ليبرمان: بدلاً من الحصول على النصر الكامل حصلنا على المذلة الكاملة رئيس هيئة الأركان أوعز بإعداد خطط لعملية برية ممكنة في لبنان واستخلاص الدروس من حرب غزة

• حزب الله.. على طريق القدس

 

• ليبرمان: بدلاً من الحصول على النصر الكامل حصلنا على المذلة الكاملة

• القناة 13: رئيس هيئة الأركان أوعز بإعداد خطط لعملية برية ممكنة في لبنان واستخلاص الدروس من حرب غزة (مقال)

• “صفر نتائج” جنوباً… و”المبادرة” الرئاسية عالقة (مقال)

• مجنِّد مقاومين جنَّده الموساد في غزة وتركيا ولبنان (مقال ـ الاخبار)

• إسرائيل: خطوط حُمر تمنع الحرب الشاملة (مقال)

• لبنان وإسرائيل «شريكان» في مشروع (خبر ـ الاخبار)

• لهذه الأسباب ذهب “حزب الله” على عجل إلى الرابية (مقال _ النهار)

• كان: خلاصة القول، من الواضح للجميع أنه بدون وقف إطلاق النار في غزة، لن يكون هناك وقف نار على الجبهة اللبنانية.

• يديعوت: في الأشهر الأخيرة، كان الشمال في حالة حرب مستمرة، تُطلق من لبنان القذائف الصاروخية والصواريخ المضادة للدروع والمسيّرات الإنتحارية كل يوم، ولا تزال المنطقة التي أصبحت شريطًا أمنيًا إسرائيليًا مهجورة.

• اعلام العدو: سكان صفد والجولان سيغادرون مناطقهم قريباً في حال توسّع العمليات في لبنان منتصف الشهر الحالي

• في الأشهر الأخيرة، كان الشمال في حالة حرب مستمرة، تُطلق من لبنان القذائف الصاروخية والصواريخ المضادة للدروع والمسيّرات الإنتحارية كل يوم، ولا تزال المنطقة التي أصبحت شريطًا أمنيًا إسرائيليًا مهجورة.

• لا يزال المستوطنين الذين تم إجلاؤهم من الشمال بعيدين عن منازلهم، ومنذ 5 أشهر ينتظرون الجواب من أصحاب القرار.

• معهد ” مكافحة الإرهاب ” الإسرائيلي: في حال اندلاع الحرب فإن إطلاق الصواريخ من لبنان سيكون مكثفاً، حيث يتراوح بين 2500 و3000 عملية إطلاق يومياً، بما في ذلك صواريخ أقل دقة وصواريخ بعيدة المدى دقيقة مما يهدد مخزون القبة الحديدية ويضطر الجيش إلى استخدامها في حماية مؤسساته العسكرية.

• رئيس موشاف “مرجليوت ” عند الحدود مع لبنان: يوم الأحد، سأقترح على أصدقائي في اجتماع أن نذهب جميعًا إلى القدس، وندخل إلى مكتب رئيس الوزراء، بالقوة أو بالموافقة، ونطالب بإجابات، وإذا اضطررنا للنوم على الأرض فسننام، ولا نتحرك حتى يعتنوا بالشمال.

• عضو الكنيست شاران هسكل: في الشهرين المقبلين ستبدأ العملية العسكرية في الشمال، العملية حدث لا مفر منه لأن المحاولة الدبلوماسية باءت بالفشل. ستكون لدينا حرب في الشمال لأن نصر الله وحزب الله لن يتراجعا عن الصفوف. لن تندلع الحرب غدًا، لكنها ستحدث خلال الشهر ونصف الشهر المقبل.

• دفنه ليئيل: عضو الكنيست شاران حشكلال تقدر أن تبدأ إسرائيل حربا في الشمال مع حزب الله خلال الشهرين المقبلين، وقالت: “العملية العسكرية أمر لا مفر منه لأن الجهود الدبلوماسية فشلت، وستكون لدينا حربا في الشمال لأن نصر الله وحزبه لم يتراجعا، لن تندلع الحرب غدا، لكنها ستحدث خلال الشهر ونصف الشهر المقبلين “.

