الجيش يخوض “معركة النزوح” ويواجه “الحملات المشبوهة” “القطري” في قلب الوساطة… والضوء الأخضر: إيراني

نداء الوطن

التحركات الميدانية خصوصاً التي يقوم بها الجيش اللبناني، أظهرت أمس أنّ السلطة السياسية في وادٍ وأزمة النزوح السوري المتعاظمة في وادٍ آخر. وهذا ما ظهر جلياً في غياب ملف النزوح كلياً عن المعلومات التي وزعها مكتب رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي حول زيارته المفاجئة لدولة الامارات العربية المتحدة، حيث استقبله في أبو ظبي رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. وأُعلن إثر الزيارة أنه سيتم قريباً تفعيل العلاقات الديبلوماسية بين البلدين لجهة فتح السفارة الإماراتية وتسهيل التأشيرات للبنانيين.

أما وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب، الذي يمضي إجازة في الولايات المتحدة، فأطلّ أمس بتصريح برّر فيه عجز النظام السوري عن إعادة النازحين الى بلدهم بسبب «العقوبات الأميركية» المفروضة عليه، وهذا كلام مشابه لما ورد في البيان الاسبوعي لكتلة «الوفاء للمقاومة» التابعة لـ«حزب الله»!

وفي موازاة ذلك، لا يزال ملف الاستحقاق الرئاسي قيد المتابعة من قبل اللجنة الخماسية لأجل لبنان بفعل الجهود القطرية المستمرة، وسط معلومات ذكرت أمس أنّ عودة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى لبنان باتت قريبة ويجري الإعداد لها كي تنجح.

ماذا عن التحرك القطري المستمر؟ بحسب ما علمت «نداء الوطن» فإنّ اللقاء الذي عقده قبل يومين الموفد أبو فهد جاسم آل ثاني مع كتلة «تجدّد النيابيّة» واستمرّ حوالى ساعتين، أكد أنّ الدوحة مثابرة على وساطتها الرئاسية، بغية تثبيت الخيار الثالث. وبدا الموفد القطري حريصاً على أن يكون دقيقاً في أسئلته وإجاباته، فقد استطلع رأي محدّثيه في الخيار الثالث. ومن جهته أوضح أنّ اللجنة الخماسية تعمل موحّدة لانجاز مهمتها في لبنان، وهذا يتجلى بوثوق العلاقات بين قطر والسعودية وفرنسا. كذلك أكد أهمية إنجاز الاستحقاق الرئاسي في أسرع وقت لمصلحة لبنان ومعالجة أزماته.

في المقابل، شدّدت مداخلات أعضاء «تجدد» على عدم إضاعة الوقت في لبنان، ما دام «حزب الله» يعوق إنجاز الاستحقاق الرئاسي كي يتيح لايران الدخول على الملف، في الوقت المناسب، بما يحقق مصالحها. ولفت هؤلاء الى أنّ قطر التي نجحت في وساطتها الأخيرة بين واشنطن وطهران، قادرة على العمل مع النظام الايراني على تسهيل مهمة اللجنة الخماسية في لبنان، وكما سهّلت ايران ملف الترسيم البحري بين لبنان واسرائيل، فهي قادرة على منح «الضوء الأخضر» الرئاسي.

وخلصت المداخلات الى أنّ المعارضة اللبنانية مستعدة لتسهيل عمل اللجنة على مستوى الترشيحات، لكنها في الوقت نفسه ترفض السوابق التي يريد فريق الممانعة فرضها، بحيث يجري تقييد كل الاستحقاقات بما فيها الرئاسية بممارسات لادستورية.

وبالعودة الى ملف النزوح، أعلنت قيادة الجيش – مديرية التوجيه مساء أمس، أنّ وحدة من الجيش تؤازرها دورية من مديرية المخابرات دهمت عدداً من مخيمات النازحين السوريين في منطقة السماقية – عكار، وأوقفت عدداً من السوريّين لدخولهم خلسة إلى لبنان وتجولهم من دون أوراق ثبوتية. كما ضبطت مبالغ مالية مزوّرة وسيارة غير قانونية، إضافة إلى ختم عائد الى أمين صندوق إحدى البلدات اللبنانية. وسُلّمت المضبوطات وبوشر التحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص.

وفي سياق متصل، أعلن قائد الجيش العماد جوزاف عون أنّ «الجيش يتصدى وحده حاليّاً لتحدي النزوح السوري رغم كل التعقيدات الجغرافية واللوجستية والعددية، ويتعرّض يوميّاً لحملات مشبوهة ضده». وخلال افتتاحه مبنى مدرسة القوات البحرية في قاعدة جونيه البحرية بعد تشييده بتمويل من السلطات الألمانية، نوّه بجهود المؤسسة العسكرية «في الحدّ من النزوح وتداعياتِه، وحماية الحدود البحرية، ومكافحة الهجرة غير الشرعية عبر البحر، بالرغم من كلّ الصعوبات والإمكانات المتواضعة».

Exit mobile version