ويطالب هؤلاء حكومة الاحتلال والجيش بضرورة شن عملية عسكرية استباقية ضد الحزب، كي لا يتكرر معهم ما حصل مع سكان مستوطنات غلاف غزة في أحداث 7 تشرين الأول. ويشكل هذا الملف عنصر ضغط كبير على الحكومة الإسرائيلية، التي تجد نفسها محرجة وغير قادرة على توفير الأمن لسكان المستوطنات الشمالية وإعادتهم إلى منازله.
المزيد من الإخلاءات
عنصر ضغط آخر يتزايد على الحكومة الإسرائيلية، يتمثل في مطالبة المزيد من السكان في تلك المستوطنات بضرورة إخلائهم، وتوفير أماكن سكنية لهم بعيداً عن الحدود مع لبنان، خوفاً من المواجهات والعمليات التي يخوضها حزب الله. وفي هذا السياق، قال سكان مستوطنات في شمال الأراضي المحتلة، إنهم لا يعرفون النوم ليلاً، وأصبحت أصوات الانفجارات تشكل لهم كابوساً، بسبب القصف المتبادل بين حزب الله والمقاومة الفلسطينية من لبنان، وجيش الاحتلال الإسرائيلي. وحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت”، يهدد سكان مستوطنات أبرزها، عبدون، وألما موشاف، وأفيريم، وجيشر زيف شمال الأراضي المحتلة، بالتوجه إلى المحكمة العليا لمطالبة الحكومة بإخلائهم أسوة بغيرهم. ويطالب المستوطنون الحكومة بتوضيح سبب عدم قيامها بإخلائهم، رغم أنهم لا يبعدون سوى 5 كيلومترات من الحدود مع لبنان.
وفي وقت سابق، مددت حكومة الاحتلال أمر الإخلاء الخاص بمستوطنات الجليل الأعلى القريبة من الحدود مع لبنان لشهر آخر، لكن 7 آلاف مستوطن في قرابة عشر بؤر استيطانية لا يزالون عالقين هناك، وترفض الحكومة إخلاءهم. ونقلت عن رئيس لجنة مستوطنة ألما موشاف، أورلي جربي قوله: “لماذا تم إخلاء الجميع من حولنا وتركونا وراءهم؟ لا نعرف ليلاً ولا نهاراً، أصبحت أصوات الانفجارات كابوساً لنا ولأطفالنا”. وتابع بأن عددا قليلاً من المساكن في المستوطنات فيها غرف آمنة، وأن المستوطنين مكدسون في المنازل منذ بداية الحرب، والطرق إلى المستوطنة مغلقة، ولا أحد يجرؤ على التحرك.
وبدأ المستوطنون هناك بإجراءات قانونية ضد الحكومة، بعد اعتبار وزير حرب الاحتلال، يوآف غالانت أن هذه البؤر الاستيطانية غير مشمولة في أوامر الإخلاء، استناداً إلى تقييمات المؤسسة الأمنية. وأحال غالانت الأمر إلى وزير المالية، بتسلئيل سموتريش، الذي أكد أنه سيتم إخلاء المستوطنات، إلا أن حكومة الاحتلال لم تتخذ أي إجراء لإخلاء مستوطنيها هناك بعد.