• روعي كايس – كان: عدد شهداء حزب الله جراء الهجمات الإسرائيلية على جنوب لبنان منذ الثامن من أكتوبر يرتفع إلى 236

 

• القناة 13: رئيس هيئة الأركان أوعز بإعداد خطط لعملية برية ممكنة في لبنان واستخلاص الدروس من حرب غزة

“النهار” ــ على وَقع التصعيد المستمرّ في الجبهة الجنوبية خلال الأيام الماضية، وتزامناً مع فشل الجولة الأخيرة من المفاوضات في القاهرة بشأن هدنة في غزّة “قد لا تمتدّ بالضرورة” إلى لبنان، وفق تصريح للمبعوث الأميركي إلى لبنان آموس هوكشتاين، تتوالى الأنباء المسرّبة عن الجيش الإسرائيلي بـ”إعداده خطة لعمليّة بريّة محتملة في لبنان”؛ وهو ما كشفته شبكة “سي أن أن” الأميركية الأسبوع الماضي أيضاً.

في جديد هذه المعلومات، نقلت القناة 13 الإسرائيلية، اليوم، أنباء تُفيد بأنّ “الجيش الإسرائيلي يقوم بصياغة خطة للدخول البريّ إلى لبنان”.

وأضافت أنّه “في إطار الاستعدادات لاحتمال نشوب حرب في الشمال، كلَّف الجيش العميد شيكو تامير مسؤولية إعداد عدّة خطط محتملة لعمليّة بريّة في لبنان على مستويات مختلفة”.

وتامير هو من صاغ خطة دخول الجيش الإسرائيلي إلى غزّة خلال هذه الحرب، إذ طُلب إليه “استخلاص الدروس من القتال في القطاع”، وفقاً لمعلومات “القناة 13 الإسرائيلية”.

تأتي هذه المعلومات الأمنية وسط تطوّر خطر جرى عند منتصف ليل الأحد-الإثنين، على الحدود الجنوبية، حيث حاولت قوّة إسرائيلية التسلّل إلى الأراضي اللبنانية.

 

