إستنفار دولي لتحييد لبنان عن التداعيات اللاهبة ل”طوفان الأقصى” ورسالة نارية من حزب الله

لبنان24
أدخلت عملية «طوفان الأقصى» التي أطلقتها ««حماس» ضد إسرائيل، لبنان في دائرة الاهتمام الدولي لرصد رد فعل ««حزب الله» الذي وجّه، الأحد، رسالة تحذيرية لإسرائيل بإطلاقه دفعة أولى من القذائف الصاروخية استهدفت فيها ثلاثة مواقع إسرائيلية في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، اضطرت تل أبيب للرد عليها، من دون أن يؤدي تبادل القصف حتى الساعة إلى تبديل في قواعد الاشتباك المعمول بها منذ صدور القرار الدولي 1701 عن مجلس الأمن الذي أدى إلى وقف حرب تموز 2006.

وفي هذا السياق افادت “الاخبار”ان الولايات المتحدة الاميركية أرسلت إلى الحكومة في بيروت رسائل تؤكد فيها أن إسرائيل لا تريد خوض حرب مع لبنان، لكن على لبنان كبح جماح حزب الله ومنعه من القيام بأي عمل عسكري دعماً للفلسطينيين.
وعُلم أن «باريس أبلغت حزب الله رسائل في هذا الخصوص»، فضلاً عن «رسائل أميركية وصلت إلى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي تحمل تنبيهات من توريط لبنان في هذه الحرب»، الأمر الذي كان مندوب العدو لدى مجلس الأمن جلعاد إيردان كشف عنه بالإعلان عن طلب حكومته من «دول عدّة إبلاغ حكومة لبنان بأنّنا سنحمّلها مسؤولية أي هجوم لحزب الله على إسرائيل».

وكتبت” النهار”: الساعات الثماني والأربعين الماضية لن تكفي وحدها للاستشراف الجازم بما يمكن ان يصيب او لا يصيب لبنان لان مجريات الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس لا يزال يغلفها غموض كثيف وسط مسار حتمي لا مجال لمناقشته هو مضي الحرب نحو فصول بالغة العنف والخطورة والاتساع. ولكن حصر “حزب الله” استهدافه الصاروخي امس بالمواقع الإسرائيلية في مزارع شبعا شكل رسالة موحية يمكن الاتكاء عليها للاستشراف بان شبح التورط الكبير لا يزال مستبعدا وان الحزب يعتمد ردا مدروسا يأخذ فيه في الاعتبار حتما واقع لبنان وظروفه، اقله حتى اللحظة وما لم “تنفجر” مفاجات ميدانية جديدة ليست في الحسبان. اما على مستوى رصد المشهد السياسي الداخلي بعد المفاجأة الصاعقة التي اذهلت اللبنانيين كما كل العالم جراء المجريات الحربية الجارية منذ صباح السبت فبدا واضحا ان التهيب طغى عليه ولو تصاعدت معالم “الابتهاج” لدى فئات سياسية وشعبية بالاختراق الضخم الذي حققته “حماس” بما يعكس النسبة العالية من التريث والانتظار ورصد كل الاحتمالات التي يمكن ان تلفح لبنان بقوة جراء هذا الحدث الاستثنائي المباغت بكل المعايير الفلسطينية والإسرائيلية والإقليمية والدولية.
وكتبت” نداء الوطن”: حضرت سريعاً تداعيات التطورات المذهلة من غزة وغلافها الى جنوب لبنان. وبدت نظرية «وحدة الساحات» التي سبق لـ »»حزب الله» وسائر فصائل المقاومة في المنطقة أن أعلنوا ولادتها قبل أشهر، قد دخلت حيّز التنفيذ، لكن التطورات الميدانية في اليومَين الماضيَين على الحدود الجنوبية بقيت تحت السيطرة على جانبَي الحدود. وهذا الضبط الميداني، ترافق مع تصعيد لافت في مواقف ««حزب الله»، يشير الى أن الوضع في الجنوب يمر في مرحلة حرجة لا يمكن الحكم على نهايتها الآن.ووسط ذلك، أبلغت مصادر ديبلوماسية «نداء الوطن» أنه «لا أجواء تصعيد حتى الآن جنوباً». وأضافت أنّ الاتصالات بمختلف الاتجاهات وبدول القرار انتهت الى «عدم وجود تصعيد، مع قرار بإبعاد التوتر عن الساحة الجنوبية».وفي سياق متصل، كشف مصدر وزاري لـ»نداء الوطن» عن أنّ «رسائل دولية وعربية وصلت الى القيادات اللبنانية، تنبّه من مغبة الحسابات الخاطئة لجهة الانخراط في المواجهة القائمة في قطاع غزة عبر فتح جبهة الجنوب».وقال المصدر إن «هذه الرسائل أُبلغت الى رئاستي مجلس النواب والحكومة والوزارات المعنية، و »»حزب الله»، كما أنّ «الحزب» تبلّغ رسائل مباشرة في هذا الخصوص، وأنّ الرئيس نبيه بري يعمل بصمت على عملية تقدير الموقف، وهو على تنسيق عالٍ مع قيادة «الحزب» حتى تكون أي خطوة محسوبة»

