في مواجهة استفزازات حزب الله

في مواجهة استفزازات حزب الله

رأي: يجب على “إسرائيل” أن تفهم أن ضبط النفس ليس قوة

إن إقامة خيام حزب الله يمر بصمت مُضلل، في حين كان ينبغي أن يدق كل أجراس الإنذار لدى الكيان، وذلك لما يمثله من ضربة خطيرة لـ “الردع الإسرائيلي”.

 

يستغل حزب الله نقاط الضعف التاريخية لخط “الحدود الشمالية”، حيث تم إنشاء الخط في عشرينيات القرن الماضي بموجب “اتفاقية نيوكومب-باولا” 1923، وتم تحديده في الثلاثينيات بالحجارة الحدودية.

 

وبعد انسحاب “الجيش الإسرائيلي” من جنوب لبنان عام 2000، قامت الأمم المتحدة بترسيم الحدود مرة أخرى ببراميل زرقاء كبيرة تفصل بينها مئات الأمتار.

 

في حادثة الخيم، تعدى حزب الله عمداً على الحدود، وعلى بعد عشرات الأمتار من خط الحدود الانتدابية خلال هذه الفترة، قام حزب الله بنقل الخيام بشكل متعمد ومحسوب عدة مرات، متراً هنا وهناك، بحسب تقديراته إلى أي مدى يمكن شد الحبل دون رد فعل “إسرائيلي”، وحتى الآن نجح في ذلك.

 

هذا ليس حدثاً عارضاً، ففي العام الماضي، تزايدت جراءة حزب الله في الأعمال الاستفزازية التي يقوم بها على السياج، مثل إقامة نقاط مراقبة عسكرية تحت ستار الحفاظ على الطبيعة، وتمزيق الأعلام ووسائل المراقبة التي تضعها “إسرائيل”، وتخريب السياج، كل هذا دون أي رد فعل من “إسرائيل”.

 

لا ينبغي أن يكون هذا هو الحال، ولم يكن هذا هو الحال في الماضي، في عام 2005، عندما كنت أخدم كقائد لوحدة “ايغوز” نصبنا كميناً في منطقة مزارع شبعا، خلال العملية، تعرفت القوة على “راعي غنم” بريء، وهو بالطبع عنصر في حزب الله، كان يعبر الحدود على بعد أمتار قليلة، كجزء من محاولات حزب الله لاختبار عزيمة “قوات الجيش الإسرائيلي”، واستعدت القوات لإطلاق النار على الراعي، وضغط قائد الكمين على الزناد وقتله.

 

لا أسئلة ولا طلبات موافقة من قبل كبار المسؤولين، كانت هذه تعليمات المستوى القيادي والسياسي، وحزب الله في ذلك الوقت فهم الرسالة وفهم أنه لا يمكن اللعب معنا.

 

المستفزون ليسوا نشطاء بيئيين أو رعاة أبرياء، إنهم جزء من قوة الرضوان، “قوة الكوماندوز” التي أنشأها حزب الله على حدود الكيان والغرض منها مهاجمة واحتلال “المستوطنات الإسرائيلية” المتاخمة للسياج في هجوم مفاجئ.

 

ورغم أن هوية قوات حزب الله واضحة ومعروفة، وأنهم على بعد أمتار قليلة من خط الحدود، إلا أن “إسرائيل” تمتنع عن التحرك، وحزب الله اليوم يلتقط الرسالة ويصعد الاستفزاز التالي.

 

التهديد الذي يواجه الكيان ليس مجرد الاستفزازات، بل استعداد حزب الله لهجوم مفاجئ فوري

 

بعد مرور 50 عاماً على حرب “يوم الغفران”، تغلق “إسرائيل” أعينها مرة أخرى، اليوم، كما في ذلك الوقت، عند “خط بارليف”، شاهدنا مراقبات “الجيش الإسرائيلي” تتمركز، والتقدم نحو خط القناة، والاستعدادات الأولية، وإزالة شبكات التمويه، كل شيء كان مرئياً.

 

الآن، عندما ظهرت مذكرات “غولدا” ومذكرات تلك الأيام في السلسلة الوثائقية الجديدة، من الممكن أن نفهم خطورة الأمور، وكيف رأينا كل شيء، ولكننا لم نفهم، وحتى اليوم فإن “إسرائيل” تبرر تقاعسها بمجموعة متنوعة من الأعذار المختلفة مثل: هم مردوعين، مراكمتهم لقوتهم تجري على قدم وساق، ولن يهاجموا حتى يتم استيفاء هذه الشروط أو تلك.

 

“إسرائيل” ترى التسلح والاستعدادات لاختراق الجدار والمكونات الأمنية التي بنتها على الحدود تتآكل، وهي لا تتحرك

 

إن سياسة الاحتواء الجديدة تبث الضعف، وهي رسالة سلبية وخطيرة للغاية في الشرق الأوسط الصعب، وهي التي حولت الفأر إلى جبل: حادثة مزارع شبعا والتي كان من الممكن أن تنتهي كحادثة صغيرة، هي حادثة تكتيكية ذات رسالة واضحة، أصبحت في أذهان صناع القرار في “إسرائيل” وحزب الله احتمالاً وتهديداً بالحرب التي قد تندلع في كل لحظة.

 

يجب على “إسرائيل” أن تفهم أنه لا يوجد مكان للضعفاء في الشرق الأوسط

 

وأن ضبط النفس ليس قوة، والضعف هو ببساطة ضعف، وخطير جداً، وأن الوضع الذي يستطيع فيه حزب الله أن يبدأ الحرب في أي لحظة هو وضع غير مقبول، إنها “لعبة محصلتها صفر” وقد تؤدي إلى ثمن باهظ للغاية.

 

يجب على “إسرائيل” أن تتحرك بقوة ضد حزب الله على خط الحدود وما وراءه، وأن تعمل على إبعاد نشطاء وحدة رضوان والمطالبة بتنفيذ الاتفاقيات (قرار الأمم المتحدة رقم 1701 – آب/أغسطس 2006) التي من أجلها تتواجد الأمم المتحدة في جنوب لبنان، إن إزالة التهديد أو تدميره فقط هو الذي سيجلب الهدوء والأمن الحقيقيين لسكان الشمال.

#اعرف_عدوك

#المقال_نيوز

المصدر: “ماكور ريشون”/ “مردخاي كهانا”

Exit mobile version