أول شهيد للجيش… ونبرة مارونية عالية اليوم تأييداً لـ”القائد”.. ميقاتي: مفاوضات دولية خلال 3 أشهر حول القرار 1701
تحذير فرنسي من حرب مدمّرة وحصار لبناني لـ”طلائع” الفتنة
لم يتأخر الردّ اللبناني الواسع على إعلان حركة «حماس» في لبنان إطلاق «طلائع طوفان الأقصى»، وكان هناك إجماع على إدانة هذا الإعلان الفتنوي. وفي الوقت نفسه، كانت مواجهات الجنوب تشهد أمس يوماً دراماتيكياً سقط فيها أول شهيد للجيش اللبناني في العدوان الإسرائيلي هو الرقيب عبد الكريم المقداد.
وفي موازاة هذه التطورات الميدانية، كانت التطورات السياسية والديبلوماسية متسارعة، تحاكي ايقاع الأخطار التي تهدّد لبنان جراء توريط «حزب الله» له في حرب غزة. فقد علمت «نداء الوطن» أنّ مدير المخابرات الفرنسية برنار إيمييه الذي زار لبنان سراً في الأيام الماضية، أجرى اتصالات رفيعة المستوى، وأعقبت زيارته جولة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان. وشملت لقاءات ايمييه الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي والمدير العام للأمن العام بالوكالة اللواء الياس البيسري ورئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي العميد خالد حمود. كما شملت شخصية قيادية في «حزب الله» لم يعلن اسمها. ولم تشمل قائد الجيش العماد جوزاف عون لاعتبارات تتصل بتحييد المؤسسة العسكرية عن الالتباسات المعقدة في الأوضاع الداخلية.
ماذا حمل مدير المخابرات الفرنسية الى المسؤولين؟ تجيب مصادر واسعة الاطلاع، أنّ ايمييه خاطب مضيفيه قائلاً: «لقد قال لكم مدير المخابرات الفرنسية عام 1988 (عندما كان العماد ميشال عون رئيساً للحكومة العسكرية) إن لبنان يجب ان يسير على طريق الحل وليس الخراب. وإنني عام 2023، آتي اليكم برسالة اسرائيلية، تقول إنّ أي حرب مع لبنان ستؤدي الى تدميره».
وتشاء الصدف أن تأتي هذه المعلومات عن زيارة المسؤول الفرنسي للبنان متزامنة مع تطور بالغ الخطورة تمثل بإطلاق «حماس» ما سمّته «طلائع طوفان الأقصى». وكشفت المعلومات حول خطوة «حماس»، أنها تحضير لانتقال العمل المسلح لهذه الحركة الى لبنان من غزة في حال سقوطها في الحرب الدائرة هناك. وفي سياق الادانة الداخلية الواسعة واستنكار السلطة الفلسطينية في رام الله ما اقدمت عليه «حماس»، حذّرت المواقف من جرّ لبنان الى أتون فتنة على غرار الحريق الكبير عام 1975. كما أنّ الفتنة تهدّد أيضاً العلاقات الفلسطينية نفسها في المخيمات الـ 12 المنتشرة في لبنان. وكان تأكيد على ضرورة وأد هذه الفتنة العمياء في مهدها.
وفي الإطار نفسه، أدلى الرئيس ميقاتي أمس بمعلومات بدت رجع صدى للقاءاته على هامش قمة المناخ العالمية في دولة الامارات العربية المتحدة. وأبرز هذه اللقاءات، اجتماع ميقاتي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ثم اجتماعه مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. وما قاله ميقاتي خلال لقائه أعضاء السلك القنصلي في لبنان «إنه خلال الثلاثة الأشهر المقبلة، ستجرى مفاوضات عبر الأمم المتحدة من أجل المزيد من الاستقرار على الحدود اللبنانية الجنوبية، بدءاً باستكمال تنفيذ القرار 1701 وصولاً الى الاتفاق، عبر الأمم المتحدة، على النقاط الخلافية الحدودية» مع اسرائيل.
وبعد ساعات من إعلان ميقاتي مفاوضات مرتقبة حول القرار 1701، إستشهد جندي وأصيب ثلاثة آخرون بجروح جراء قصف العدو الاسرائيلي مركزاً عسكرياً في منطقة النبي عويضة – العديسة.
ونعت قيادة الجيش – مديرية التوجيه، الرقيب المقداد، وهو من مواليد 1996، لاسا – قضاء جبيل. وتطوّع في الجيش عام 2018. وسينقل الجثمان صباح اليوم الى بلدته شمسطار في البقاع ليوارى في الثرى.
وفي سياق يتصل بالجيش، من المنتظر ان يصدر اليوم بيان المطارنة بكلام عالي النبرة تجاه التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون. وتستمر بكركي في العمل المتواصل لتجنيب البلاد كأس فراغ قيادة الجيش. وقد أجرت البطريركية جولة اتصالات شملت عدداً كبيراً من الكتل، إضافة الى التواصل مع الرئيسين بري وميقاتي عبر قنوات خاصة.
وفي وقت دان وزير الدفاع موريس سليم الاعتداء الاسرائيلي على مركز الجيش، اعتبر انه يجب أن تبقى المؤسسة العسكرية بعيدة من الاستغلال والمزايدات والاستئثار والطموحات الشخصانية والحسابات الخاطئة، وهذا التصريح أثار استغراب الكنيسة. وتساءلت مصادر كنسية عبر «نداء الوطن» عن الجهة التي يقصدها الوزير، والتي «تستغل وتزايد»، كما قال. وهل هناك حسابات خاطئة أكثر من إفراغ قيادة الجيش والمنطقة والبلاد في حال حرب، في وقت يعرف الجميع من يريد ضرب المؤسسة العسكرية لأهداف شخصية، جازمة ان بكركي لن تسمح بإسقاط العماد عون وضرب قيادة الجيش والمؤسسة العسكرية، والامعان في تفريغ المواقع المارونية والوطنية لأجندات معروفة.
وليلاً، أصدر تكتل «لبنان القوي» برئاسة النائب جبران باسيل بياناً جدد فيه «رفض التمديد غير القانوني لقائد الجيش».