وأوضح المصدر أنّ «إقدام ««حزب الله» على مهاجمة مواقع اسرائيلية في مزارع شبعا، هو نوع من تنفيسة، خصوصاً أنّ الهجمات حصلت على أرض خارج نطاق القرار الدولي 1701. والاعتقاد الغالب، أنّ الأمور ستبقى محصورة في هذا الحيز من دون تطورها».وأكد المصدر أنه «من البديهي أن يكون ««حزب الله» قد أجرى تقييماً ميدانياً للجبهة، وأنّ عنصر المباغتة الذي امتلكته ««حماس» في الهجوم على مستوطنات غلاف غزة مستغلة يوم السبت والعيد اليهودي والاحتفالات القائمة، لا يمتلكه «الحزب» الذي فقد عنصر المباغتة على جبهة الجنوب، بعدما دفعت اسرائيل بتعزيزات كبيرة تحسباً لأي عمل عسكري يقوم به «الحزب».ونصح المصدر «قيادة ««حزب الله» وحلفاءها في لبنان بانتظار جلاء صورة الموقف، لأنّ ما حصل في فلسطين المحتلة ستكون له تداعيات دولية بعد تحديد سبب ارتفاع عدد القتلى الإسرائيليين خارج المواقع العسكرية، ومدى الخسائر الناجمة عن مهاجمة حفل غنائي وأخذ رهائن من جنسيات غربية وتحديداً أميركية. وكذلك مدى إمكانية صمود ««حماس» أمام الضغوط، خصوصاً من الدول التي تدعمها، ولا سيما قطر وتركيا اللتين ترتبطان بعلاقات قوية جداً مع واشنطن وأيضاً مع تل ابيب».

وكتبت” البناء”: أشارت مصادر في فريق المقاومة لـ”البناء” الى أن “المقاومة في لبنان بجهوزية تامة للدخول في المعركة إلى جانب المقاومة في غزة في أي وقت يراه محور المقاومة مناسباً، وتُعُدّ للإسرائيليين مفاجآت أشد إيلاماً مما يشهده غلاف غزة اليوم”، لافتة الى أن “المقاومين على أتم الاستعداد لتنفيذ طلب قيادة المقاومة والسيد حسن نصرالله بالدخول الى الجليل”، موضحة أن “دخول حزب الله الحرب بشكل واسع مرتبط بالتطورات في فلسطين”.ووفق ما يشير خبراء في الشؤون العسكرية والاستراتيجية لـ”البناء” فإن ““حزب الله أراد من خلف استهداف مواقع الاحتلال في مزارع شبعا توجيه إنذار لـ ””إسرائيل” بعدم التمادي في العدوان على غزة، وإلا فسوف ينفجر الوضع على الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة”.وأراد الحزب من العملية وفق الخبراء، الردّ على كل الرسائل والتهديدات لا سيما على الرسالة التي وصلته من فرنسا عبر قناة رسمية ومضمونها “التمني المشدّد” لعدم التصعيد في الجنوب.

وكتبت” اللواء”: بصرف النظر، عن الأصوات التي تصاعدت برفض جرّ لبنان مجدداً الى حرب، ليس بإمكانه تحمل أعبائها المالية والتهجيرية والتدميرية، في ضوء الازمة الحادة التي يعاني منها.. فإن الاشارات التي بعث بها حزب الله، لا توحي بدخول أكيد في المواجهة، ولكن في الوقت نفسه لا تشير الى اسقاط هذا الاحتمال من الخيارات المطروحة على الأرض.
فخطوات الحزب تدرس بعناية فائقة، فأصل المعركة الموجعة، هو ما يحصل حالياً على الأرض، وتمثل المقاومة الفلسطينية، وحماس على رأسها الاصل في المواجهة في ضوء النجاحات العسكرية الفلسطينية، والاخفاقات القاتلة للمنظومة الامنية والعسكرية الاسرائيلية.

وقالت مصادر مطلعة على جو حزب الله لـ»الديار» ان ««حزب الله مستعد للتعامل مع كل الخيارات، ومن ضمنها الحرب الكبرى لانهاء اسرائيل»، نافية «ان يكون هناك مخطط حاليا لاشعال الجبهة الشمالية ««لإسرائيل»، بالتوازي مع ما يحصل في الجنوب»، مضيفة:»لكن اذا قررت «اسرائيل» ان تصعد جنوبا، فنحن على كامل الاستعداد لصدها والذهاب ابعد من ذلك».
وقالت مصادر سياسية لبنانية واسعة الاطلاع ان «سفراء دول كبرى ابلغوا مسؤولين لبنانيين بمخاطر وتداعيات جر لبنان للصراع الحاصل، وطالبوهم بممارسة كل الضغوط اللازمة على حزب الله لعدم اتخاذ قرار الانخراط بالقتال الحاصل».

Exit mobile version