لليوم الـ 65، يواصل العدو الاسرائيلي عدوانه الهمجي على قطاع غزة بقصفه الاجرامي للمدنيين والاماكن السكنية والمرافق الحيوية في القطاع، وسط فشل اي انجاز في العملية البرية الصهيونية في القطاع ومواصلة التصدي البطولي من المقاومين.

وقد تعرضت امس غزة لقصف جوي ومدفعي «إسرائيلي» متواصل في حرب فتاكة تدميرية استهدفت كل منشآتها، دون تمييز بين محلي مدني أو دولي أممي، في كل مناطق القطاع المحاصر، في ليلة وُصفت بـ «الأعنف».

17700 شهيد و48780 مصابا والطلب بممر آمن للمساعدات الطبية

وفي التفاصيل، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، خلال مؤتمر الصحافي اليومي، أنّ قوات الاحتلال ارتكبت 20 مجزرة مروعة واباد عوائل بكاملها، حيث وصل الى المستشفيات 210 شهداء و2300 اصابة، فيما ما زال عدد كبير من الضحايا تحت الانقاض وفي الطرقات.

وبشأن الوضع الصحي، اوضح المكتب أنّه تم استهداف سيارة اسعاف خلال عملها في اخلاء الجرحى بمنطقة مستشفى غزة الاوروبي، مما ادى الى اصابة مسعفين والحاق اضرار في سيارة الاسعاف، ليرتفع بذلك عدد سيارات المستهدفة الى 57 سيارة اسعاف. وأكّد المكتب «أنّ الاحتلال الاسرائيلي يستمر في حصار مستشفى كمال عدوان والعودة شمال قطاع غزة، وخلال الساعات الماضية اقدمت قناصة الاحتلال التي تحاصر مستشفى العودة على قتل اثنين من الكوادر الصحية وقتل وجرح العديد من النساء الحوامل عند وصولهن الى المستشفى للولادة.» كما أوضح المكتب، «أنّ النساء الحوامل شمال غزة لا يمكنهن الوصول لخدمة الولادة في مستشفى العودة مما سيتسبب بقتلهن وقتل اجنتهن، وأنّ سكان شمال غزة يتعرضون للابادة من بيت لبيت ومن مدرسة لمدرسة، ويترك الجرحى حتى الموت، نتيجة حصار المستشفيات وخروجها عن الخدمة.»

وفي جنوب غزّة، فقد المستشفيات قدراتها الاستيعابية، وأصبحت عاجزة أمام الاعداد الهائلة من الجرحى وعشرات الجرحى يفقدون حياتهم، وفق المكتب، الذي أشار أنّ الاحتلال الاسرائيلي يتعمد تهجير مرضى الاورام من اماكن العلاج للمرة الثانية.

وأكّد المكتب «أن الاحتلال الاسرائيلي اعتقل ثلاثة مسعفين واستولى على سيارات الاسعاف، وانّه ما زال يعتقل 36 من الكوادر الصحية على رأسهم د.محمد ابو سلمية مدير عام مجمع الشفاء الطبي في ظروف غير انسانية.»

اضاف : «وتحول مستشفى الشفاء مجددا إلى مركز لإيواء النازحين الذين زاد عددهم على ثلاثين الفا داخل أسوار المجمع. كما قام جنود الاحتلال بحرق مدرسة خليفة بمشروع بيت لاهيا، بعد طرد النازحين منها وتركهم في العراء».

معارك ضارية في خانيونس وجباليا وتقديرات صهيونية باستمرارها شهرين

الى ذلك، كثف طيران العدو الإسرائيلي غاراته على المناطق السكنية في خانيونس ومخيم جباليا، في وقت تواصلت المعارك الضارية والاشتباكات بين المسلحين وقوات الاحتلال على عدة محاور في خانيونس.

وتصدت فصائل الفلسطينية المسلحة للتوغلات البرية لقوات الاحتلال، حيث دارت معارك في عدة محاور أبرزها في خانيونس ومعسكر جباليا.

وتشير التقديرات «الإسرائيلية» إلى أن الحرب على غزة، ستستمر لمدة تصل إلى شهرين آخرين، حيث ستتواصل الغارات المكثفة والقصف المدفعي وعملية التوغل البري خلال الشهرين المقبلين، وفقا لمسؤولين إسرائيليين.

