دخول أميركي على مهمة لودريان: لا نريد امتداد الصراع إلى لبنان دقائق متوترة بين باسيل والوسيط الفرنسي.. وسفراء الخماسية في قصر الصنوبر

اللواء
تراجع الاهتمام الداخلي بجولة اللقاءات التي يجريها الموفد الرئاسي الفرنسي جان- إيف لودريان على رؤساء الأحزاب والكتل النيابية، إذ تقدَّم ملف التمديد لقائد الجيش جوزاف عون الى الواجهة، لا سيما خلال اللقاء في ميرنا شالوحي مع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل.
ولئن كان موضوعا الانتخابات الرئاسية والهدوء الهش في الجنوب حضرا أيضاً على الطاولة بنسب متباينة، خلال اللقاء مع هذه الشخصية أو تلك، فإن اللافت كان الدخول الأميركي على الخط، عبر منصة «أكس» وبشخص السفارة الأميركية في بيروت.
بنت السفارة دعوتها الى «استعادة الهدوء على ما أسمته شعور «بالقلق إزاء احتمال امتداد الصراع» في اشارة الى حرب غزة بين اسرائيل وحماس ومعها فصائل المقاومة الفلسطينية.
اعتبرت السفارة ان الجهد يجب ان ينصب على «التنفيذ الكامل لقرار مجلس الامن الدولي رقم 1701».
واشارت الى ان الولايات المتحدة لا «تريد رؤية صراع في لبنان»، نظراً لآثاره الخطيرة على الامن والسلم الاقليمي والشعب اللبناني، مؤكداً ان استعادة الهدوء على طول الحدود الاسرائيلية – اللبنانية أمر في غاية الأهمية، منوهة بدور اليونيفيل على طول الخط الأزرق.
اللقاء الأقصر
وبالعودة الى جولة لودريان، فإن اللقاء الأقصر، الذي لم يتعدَّ الدقائق كان مع باسيل، الذي تقول أوساطه انه فوجئ بطلب لودريان الموافقة على التمديد للعماد عون في قيادة الجيش.
لم يتردد باسيل في اعتبار ان هذا الطلب يعتبر نوعاً من التدخل السافر في مسألة سيادية، فما كان من لودريان الا ان حزم أوراقه وغادر على عجل.
وتكشف مصادر التيار الوطني عن السبب الذي ادى إلى تقصير لقاء الموفد الرئاسي الفرنسي ايف لودريان الى رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل لبضع دقائق فقط خلافا لما كان متوقعا، وتشير إلى انه منذ بدء اللقاء فاجأ  لودريان باسيل باصرار فرنسا على التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون، نظرا لاهمية وجوده في سدة القيادة في هذه الظروف الصعبة وللحفاظ على الأمن والاستقرار، حسبما قال.
واستنادا للمصادر نفسها فإن باسيل بدا مستاء  من  هذا الطلب، وبادر ضيفه بالقول: انت هنا  في مهمة للمساعدة بانتخاب رئيس الجمهورية، في حين ان مسألة التمديد لقائد الجيش التي نرفضها ونعارضها، هي شأن داخلي  يتم بحثه في ما بيننا، ولا شأن للخارج فيها، وهي خارج نطاق مهمتكم .
وتقول المصادر ان جو اللقاء تكهرب منذ الدقائق الاولى، ونهض لودريان مستاء وغادر ميرنا الشالوحي، وسجل بأن هذا اللقاء هو الاقصر في سلسلة اللقاءات التي عقدها الموفد الرئاسي الفرنسي مع المسؤولين والقيادات اللبنانية خلال زيارته هذه.
وحسب مستشار  باسيل (انطوان قسطنطين)، فإن رئيس التيار كان يحضر نفسه للحديث في رئاسة الجمهورية، من زاوية التقاطع مع قوى نيابية حول اسم المرشح جهاد ازعور، ولكن التيار الوطني الحر جاهز للحوار مع الجميع للاتفاق على اي مرشح آخر فإذا بلودريان يفاجئه بطلب التمديد لعون، واضاف الى ما ذكر سابقاً اننا «اعتدنا من فرنسا احترام سيادة الدول والقانون».
يشار إلى ان لودريان بدأ الكلام بإثارة 3 ملفات مترابطة على جدول الاعمال اللقاء: القرار 1701 ورئاسة الجمهورية والتمديد لقائد الجيش، فطلب باسيل شطب البند الثالث، لكن لودريان قال له ليس بامكاني فعل ذلك، فأنا مكلف من بلادي لبحث المواضيع الثلاثة كسلة واحدة، وحدث انفعال فانفضاض للقاء.
واليوم الثاني من مهمة لودريان، بدأ من حارة حريك التي زارها، والتقى رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، في مقر الكتلة، بحضور السفير الفرنسي هيرفي ماغرو، وبعد ميرنا شالوحي، زار لودريان الصيفي والتقى رئيس الكتائب النائب سامي الجميل في اجتماع مطول وصفه الجميل بأنه ايجابي جداً ملاحظاً تطوراً نوعياً في الموقف الفرنسي.
