شفقنا- تناولت الصحافة العربية عدد من المواضيع والأحداث الساخنة في العالم العربي، لا سيما مايخص القضية الفلسطينية، حيث نشرت صحيفة الشرق الأوسط، مقال يحمل عنوان “إسرائيل وأسئلة اليوم التالي”، للصحافي اللبناني “إلياس حرفوش”، فأشارإلى تصرفات إسرائيل في حربها على قطاع غزة، حيث كأنها غيرمعنية بما سيعقب هذه الحرب. كأنها حرب أبدية. ليس مهماً بالنسبة إليها لا كيف ستكون علاقاتها مع الفلسطينيين بعد هذه الحرب، ولا مع جيرانها العرب، ولا حتى مع العالم الخارجي.
ويضيف حرفوش أن القادة الحاليون في إسرائيل لا يقيمون أي وزن لما يقولونه ولا ما يرتكبونه وأن العبارات العنصرية بحقّ الفلسطينيين لا تثير خجلهم، ولا التهديد بإلقاء القنابل النووية عليهم، ولا إبادة عائلات بكامل أفرادها تحت سقوف منازلها تحرك أي ضمير لديهم.
ويؤكد حرفوش أن الاستهتارالإسرائيلي يشمل، استهتارهم بالمواقف العربية والإسلامية، حكومات وشعوبا، التي تدين أعمال القتل الجارية في غزة والانتهاكات اليومية لكل القوانين الإنسانية وقواعد الحروب.
ويختم حرفوش مقاله قائلا: سؤال «اليوم التالي» هو ما يحتاج إلى أن يطرحه من بقي من متعقلين بين قادة إسرائيل: ماذا بعد هذا القتل والدمار؟ ماذا بعد هذه الفظاعات المحفوظة في الذاكرة والموثّقة على الشاشات؟ كيف سيكون مستقبلنا في المنطقة إلى جانب أهالي هؤلاء الضحايا؟
وتحت عنوان “نتنياهووسياسة الإعدام المتواصل” في صحيفة القدس العربي، راى الأكاديمي الجزائري “نورالدين ثنيو” أن لسان حال رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو هو الإعدام ومزيد من الإعدام، فصارت أفضل سياسة يواجه بها ليس الفلسطينيين الذين لا يعترف بهم فحسب، بل يواجه بها كل معارضة داخلية في صلب النظام السياسي الإسرائيلي أيضا، من ذلك حزب العمال وكل من يتحلّى ولو بالنزر القليل من الإنسانية والأخلاق المهنية.
ويشيرنورالدين ثنيوأن نتنياهوشكل حكومته الحالية بداية من هذه السنة على خلفية شلّ السلطة القضائية، وإعطاء مزيد من الصلاحيات والمسؤوليات والامتيازات للسلطة التنفيذية، لأن في عقل رئيس الوزراء أن التنفيذ الفوري والارتجالي هو أفضل سبيل لإحكام وضعية مثل التي تمر بها إسرائيل، من استعصاء في تشكيل حكومة منذ سنوات طويلة، قياسا على الزمن الفائق الجديد على كل العالم، إلا على إسرائيل التي ما تزال تحسب بالزمن الاستعماري البائد.
ويتابع الأكاديمي الجزائري، أن الحياة السياسية في إسرائيل وصلت مع نتنياهو إلى آخر الرمق، لأنه يأتي السياسة ويتعاطاها كجملة من الإجراءات التي تعفيه في المحاكمة الوشيكة، وكلّما اقترب الموعد زادت تصرفاته طيشا وعجرفة، وزاد على إثرها منسوب الاحتجاج والعصيان والتمرد على ما يقوم به في الصالح كما في الطالح، فقد صار شخصية مرفوضة في كل العالم، وعناده في البقاء هو دائما من أجل الإفلات من المحاكمة التي تسوقه إلى أروقة القضاء، ثم إلى أقبية السجون، فهو فعلا مجرم بكل معاني الكلمة.