وأفادت الإذاعة «الإسرائيلية» الرسمية «كان 11»، نقلا عن مسؤولين صهاينة أن التقديرات تشير إلى أن الحرب الصهيونية على غزة ستستمر لمدة تصل إلى شهرين آخرين. وبحسب المصادر التي تحدثت للإذاعة الإسرائيلية، لن يكون هناك وقف لإطلاق النار في نهاية هذين الشهرين، بل سيتم رصد الأنشطة بمساعدة القوات التي ستبقى في قطاع غزة.

قتلى جيش الاحتلال

وبذلك ترتفع حصيلة قتلى جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة إلى 102 منذ بداية العملية البرية و423 منذ بدء الحرب في السابع من تشرين الاول الماضي.

أبو عبيدة: صمود مجاهدينا وتكبيد العدو خسائر فادحة سيتواصل في كل ساعة

أعلن الناطق باسم كتائب القسام- الجناح العسكري لحركة حماس أبو عبيدة، أنّ « خلال 10 أيام تمكن مجاهدونا من التصدّي لقوات العدو في محاور ما قبل انتهاء الهدنة في شمال ووسط وجنوب قطاع غزة».

ولفت في كلمة صوتية، إلى أنّ «مجاهدينا هاجموا الآليات الصهيونية بقذائف الياسين 105 والتاندوم وعبوات الشواظ»، مؤكدًا «تدمير أكثر من 180 آلية عسكرية بشكل كلّي أو جزئي بحسب ما تم توثيقه لدينا، بين ناقلة جند ودبابة وجرافة في محاور القتال بقطاع غزة».

وقال أبو عبيدة: «نفذنا عددًا كبيرًا من العمليات النوعية، والتي تنوعت بين مهاجمة القوات الراجلة المتحصّنة في المباني ونصب الكمائن ومهاجمة القوات والإغارة عليها وتنفيذ عشرات عمليات القنص وتفجير حقول الألغام بهم. وأسفرت عملياتنا عن سقوط عدد كبير من القتلى والإصابات في صفوف العدو وعاد مجاهدونا إلى قواعدهم سالمين من معظم هذه العمليات»، مضيفًا «يواصل سلاح المدفعية دك تحشدات العدو في كل أماكن التوغل».

وإذ لفت إلى أنّ «العدو الصهيوني يواصل عدوانه الهمجي ضد شعبنا مستهدفًا المدنيين وخاصة الأطفال والنساء وتدمير البنى التحتية»، أكّد أنّ «العدو الصهيوني لا يُحقق إلا التدمير والقتل العشوائي، وقد فشل ولا يزال يفشل، وكلّما استمر عدوانه وحربه الهمجية أصبحت هزيمته أكبر».

وتابع «صمود مجاهدينا في الميدان وتكبيد العدو خسائر فادحة سيتواصل في كل ساعة»، موضحًا أنّ «الهدنة الموقّتة أثبتت صدقنا وأثبتت في المقابل كذب قيادة العدو ومتحدثيه العسكريين والسياسيين»، و»الهدنة أثبتت أن أحدًا من أسرى العدو لم ولن يخرج إلا من خلال التبادل المشروط».

وقال الناطق باسم القسام إنّه «ثبت للعدو والصديق حسن المعاملة لمحتجزي العدو، في المقابل السلوك الساديّ للاحتلال تجاه أسرانا وأسيراتنا، والذي ينمّ عن شعور بالهزيمة والدونية»، مشددًا في كلمة وجهها لجمهور العدو الصهيوني وقيادته: «لا العدو ولا قيادته ولا كل داعميهم يستطيعون أن يأخذوا أسراهم أحياء دون تبادل ونزول عند شروط المقاومة».

وأوضح أنّ «تكرار إعلان هدف القضاء على المقاومة كلام للاستهلاك المحلي الصهيوني ولإرضاء اليمين المتعطش للدماء»، مشيرًا إلى أنّ «العدو لم يتمكن من القضاء على حماس والقسام في الضفة الغربية والقدس رغم القتل والبطش»، متابعًا «لا يزال الاحتلال يتلقى الضربات الموجعة في الضفة، والتي كان آخرها قبل أيام في القدس والقادم أعظم».

ودعا أبو عبيدة «مقاتلي شعبنا في كل مكان وأحرار أمّتنا ورافضي الاحتلال في كل الدّنيا إلى الاستنفار للرد على العدو بالقتال والتظاهر وقض مضاجع العدو»، لافتًا إلى أنّ «لا خيار لدينا إلا قتال هذا المحتل الهمجيّ في كل حارة وشارع وزقاق. مجاهدونا بخير وصفوفهم متماسكة وقويّة، ولا يزال آلاف من مجاهدينا ينتظرون دورهم في القتال. وشهادات مجاهدينا العائدين من ساحات القتال تؤكد مدى قوة عزيمتهم ومعنوياتهم ومدى انهزامية الروح المعنوية لعدونا».

