سفير الشمال- ديانا غسطين
في زيارة ليوم واحد، حطت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا رحالها في بيروت قادمة من الأراضي المحتلة، في محاولة تهدف الى اظهار حرص بلادها على لبنان وان كان ما خفي من الأهداف اعظم واعمق.
في الشكل، كان لافتاً الغاء وزيرة الخارجية الفرنسية الجولة التفقدية التي كانت تنوي القيام بها لمعايدة الكتيبة الفرنسية العاملة ضمن قوات الطوارئ الدولية جنوب لبنان، واستعاضت عنها بلقاء مع قائد اليونيفيل الجنرال أرولدو لازارو ساينز في بيروت وذلك لأسباب امنية بحسب ما اكدت المصادر.
في سياق متصل، وخلافاً لما اشيع عن ان كولونا جاءت تحمل الى المسؤولين اللبنانيين طرحاً يقضي بإبعاد حزب الله عن الحدود الجنوبية، اكدت المعلومات ان الوزيرة الفرنسية اعربت للمسؤولين اللبنانيين عن ارتياح بلادها لخطوة التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون تفادياً للشغور في المؤسسة العسكرية في ظل عدم انتخاب رئيس للجمهورية.
من جهة ثانية جددت كولونا الدعوة الى ضرورة العمل على خفض التصعيد على الحدود الجنوبية من الجهتين والتوصل إلى آلية لإيجاد حل يكون مقدمة لترسيخ الاستقرار الدائم في الجنوب. لافتة الى ان توسيع رقعة الحرب ليس من مصلحة اي جهة، داعية الى تطبيق القرار ١٧٠١. رغم ادراك الوزيرة الفرنسية بأن لبنان ملتزم بتطبيق القرار الاممي وبقواعد الاشتباك وانه كان الاجدى ببلادها وحلفائهم لو انهم يضغطون على العدو الاسرائيلي لوقف انتهاكاته للقرار والتي تقدر بالآلاف منذ العام ٢٠٠٦ وحتى اليوم. ناهيك عن معرفتها العميقة بأنه في حال اقدم العدو الاسرائيلي على خطوة متهورة تجاه لبنان فإن خسائره ستكون اكبر بكثير من تلك التي وقعت في السابق.
رئاسياً، واذ اكدت رئيسة الديبلوماسية الفرنسية استمرار بلادها بالمبادرة المطروحة والتي تدعم انتخاب رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه لرئاسة الجمهورية، شددت على ضرورة ان تنعكس الايجابية الناتجة عن التمديد لقائد الجيش على مختلف الملفات السياسية والاقتصادية العالقة.
اذاً، هي محاولات غربية مستمرة للتدخل في الشؤون اللبنانية لا سيما في الظروف الحالية التي فرضتها الحرب على غزة، وكله في سبيل اراحة الطفل المدلل للاميركيين “إسرائيل”. غير ان كل ما يحاك من مؤامرات او مشاريع لتعديل القرارت الاممية بالتهديد بالفصل السابع سيبوء بالفشل، اذ في مواجهة الخطر الاسرائيلي، لبنان بأكمله من شماله الى جنوبه موحّد الى جانب جيشه ومقاومته حفاظاً على كل شبر من ارضه.