شهدت جبهة جنوب لبنان، أمس، يوماً قتالياً كبيراً نفّذ خلاله حزب الله 8 عمليات، أبرزها استهداف مركز ‏قيادة الفرقة 91 في ثكنة برانيت بأربعة صواريخ «بركان» خلّفت دماراً كبيراً، فضلاً عن استهداف تجمّعات لجنود إسرائيليين غرب كريات شمونة بمُسيّرات انقضاضية وبقصف مدفعي «ما أدى إلى تحقيق إصابات مباشرة». كذلك استهدفت المقاومة ثكنة ‏زبدين في ‏مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، وقوة مشاة إسرائيلية في تلة الكرنتينا قرب موقع حدب يارون، وتجمّع مشاة ‏للعدو في محيط موقع الضهيرة، ومثلّث الطيحات.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن سلطات الاحتلال الطلب من المستوطنين في كريات شمونة البقاء في الملاجئ حتى إشعار آخر، وأشارت إلى أن رادارات الجيش الإسرائيلي لم تكشف الطائرات التي أطلقها حزب الله وأصابت أهدافها بنجاح.
وأحصت قناة 12 العبرية إطلاق حزب الله أمس 40 صاروخاً و3 مُسيّرات على مواقع جيش العدو في الجليل، وأشارت إلى أن الأمور أصبحت «أكثر خطورة، ومن الواضح وجود ارتقاء درجة في القوة التي يفعّلها حزب الله. بدأ الأمر يصبح مخيفاً وقاسياً». فيما اعتبرت القناة 13 أن الدمار الكبير في مقر قيادة فرقة الجليل في برانيت «فتاك وغير لطيف». ونقل موقع «والاه» العبري عن جهات في المؤسّسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو «مردوع من حزب الله». فيما عبّرت وسائل إعلام عبرية أخرى عن القلق حيال المشاهد التي تم بثها لثكنة برانيت وتُظهر حجم الدمار الهائل، معلّقة «كيف سنقنع سكان كريات شمونة بالعودة؟».

وفي المقابل، واصل العدو الإسرائيلي اعتداءاته على الجنوب، فاستهدفت مدفعيته أطراف بلدات رميش وعيتا الشعب وعين الزرقاء بين علما الشعب والناقورة وطيرحرفا ومحيبيب ويارين، وسقط عدد من القذائف المعادية على أطراف ميس الجبل وحولا. كما طاول القصف المدفعي حرج تل النحاس وتلة الحمامص ومرج الخيام، واستهدف منزلين في الخيام ومنزلاً في بلدة الطيبة. وسُجلت مشاركة لمروحيات الاحتلال في الاعتداء على أطراف مارون الرأس بالتزامن مع القصف المدفعي. وأعلن حزب الله استشهاد المقاوم علي محمد ماضي من بلدة ميدون البقاعية.
وتعليقاً على التطورات، قال رئيس الدائرة السياسية الأمنية في وزارة الأمن سابقاً زوهار بالتي: «إذا كان هناك شيء لا يريد الأميركيون رؤيته حالياً، فهو تدهور الجبهة الشمالية، خاصة مع حزب الله». وأضاف: «في تقديري أن الجيش قادر على التعامل مع المعركة في الشمال دون الحاجة إلى الأميركيين. الأميركيون لا يريدون اشتعال ساحة إقليمية. وأنا أقترح الانشغال بالجهد الأساسي في غزة وتأجيل المواجهة في الشمال».
سياسياً، كان الحدث الأبرز في ما يتعلق بجبهة لبنان مع إسرائيل، وصول كبير مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن، عاموس هوكشتين، إلى إسرائيل لـ«منع الحرب مع لبنان»، كما أكّد مسؤولون أميركيون وإسرائيليون أن هناك قلقاً متزايداً من أن يؤدي الوضع في قطاع غزة إلى حرب إقليمية تتطلب تدخلاً عسكرياً أميركياً كبيراً.