«الأونروا»: استمرار «المسار الإسرائيلي» سيُؤدي الى النكبة الثانية

من جانبه، حذر المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» فيليب لازاريني من إجراءات الاحتلال الإسرائيلي الساعية لتنفيذ خططه بالتهجير الجماعي والقسري للفلسطينيين من قطاع غزة.

ونقلت وكالة «فرانس برس» عن لازاريني قوله: «إن الدمار واسع النطاق في شمال قطاع غزة وما نتج عنه من عمليات نزوح هي مرحلة أولى من سيناريو التهجير الجماعي للفلسطينيين، فيما المرحلة التالية تتمثل في إجبار المدنيين على مغادرة مدينة خان يونس جنوباً بالقرب من الحدود»، منبها «إلى أن استمرار هذا المسار الإسرائيلي سيؤدي إلى النكبة الثانية بحيث لن تكون غزة أرضاً للفلسطينيين بعد الآن في إشارة إلى النكبة الفلسطينية عام 1948 عندما تم تهجير ونزوح 760 ألف فلسطيني من أراضيهم ومنازلهم في فلسطين بسبب «إسرائيل».

وكشف لازاريني أنه رغم إعراب الأمم المتحدة والعديد من الدول الأعضاء عن رفضها الشديد للتهجير القسري لأهالي قطاع غزة إلا أن التطورات التي يشهدها القطاع تشير إلى محاولات لنقل الفلسطينيين إلى مصر بغض النظر عما إذا كانوا يقيمون هناك أو يتم توطينهم في مكان آخر.

الصحة العالمية: قطاع الرعاية الصحية في وضع كارثي

وحذّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، من حدوث أثر كارثي على الصحة، تزامناً مع استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، والذي دخل شهره الثالث.

ونقلت وكالة «رويترز « عن غيبرييسوس قوله خلال اجتماع طارئ للمجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية: «إنه من الواضح أن تأثير ما يجري في غزة بالصحة كارثي، مشيراً إلى أن الاحتياجات الصحية زادت بشكل كبير، فيما انخفضت قدرة النظام الصحي إلى ثلث ما كانت عليه، وأن هذه الظروف ستؤدي لانتشار الأمراض الفتاكة.»

وأعرب غيبرييسوس «عن أسفه العميق لأن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لم يتمكن من الاتفاق على قرار وقف إطلاق النار بعد استخدام الولايات المتحدة للفيتو ضد هذا القرار»، مشيراً «إلى أن تزويد المرافق الصحية في غزة بالإمدادات أصبح صعباً للغاية ومهدداً بشدة، بسبب الوضع الأمني على الأرض.»

أضاف «إن النظام الصحي في غزة ينهار مع استمرار 14 مستشفى فقط بالعمل من أصل 36، مبيناً أنه لا يوجد حالياً سوى 1400 سرير للمرضى حيث يعمل المستشفيان الرئيسيان في جنوب غزة بثلاثة أضعاف طاقتهما السريرية، مع نفاد الإمدادات، وإيوائهما آلاف النازحين»، مشددا «أنه لا صحة دون سلام، ولا سلام دون صحة.»

غوتيريس: لن أتخلى عن دعوتي لوقف إطلاق النار الإنساني في غزة

كذلك، أكّد الأمين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريس، خلال الجلسة الافتتاحية لمنتدى الدوحة في نسخته الحادية والعشرين، أنّه «ما من حماية فعّالة للمدنيين، في قطاع غزة، وعدد الضحايا غير مسبوق. ولفت الى أن سلطة مجلس الأمن ومصداقيته تقوضتا لعدم القدرة على تنفيذ قرار وقف إطلاق النار في غزة»، مشدداً على أنني «لن أتخلى عن دعوتي لوقف إطلاق النار الإنسانيّ، في غزة.»

وشكر قطر على «جهود الوساطة بالتوصل إلى هدنة إنسانية، في غزة والإفراج عن الرهائن وزيادة المساعدات».

نتانياهو أجرى اتصالا هاتفيا مع بوتين استمر لمدة 50 دقيقة

أعلن مكتب رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، أنه «رئيس الوزراء أجرى محادثة هاتفية طويلة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين». وأفادت إذاعة «الجيش الإسرائيلي» أن «المحادثة بين الجانبين استمرت حوالي 50 دقيقة».