أما صحيفة إندبندنت العربية، فتصدرها عنوان “هل العالم في حاجة إلى القيادة الأميركية؟” لمساعد وزيرالخارجية المصري الأسبق “محمد بدرالدين زايد”، حيث أشارإلى الأخطاء التاريخية في السياسة الأميركية في مواضع عديدة، أبرزها: جرائم كان لا ينبغي أن تغتفروعلى رأسها هيروشيما ونغازاكي وجرائمها في فيتنام وتجاوزاتها العديدة في أميركا اللاتينية، ثم مشاركتها في الظلم التاريخي للشعب الفلسطيني ثم جرائمها وتجاوزاتها الخطرة في العراق، كل ذلك كانت الولايات المتحدة تتمكن بفرض سيطرتها على الإعلام العالمي وذاكرة العالم القصيرة في تجميل صورتها وطرح مسألة دورها الأخلاقي العالمي.
ويكمل بدرالدين زايد، لم تكن السياسة الدولية يوماً مثاليا لا في الماضي ولا الحاضر ولا شواهد على ذلك في المستقبل، ولم يحدث أن ساد النظام الدولي قوة رسخت القيم ومبادئ العدالة الدولية، وتظل الدول والإمبراطوريات تلعب أدواراً حاسمة ليس فقط بناءً على قوتها الصلبة فقط، بل كانت المهارات والتخطيط عنصراً مهماً دوماً ولكن في عالمنا المعقد والمتداخل ستلعب عناصر الثقة والاحترام أدواراً مهمة إضافية ومكملة فحسب في تكريس مكانة الدول، وفي هذا الصدد تعاني الولايات المتحدة صورة متراجعة ستتكرس مع الزمن بسبب صعود أطراف أخرى وليس فقط تراجعها النسبي.
وكان عنوان “غزة بين صلابة السلطة الفلسطينية ونهاية حماس” هو المتصدرفي صحيفة العرب، فتناول الصحافي والكاتب السياسي “سعيد قرمان”، صلابة السلطة الفلسطينية وتماسكها ومكانتها السياسية التي تجعلها العنوان الوحيد القادر على انتشال الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من مستنقع حرب اليمينين الإسرائيلي والفلسطيني الحالي.
كما يوضح أن الحقيقة ليست معضلة إدارة غزة بعد انتهاء الحرب. فطرفا الحرب الدائرة ليسا معنيين بذلك، الاثنان انتهيا؛ فحركة حماس لن تكون قادرة على التعامل مع الوضع الإنساني المأساوي في القطاع أو جلب تمويل دولي لمشاريع إعادة الاعمار. وهي تدرك منذ الآن حتمية انفجار هذا الملف في وجهها تحديدا إن اعتمدت سياسة المماطلة به، بسبب عجزها عن تسويق رؤاها السياسية أو الاقتصادية، بالإضافة إلى وَهَنها عن تأمين الاحتياجات الحياتية للشعب هناك.
ونشرت صحيفة الشرق القطرية، مقال للكاتب الجزائري “اليزيد قنيفي” بعنوان “غزة الكاشفة”، يشيرخلاله أنه ليس خافيا على أحد أنّ نقطة التحول أو الانعطاف الكبرى هي هذا الارتباك الدولي الحاصل والمواقف المتناقضة لكبار قادة الدول الكبرى، وحرب التصريحات والتصحيحات والتراجعات في مواقف القِوى العظمى، وليس خافيا أيضا الوجوه المتوترة والوجلة والمرتبكة مما هوّ حاصل من عار على جبين العالم من جراء حرب الإبادة والتقتيل الجماعي للمدنيين والقصف المتعمد للأطفال والمستشفيات وسيارات الإسعاف والطواقم الطبيّة، حرب قذرة عرّت وفضحت كل شيء أمام أنظار شعوب العالم.
ويختم قنيفي أن المواقف انكشفت وسقطت الأقنعة الكاذبة، وذاب جليد تلك المبادئ المُقنعة والمزخرفة عن حقوق الإنسان والكرامة والعدالة والمساواة والقانون الدولي المزعوم وإلى ما هنالك من أغان طال التغني بها في المجالس والأوراق والمؤتمرات فأصبحت في مهب الريح، فبرز النفاق وازدواجية المعايير، وسقط ستار الأكاذيب، فغزّة اليوم أضحت كاشفة لكل النوايا والخبايا والأسرار العابرة للقارات والدول وفي الغد القريب المزيد والمزيد.
النهایة
المصدر
الكاتب:Shafaqna1
الموقع : ar.shafaqna.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-11-19 01:34:22
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي