هدأت جبهة الجنوب مع العدو الاسرائيلي عند الحدود مع فلسطين المحتلة واعلن “حزب الله” بأنه يلتزم مع المقاومة الفلسطينية في غزة فيما تقرره بشأن الحرب التدميرية التي يشنها عليها الكيان الصهيوني الغاصب فوافقت حركة “حماس”مع فصائل فلسطينية اخرى على هدنة سميت “انسانية” وموقتة لمدة اربعة ايام لتبادل اسرى وبوشر بالتنفيذ منذ يوم الجمعة فخضع رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو لشروط المقاومة الفسلطينية وتراجع عن اهداف عدوانه على غزة والتي تمثلت باقتلاع “حماس” وضرب بنيتها العسكرية واستعادة المخطوفين الاسرائيليين الذين اسرتهم “كتائب القسام” في عملية “طوفان الاقصى” في 7 تشرين الاول الماضي.
“فحزب الله” التزم بوحدة الساحات التي تجمع اعضاء “محور المقاومة” وشغّل العدو الاسرائيلي على “الجبهة الشمالية” مع لبنان وكانت اولى عمليات المقاومة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وهي مناطق لبنانية محتلة من العدو الاسرائيلي منذ العام 1967 فلم يخرج “حزب الله” عن اسباب وجود سلاحه بعد تحرير الجنوب عام 2000 لاستكمال التحرير واقامة قوة ردع بوجه العدو الاسرائيلي الذي شن حربا على لبنان ومقاومته في 12 تموز 2006 متذرعا بخطف “حزب الله” لجنديين اسرائيليين في عملية نوعية عند الشريط الشائك لبلدة عيتا الشعب فكانت ردة فعل الحكومة الاسرائيلية برئاسة ايهود اولمرت شن حرب على لبنان واعلن رئيس اركان الجيش الاسرائيلي دان حالوتس بأن العملية لن تستغرق سوى 72 ساعة لتدمير منصات صواريخ المقاومة والقضاء على “حزب الله” وقتل قياداته او اسرها وهي الاهداف نفسها التي رفعها نتانياهو في حربه على غزة التي انكسر فيها بعد حوالى 50 يوما ورضخ “لحماس” وفاوضها بشروطها لتبادل اسرى كان العدو الاسرائيلي وعد باستعادتهم بالقوة.
وتمكن “حزب الله” في معركة الاستنزاف ضد العدو الاسرائيلي بأن يشكل جبهة مساندة لغزة فلم يقم بتوسيع الحرب التي لم يطلبها المقاومون في غزة وفق ما يؤكد مصدر حزبي في “محور المقاومة” واتت نتائجها لصالح المقاومة في غزة التي فرضت شروطها واستجابت لدعوات تبادل اسرى وهي تتطابق مع اهداف عملية “طوفان الاقصى” بتحرير الاسرى من سجون العدو الاسرائيلي ووقف الاعتداءات على المسجد الاقصى الذي ذهب المتطرفون اليهود الى حد العمل على هدمه لاعادة بناء “هيكل سليمان”.
فوحدة الساحات تحققت حربا وتوافقت على الهدنة وتبادل اسرى وليست العملية الاولى التي تحصل في الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني وهي بدأت منذ عام 1968 ولم تكن لتحصل لولا استخدام المقاومة الفلسطينية واللبنانية القوة في خطف طائرات او اسر عسكريين ومدنيين صهاينة وهذه هي اللغة التي يفهمها العدو الاسرائيلي يؤكد المصدر الذي يكشف بأن “حزب الله” عندما ساند المقاومة في غزة فلم يكن يورط لبنان في حرب وهو لم يفعل بل تعاطى بعقلانية وموضوعية ورسم حدودا جغرافية للمواجهة مع العدو الاسرائيلي واطلق مقولة موقع عسكري مقابل موقع عسكري ومدني مقابل مدني ومستوطنة توازي بلدة لبنانية فقدم نموذجا اسكت كل من طالبه عدم التدخل في حرب غزة وتحييد لبنان وهو المطلب نفسه الذي رفعه “السياديون” من ما كان يسمى “فريق 14 اذار” بعدم ذهاب “حزب الله” الى سوريا لمساندة النظام فيها وهو لم يرسل مقاتليه الا بعد عامين من بدء الاحداث في سوريا اي في عام 2013 عندما اقتربت “الجماعات التكفيرية” من الحدود مع لبنان واحتلت بلدة “القصير” السورية وتسللت عناصرها الى عرسال والحدود الشمالية – الشرقية وحاولت السيطرة على طرابلس والربط مع الشمال والبقاع لاقامة “الدولة الاسلامية في العراق والشام” (داعش) وهي بدأت من العراق وتمددت الى سوريا وتوسعت باتجاه لبنان.
فتدخل “حزب الله” في سوريا ضد التنظيمات الارهابية لا يختلف عن مساندته للمقاومة في غزة بوجه العدو الصهيوني التوسعي العنصري الذي يضع لبنان من ضمن خارطته “اسرائيل الكبرى” فهو مارس في غزة سياسة الاقتلاع والتهجير وقتل الاطفال والنساء.
لكن صمود اهل غزة وراء مقاومتها افشل المخطط الصهيوني كما حصل في لبنان عام 2006 اذ اسقطت المقاومة المشروع الاميركي “الشرق الاوسط الكبير” الذي طرحه الرئيس الاميركي جورج بوش الابن فافشلت المقاومة في غزة ما طرحه نتانياهو عن “شرق اوسط جديد” بعد الحرب على غزة.
لذلك فان المعركة واحدة من فلسطين الى لبنان وسوريا والعراق مع حاضنة ايرانية للمقاومة وهذا ما يقلق اميركا وحلفاء لها في المنطقة والعالم وبدأ الكيان الصهيوني يشعر بخطر وجودي يحاول الرئيس الاميركي جو بادين ان تبقى اسرائيل لانها تمثل مصالح اميركا في هذا المشرق وتضعها شرطيا لها وعصا ترفعها في وجه كل نظام يخالف مشاريعها وهذا ما دفع بالامين العام “لحزب الله” السيد حسن نصرالله ان يؤكد ان المعركة هي مع اميركا وليست مع اسرائيل فقط.
من هنا فان من يطالب من قوى سياسية واحزاب بتطبيق القرار 1701 الصادر عن مجلس الامن الدولي في 12 اب 2006 والذي اوقف اطلاق النار بين العدو الاسرائيلي والمقاومة فهم يريدون من ذلك ان يقوم الجيش بنزع سلاح “حزب الله” من جنوب الليطاني ويقيم شريطا حدوديا يحفظ امن الكيان الصهيوني وسبق للبنان ان تعامل بايجابية مع القرار 425 بعد احتلال اسرائيل لجنوب الليطاني وارسل الجيش لكنه منع وحل مكانه جيش لبنان الحر بقيادة سعد حداد.