لافروف: لا يجوز معاقبة الشعب الفلسطيني بسبب حماس

وكانت نقلت وكالة» رويترز» عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إنه «من غير المقبول أن تستخدم إسرائيل الهجوم الذي شنته حماس في السابع من تشرين الأول مبررا لعقاب جماعي للشعب الفلسطيني»، ودعا إلى» مراقبة دولية على الأرض في غزة».

رئيسي: مثلما انتصرت شعوب العراق وسوريا ولبنان سينتصر الفلسطينيون

وصف الرّئيس الإيراني ابراهيم رئيسي، العلاقات بين إيران وسوريا بأنّها «عميقة الجذور واستراتيجيّة»، معبّرًا عن ارتياحه «لتنفيذ قدر كبير من الاتفاقيّات الّتي تمّ التّوصّل إليها مع الرّئيس السّوري بشار الأسد، خلال زيارته إلى دمشق قبل أشهر عديدة».

وشدّد، خلال لقائه مع رئيس الوزراء السّوري حسين عرنوس، في طهران، على «ضرورة تسريع التّنفيذ الكامل للاتفاقيّات والتّفاهمات بين البلدين»، مشيرًا إلى أنّ «لدى إيران وسوريا قدرات واسعة لتطوير تعاونهما في المجالات الاقتصاديّة والتّجاريّة والسّياسيّة، حيث نأمل بتفعيل هذه القدرات في أقرب وقت ممكن، مع استمرار التّخطيط والمتابعة من قبل الجهات المعنيّة في طهران ودمشق».

وبيّن أنّه «لولا المساعدات الاستخباراتيّة والعسكريّة والأمنيّة والماليّة والإعلاميّة الأميركيّة، لكان الكيان الصّهيوني قد انهار لغاية الآن». وأكّد أنّ «عمليّة «طوفان الأقصى» وسّعت حدود منظومة المقاومة، من المنطقة إلى العالم كلّه»، مشدّدًا على أنّه «ليس لدينا أدنى شكّ أنّه مثلما انتصرت شعوب العراق وسوريا واليمن ولبنان في مواجهة أميركا وحلفائها، سينتصر الشعب الفلسطيني أيضًا في هذا الميدان».

عبد اللهيان: لاتخاذ الاتحاد الأوروبي إجراءات أكثر تأثيراً لوقف العدوان

كما وجّه وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، رسالة إلى مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، مطالباً إياه بإتخاذ إجراءات أكثر تأثيراً لوقف العدوان الإسرائيلي على غزّة.

وقال عبد اللهيان في رسالته، إنّ «مواقف الاتحاد الأوروبي الأخيرة بشأن ضرورة وقف إطلاق النار في غزة، ووقف قتل المدنيين الأبرياء، ومراعاة القوانين الدولية وحقوق الإنسان، وإرسال المساعدات العاجلة لسكان غزة المحاصرين، لافتة ومقدّرة».

أردوغان: غزة تشهد انتهاكًا صارخًا للإعلان العالمي لحقوق الإنسان

بدوره، شدّد الرّئيس التّركي رجب طيب أردوغان، على أنّ «غزة والأراضي الفلسطينيّة المحتلّة، هي المكان الّذي يُنتهك فيه اليوم بشكل صارخ «الإعلان العالمي لـ «حقوق الإنسان» لدى الأمم المتحدة»، مشيرًا إلى أنّ «جميع حقوق سكان غزة، لا سيّما حياتهم، قُضي عليها بكلّ تهوّر على يد القوات الإسرائيلية المحتلّة منذ 7 تشرين الأوّل الماضي».

ولفت، خلال فعاليّة لحزب «العدالة والتنمية»، بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان، إلى «مقتل نحو 18 ألف شخص من سكان غزة، جرّاء الهجمات الإسرائيليّة العشوائيّة»، مبيّنًا أنّ «اثنين من كلّ ثلاثة فلسطينيّين قتلتهم إسرائيل بوحشيّة، هم من النّساء أو الأطفال».

وأوضح أردوغان أنّ «الكثير من مناطق العالم تشهد في اليوم العالمي لحقوق الإنسان، انتهاكات حقوق الإنسان»، مشيرًا إلى أنّ «معاداة الإسلام والأجانب في المجتمعات الغربيّة، تأتي في مقدّمة التّهديدات الّتي تواجه حقوق الإنسان. والشّريحة الأكثر تضرّرًا من الممارسات التّمييزيّة والفاشيّة والمعادية للأجانب والعنصريّة، هي بلا شكّ المسلمون الّذي يشكّلون النّسبة الكبرى من المهاجرين».