ظهور “القسام” في مدينة غزة يؤكد سيطرة المقاومة ويفضح كذب القادة الصهاينة

حسن حردان-البناء

فاجأت كتائب عز الدين القسام العالم أجمع والجمهور الإسرائيلي بظهور عناصرها وسط مدينة غزة بلباسهم العسكري وأسلحتهم وسياراتهم وهم يسلمون أسرى إسرائيليين، للصليب الأحمر وسط حضور كثيف من أهالي غزة يهتفون للمقاومة.. مما صعق قادة الاحتلال، ووجّه صفعة قوية لهم فضحت أكاذيبهم عن تمكن جيشهم من توجيه ضربة قاصمة للمقاومة وفي المقدمة كتائب القسام، وسيطرة جيش الاحتلال الإسرائيلي على معظم مدينة غزة وقيامه بعمليات التطهير فيها والبحث عن ما تبقى من أنفاق لم تكتشف لتدميرها.. فإذا بكلّ ذلك لم يكن سوى حلم ووهم إسرائيلي ومجرد خداع للتعمية على حقيقة الهزيمة القاسية والمذلة التي مُنيَ بها جيش الاحتلال على أيدي رجال المقاومة، والخسائر الجسيمة التي تعرّض لها وأدّت الى تدمير المئات من دباباته ومدرعاته وآلياته، وقتل وجرح الآلاف من ضباطه وجنوده في أكبر خسائر عرفها في تاريخ حروبه منذ احتلال أرض فلسطين عام 1948.. وكانت السبب الأول والأساسي الذي أجبر حكومة الحرب الصهيونية على قبول “هدن إنسانية” وعقد صفقة تبادل الأسرى عبر التفاوض غير المباشر مع حركة حماس، وبشروطها..
على انّ هذا الظهور العلني واستعراض القوة من قبل كتائب القسام وسط غزة وتسليم جزء من الأسرى، عكَس جملة من الدلالات الهامة، أبرزها:
الدلالة الاولى، انّ المقاومة، بعد خمسين يوماً من العدوان وإلقاء طائرات العدو 40 طناً من الصواريخ والقنابل، لا تزال تسيطر تماماً على مدينة غزة، على عكس ادّعاء جيش الاحتلال بأنه قوّض سيطرة القسام وقوى المقاومة فيها..
الدلالة الثانية، تأكيد أنّ المقاومة تمسك بزمام المبادرة وهي بكامل قوّتها وجاهزيتها القتالية وتملك القدرة على الظهور في ساحة فلسطين التي كانت دبابات الاحتلال قد وصلت إليها وأجبرت على التراجع عنها تحت ضربات المقاومة.
الدلالة الثالثة، انّ إجراء عملية تسليم الأسرى من قبل رجال القسام وسط حضور شعبي كبير يحيي المقاومة رغم ما تعرّض له أهل غزة من مجازر ودمار، يؤكد مدى إرادة الصمود لدى أبناء غزة، من ناحية، كما يؤكد استمرار احتضانهم للمقاومة وافتخارهم بإنجازاتها وبطولاتها في التصدّي لقوات الاحتلال ومنعها من تحقيق أهدافها، من ناحية ثانية، وبالتالي فشل العدو في إحداث شرخ بين الشعب والمقاومة.
الدلالة الرابعة، تأكيد فشل جيش الاحتلال في الميدان، وأنه بعد خمسين يوماً من العدوان، فضحت القسام خداع حكومة الحرب الصهيونية للجمهور الإسرائيلي عن ما يسمّى إنجازات حققها الجيش الإسرائيلي في عمليته البرية في شمال قطاع غزة ولا سيما في مدينة غزة…
الدلالة الخامسة، نجاح المقاومة في إدارة معركة الحرب النفسية والتأثير على معنويات جيش الإحتلال والجمهور الإسرائيلي، بإظهار كذب قيادتهم عليهم، مرة عندما كانت كتائب القسام تعرض فيديوات تدميرها وإعطابها لدبابات ومدرعات جيش الاحتلال، وقتل جنوده، ومرة أخرى عندما ظهر رجال المقاومة على الملأ بأسلحتهم في مدينة غزة وهم يسلمون بعض الأسرى لديهم إلى الصليب الأحمر ليقولوا بالبرهان القاطع انّ المقاومة هي من يمسك بالأرض ويتحكم بالميدان ويملك زمام الأمور، وانّ جيش الاحتلال عجز بكلّ قوته المدمّرة في كسر المقاومة وإضعاف قوتها وسيطرتها في مدينة غزة وشمالها، الأمر الذي لا بدّ ان يترك تأثيره الكبير على الجمهور الإسرائيلي وازدياد انعدام ثقته بحكومة نتنياهو وبقدرة جيشه على تحقيق النصر على المقاومة وتحقيق الأمن والاستقرار له، وفي المقابل فإنه يسهم في رفع معنويات الجمهور الفلسطيني والعربي وتعزيز دعمه للمقاومة المسلحة سبيلاً لمواجهة وردع الاحتلال وعدوانه وتحرير أرض فلسطين واستعادة الحقوق الوطنية والقومية السلبية.

Exit mobile version