وعلم ان لودريان عزّى رعد باستشهاد نجله عباس في الجنوب، ونوه بانضباط الحزب لجهة عدم الانجرار الى توسيع الحرب، وتغير قواعد الاشتباك، مع ملاحظة استمرار الثنائي في ما خص القرار 1701.
ولبى النائبان ميشال معوض وفؤاد مخزومي دعوة لودريان الى غداء عمل، كما التقى الموفد الفرنسي النواب مارك ضو وميشال دويهي ووضاح الصادق، وكذلك كتلة الاعتدال الوطني.
وليلاً، اقام لودريان لسفراء مجموعة الدول الخماسية: الولايات المتحدة والسعودية ومصر وقطر إلى جانب فرنسا مأدبة عشاء في قصر الصنوبر.
مالياً، كشف رئيس  لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان بعد اجتماع للجنة حضره وزير المال يوسف خليل، ان اللجنة  ستنهي مشروع موازنة ٢٠٢٤ بتعديلات جوهرية قبل نهاية كانون الثاني ولن تسمح للحكومة باصدار صيغتها بمرسوم وعلى الكتل النيابية تحمّل مسؤولياتها والمشاركة في جلسة الموازنة لأن المواعظ والتصريحات وحدها لا تكفي لمنع الكوارث.
تحصيل فواتير كهرباء النازحين
وفي خطوة غير مسبوقة أعلنت مؤسسة كهرباء لبنان أنها بدأت يوم الاثنين «بتحرير محاضر لتحصيل قِيم استهلاك الكهرباء من مخيمات النازحين السوريين، بحسب قراءات ما يقارب 900 عداد إلكتروني، والتي بدأ تركيبها منذ حوالي العام لهذه المخيمات على مختلف الأراضي اللبنانية، (وهي كالمحاضر التي تحرّر نظامياً على مستهلكي الكهرباء من غير المشتركين العاديين الذين تصدر لهم فواتير)، بالتنسيق مع دوائر التوزيع المعنية، باحتساب القيم المالية المتوجبة عن استهلاك الكهرباء من قبل كل من هذه المخيمات، ووضع المحاضر بها لتحصيل قِيمها في كل من هذه الدوائر. وقد تم إصدار، لتاريخه، 110 محاضر بالقِيم المتوجبة على عدد من هذه المخيمات، وُضعت قيد التحصيل خلال الأسبوع الحالي، على أن يتم استكمال تسجيل وتسعير محاضر للمخيمات المتبقية تباعاً».
خروقات في الجنوب
ميدانياً، سجلت خروقات للهدوء في الجنوب للمرة الاولى منذ سريان هدنة غزة قبل اسبوع.
وسمع دوي اصوات قوية تبين ان صواريخ اعتراضية للقبة الحديدية، وسقط عدد من القذائف الاسرائيلية عند اطراف بلدتي راميا ورميش. وكان الجيش الإسرائيلي حذر قبل الظهر من تسلّل طائرة مسيّرة من لبنان. وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أنّ صفارات الإنذار دوّت في الجليل الأعلى.  وردت إسرائيل على إطلاق نار من لبنان عبر الحدود.
وفي اطار التضامن مع عزة ونسائها وأطفالها، تداعت الشبكات والائتلافات العربية المناهضة للعنف ضد المرأة الى وقفة موحدة تضامناً مع نساء فلسطين وتحت شعار «أوقفوا العدوان.. ارفعوا الحصار»، ذلك أمام مباني الامم المتحدة في أكثر من 8 دول عربية، لمطالبتها بـ «تحمل مسؤولياتها» ومن بينها بيروت، اذ تجمعت شبكات التضامن امام مبنى الاوسكو في وسط العاصمة.
كما أحيت اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني» عبر لقاء رسمي افتراضي أُقيم لهذه المناسبة.
وافتُتح اللقاء بتلاوة رسالة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، والتي أكّد فيها أن هذا اليوم هو يومٌ لإعادة تأكيد التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني وحقِّه في العيش في سلام وكرامة، وعلى ضرورة وقف انتهاكات القانون الدولي الإنساني في غزّة. كما أكّد على ضرورة أن نكون متّحدين في المطالبة بإنهاء الاحتلال ووقف الحصار المفروض على القطاع.
أما كلمة الاسكوا، فألقتها وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والأمينة التنفيذية رولا دشتي التي أعربت فيها عن بالغ ألمها لما تشهده من مشاهد قتل لأطفال داخل المستشفيات بعد تجويعهم وقصف منازلهم، مشيرة إلى أن أكثر من مليون طفل فلسطيني وُلِدوا وعاشوا تحت الحصار في أكبر سجن مفتوح في العالم. وشدّدت على أهمية معالجة الأسباب الجذرية للنزاع من خلال تطبيق القانون الدولي.
Exit mobile version