• “صفر نتائج” جنوباً… و”المبادرة” الرئاسية عالقة

“النهار” ــ انتهى أسبوع مثقل بالتحركات الديبلوماسية الأميركية والدولية ذات الصلة بملفات الاستحقاقات والأزمات اللبنانية الى تفاقم الغموض الذي يحوط خصوصا بمآل الواقع الميداني المتفجر على الحدود الجنوبية للبنان مع إسرائيل ومسار الجهود المبذولة مجددا في شأن وضع حد لأزمة الفراغ الرئاسي. ذلك ان الأسبوع الحالي شهد محطتين أساسيتين علقت عليهما الجهات والأوساط السياسية والديبلوماسية المحلية والخارجية رهانات عريضة علهما يفتحان ثغرات في جدار دورة التصعيد المثير للمخاوف في الجنوب والمنذر باستدراج لبنان الى حرب واسعة كما في جدار الانسداد المتعلق بالأزمة الرئاسية. ولا تخفي مصادر معنية عملت على رصد مجمل الحركة التي شهدتها بيروت، ان النظرة العامة الى هاتين المحطتين الأساسيتين تفترض ان تعكسا امام اللبنانيين نوعا من الاطمئنان المبدئي لكون لبنان ليس متروكا دوليا بل ان ثمة خطا بيانيا موصولا وتصاعديا يثبت ان استعادة الاستقرار على الحدود الجنوبية كما الدفع نحو تحريك جهود انتخاب رئيس للجمهورية صارا يشكلان أولوية متقدمة لدى الإدارة الأميركية كما لدى المجتمع الدولي. وتلفت المصادر عبر “النهار” الى انه لم يكن تطورا عاديا ان تتعاقب المحطتان في أسبوع واحد ولا تفصل بينهما سوى أيام، اذ ان المحطة الأولى تمثلت في زيارة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين لبيروت مطلع الأسبوع فيما تمثلت المحطة الثانية التي تلت زيارته باجتماع سفراء مجموعة الدول الخماسية المعنية بملف ازمة رئاسة الجمهورية والتي تضم الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر في السفارة القطرية في بيروت. وأشارت الى ان هاتين المحطتين جاءتا في الفترة التي كانت فيها الأنظار الدولية والإقليمية منشدة اكثر فاكثر الى ترقب ورصد المحادثات المحمومة للتوصل الى اعلان هدنة رمضان في غزة، باعتبار ان هذه الهدنة ستكون المفتاح الأساسي لوقف دورة الحرب الشرسة الاجرامية التي دخلت شهرها السادس في غزة مع امال عريضة في انسحاب الهدنة متى أعلنت على جبهة الحدود اللبنانية الإسرائيلية. ومع ذلك فان الإحباط كان مصير المترقبين والمستعجلين لاعلان الهدنة، بعدما انهارت محادثات القاهرة وأرجئت الى الأسبوع المقبل الامر الذي انسحب تلقائيا على مهمة الموفد الأميركي هوكشتاين وتحركه المكوكي بين بيروت وتل ابيب، فكان ان عاد الى واشنطن، وترددت معلومات عن مغادرة مساعد له مكث في بيروت تحسبا لتطورات إيجابية بعد زيارة هوكشتاين لتل ابيب لكنها لم تتحقق. ولذا اعادت الجولة الأخيرة لهوكشتاين تأكيد المؤكد في صعوبة بل استحالة فك الارتباط بين جبهة الجنوب وحرب غزة بما يشكل تعاظما مثيرا لمزيد من القلق حيال ما يمكن ان يواجهه لبنان اذا مضت دورة التعثر في إرساء هدنة في غزة وتاليا استمرار دورة التصعيد الميداني في الجنوب واحتمالاتها مع تصاعد التهويل الإسرائيلي بخطط لعملية برية في لبنان.

واما في الملف الرئاسي فتلفت المصادر نفسها الى انه لا يمكن الحديث عن أي اختراق مرجح او تطور جديد غير ان تأييد سفراء المجموعة الخماسية لتحرك “كتلة الاعتدال الوطني” جاء بمثابة دفع مبدئي غير مفاجئ لان المجموعة لا يمكنها الا ان تشجع أي تحرك او مبادرة من الداخل للبننة الحل والذهاب نحو انتخاب رئيس يحظى بأوسع توافق ممكن. ومع ذلك فان مجرد تأييد المجموعة لهذا التحرك لا يجيز تضخيم الامور وتصويرها كانها قاربت الاختراق بل ان الكرة ستغدو اكثر في مرمى اللاعبين الداخليين في انتظار ما سيؤول اليه تحرك “كتلة الاعتدال”.

• على خط قطر

وجرى الحديث عن رصد حركة قطرية – لبنانية لافتة في الساعات الاخيرة، اذ زار سفير قطر سعود بن عبد الرحمن بن فيصل ثاني آل ثاني رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي سابقا وليد جنبلاط، فيما توجه الى قطر المعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل للاجتماع الى المسؤولين والتشاور في ملفي امن الجنوب ورئاسة الجمهورية. وعشية زيارة “كتلة الاعتدال الوطني” لرئيس مجلس النواب نبيه بري ظهر اليوم لاطلاعه على حصيلة جولته على الكتل النيابية في شأن مبادرته الرئاسية، افادت مصادر “كتلة الاعتدال” ان “كتلة الوفاء للمقاومة” لم تسلم نواب الاعتدال جوابها بعد، وما اذا كانت ستتجاوب مع المبادرة ام ترفضها.

