الجزائر | جنّدت الجزائر، خلال الأيام الماضية، وزراءها لشنّ حملات ديبلوماسية إضافية ضدّ العدوان على قطاع غزة، وتجديد ثبات موقف بلادهم من القضية الفلسطينية، سواء في المناسبات الوطنية أو في المحافل الدولية. وفي ظل مطالبات داخلية برفع سقف المساندة إلى أعلى مما هو عليه حالياً، استغلّ وزير الخارجية، أحمد عطاف، مشاركته في «منتدى الدوحة»، والمباحثات التي أجراها على هامشه مع المسؤولين القطريين، ليشدد، وفق بيان للخارجية الجزائرية، على «حتمية التعامل مع الأزمة الفلسطينية في إطارها الأوسع، عبر التصدي للمخططات الرامية إلى تصفية القضية، وفرض حتمية التسريع في إقامة الدولة الفلسطينية لإنهاء الصراع برمته». كذلك، استغل وزير المجاهدين، العيد ربيقة، مناسبة الذكرى الـ 35 لإعلان قيام دولة فلسطين في الجزائر، للتأكيد أن «ما يحدث اليوم في فلسطين هو نقطة تحوّل في تاريخ الإنسانية»، وأن «الشعب الفلسطيني وثورته المتواصلة جزء لا يتجزأ من مصير أمتنا». وفي البيان الختامي للندوة التي أقيمت للمناسبة نفسها، تمّ التشديد على «مركزية القضية الفلسطينية، والدعم المطلق لحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، بما فيها حقه في الحرية وتقرير المصير وتجسيد دولة فلسطين المستقلة، كاملة السيادة وعاصمتها القدس».أما وزير «الشؤون الدينية والأوقاف» الجزائري، يوسف بلمهدي، وخلال وجوده في روسيا للمشاركة في «المنتدى الإسلامي العالمي»، فأدلى بتصريحات إلى قناة «آر تي»، شدّد فيها على ضرورة «التفرقة بين ما يسمى الإرهاب والمقاومة الشرعية»، وأن «مقاومة الشعوب لتحرير أراضيها لا يمكن أن تسمى إرهاباً». وجدد بلمهدي «دعم بلاده الدائم للقضية الفلسطينية»، مضيفاً أن «الجزائر، في كل المحافل الدولية، رافعت على وجوب أن يُعترف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وتقاطعنا مع روسيا في مواقفها السياسية الداعية إلى وقف إطلاق النار والعمل على استصدار قرار أممي بإنهاء هذه الحرب». ويأتي ذلك بعد أيام من إعلان اللجنة الوزارية لـ«الفتوى» التابعة لوزارة «الشؤون الدينية والأوقاف»، «دعمها الدائم واللامحدود للقضية الفلسطينية، جوهر قضايا الأمة الإسلامية».وفي الاتجاه نفسه، دعت الجزائر، في البيان الختامي لاجتماع الدورة الرابعة للمشاورات السياسية الجزائرية – البلجيكية، إلى «إنهاء العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني»، مشددةً على «الحاجة المُلحّة إلى التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم في الأراضي الفلسطينية وتكثيف الجهود الدولية الكفيلة باسترداد الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة»، وعلى رأسها «حقه في إقامة دولة مستقلة على خطوط المناطق المحتلة عام 1967، وعاصمتها القدس الشريف». وكان الرئيس الجزائر، عبد المجيد تبون، قد تلقّى رسالة خطية من رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، الخميس الماضي، فيما أفاد بيان لرئاسة الجمهورية الجزائرية، عقب استقبال الوزير الأول نذير العرباوي، أمين سر اللجنة المركزية لحركة «فتح» الفلسطينية، جبريل الرجوب، بأنّ «المسؤول الفلسطيني عبّر عن عظيم الشكر لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، وللشعب الجزائري على موقف الجزائر الثابت والأصيل في دعم القضية الفلسطينية».
وفي الشق الإنساني، بدا الدور الجزائري أكثر بروزاً من خلال نشاط الجمعيات، وأولاها جمعية «البركة» التي تنشطُ منذ سنوات في العمل الإنساني في قطاع غزة، والتي كثّفت من أعمالها هناك منذ «طوفان الأقصى»، حيث استشهد ما يزيد على 100 من المتطوعين تحت رايتها، وفق ما أكده رئيسها، أحمد براهيمي، في تصريح إلى قناة «الخبر» الإلكترونية الجزائرية، مشيراً إلى أن «الاحتلال استهدف مقرّها وكذا المآوي التي استحدثتها من أجل إغاثة المدنيين الناجين من القصف». كما ندّد براهيمي بـ«التخاذل المسجل من طرف جميع الدول في إيصال المساعدات إلى القطاع، وخاصة خلال الهدنة التي تمت بين الطرفين، فيما حرى تجديد منظومة سلاح الكيان من طرف داعميه من الدول الغربية».
كذلك، أطلقت جمعيات وشخصيات في الجزائر «المبادرة الجزائرية لنصرة فلسطين وإنقاذ غزة»، من أجل تجهيز سفن إغاثية إلى القطاع. كما قررت الجزائر، رسمياً، استقبال 400 طفل فلسطيني مصاب جرّاء القصف الإسرائيلي، وتحديداً «في المستشفيات المدنية والعسكرية لولايات الجزائر العاصمة، وولاية وهران وولاية قسنطينة». يُضاف إلى ما تقدّم، أن تبون ناشد، في خطاب متلفز أمام مسؤولين وقضاة بمناسبة افتتاح السنة القضائية في مقر المحكمة العليا في الجزائر العاصمة في وقت سابق، «الحقوقيين رفع دعاوى قضائية أمام محكمة الجنايات الدولية ضد الاحتلال الإسرائيلي، بسبب ما يرتكبه من جرائم ضد الفلسطينيين في غزة».