سوريا والعراق». وأشار الى أن خطاب نصرالله «المحافظ» أظهر وجود «رغبة لدى إيران في عدم توسيع الصراع».

Exit mobile version