 

• مجنِّد مقاومين جنَّده الموساد في غزة وتركيا ولبنان

عمل في حفر الأنفاق وتجسّس على طلاب فلسطينيين/ خدعت المخابرات الإسرائيلية نظيرتها التركية لترحيله إلى بيروت

رضوان مرتضى ــ الاخبار ــ رغم اعترافه الأوّلي بالعمالة للعدو ثم تراجعه عن الاعتراف، خلص المحقّقون في فرع المعلومات من التحقيق مع العضو السابق في حركة حماس، الفلسطيني نور الدين أبو معزه، إلى صعوبة أن يكون الأخير ضحية عملية استدراج للموساد، وإلى أنه كان على دراية بأنه يعمل لمصلحة العدو الإسرائيلي. فقد بيّن التحليل التقني لهاتفه الذي احتوى على عدد كبير من الكتب الإلكترونية حول الموساد الإسرائيلي وأساليبه في تجنيد عملائه وعملياته التجسسية، أن لديه اطّلاعاً واسعاً على هذه الأساليب. كما لاحظ المحقّقون من عبارات الازدراء التي استخدمها أثناء التحقيق في حق حماس، أنه يكنّ كرهاً شديداً للحركة ومسؤوليها بسبب خلافاته مع المسؤولين المباشرين عنه، وأنه كان يرغب بشدة بمغادرة غزة، ما قاده بإرادته إلى براثن الاستخبارات الإسرائيلية التي زوّدها بتقارير أمنية، طمعاً بمكاسب مادية وبمساعدته على الخروج من القطاع. ويعتقد المحقّقون أن أبو معزه، الذي محا محادثات عن هاتفه، يخفي معلومات أكثر أهمية زوّد بها مشغّليه الإسرائيليين، وساعدتهم على إلحاق أضرار بالبنى التحتية لحركة حماس وقياداتها. وكانت رحلة عمالة أبو معزه بدأت في قطاع غزة عام 2019، واستمر بعد سفره إلى تركيا، حيث خدعت الاستخبارات الإسرائيلية نظيرتها التركية بتسليمها ملفاً حول نشاطه في تركيا من أجل ترحيله إلى لبنان، حيث أراد له مشغّلوه أن يكون. «الأخبار» تنشر في ما يأتي محاضر التحقيقات مع الفلسطيني أبو معزه الذي ادّعت عليه القاضية نجاة أبو شقرا، طالبة إنزال عقوبة الأشغال الشاقة المؤقّتة بحقّه

في تموز العام الماضي، أوقف فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي الفلسطيني نور الدين أبو المعزة (مواليد 1993 – معروف بخليل أبو المعزة) في منطقة دلاعة في صيدا للاشتباه بتعامله مع العدو الإسرائيلي، بعد وضعه قيد المراقبة لتواصله مع حساب إلكتروني يستخدمه الموساد الإسرائيلي. تردّد يومها أن الموقوف الذي يقيم في صيدا منذ قدومه من الأراضي الفلسطينية عام 2020، «كادر» في الجناح العسكري لحركة حماس، إذ عُثر في حوزته على جواز سفر أحمر خاص بالحركة صالح لغاية 2025، وبطاقة انتساب منتهية الصلاحية إلى «كتائب الشهيد عز الدين القسّام»، قبل أن ينفي مسؤول الضفة الغربية في حركة «حماس» يومها، الشهيد صالح العاروري، أن يكون الموقوف كادراً في الحركة، أو أن تكون له علاقة بأي عمل عسكري أو أمني فيها، مشيراً إلى أنه كان مجنّداً في «القسّام»، قبل طرده للاشتباه في تورطه في قضايا مالية، ما ولّد نقمة لديه استغلّها جهاز الشاباك الإسرائيلي لتجنيده». علماً أن أبو المعزة من عائلة مناصرة للمقاومة، إذ إن والده رجل دين شغل منصب مدير قسم الوعظ والإرشاد في مديرية أوقاف غزة، ووالدته تُدرّس مادة التربية الإسلامية، فيما يعمل أحد أشقائه مديراً لمكتب الخدمات الطبية العسكرية في غزة.

في التحقيق معه لدى فرع المعلومات، قال أبو المعزة إنه كان يقيم في غزة، وعمل بين عامي 2016 و2019 في مجال الإعلام والتسويق وبيع الصور والفيديوهات لوسائل إعلام عالمية لا تملك فرق عمل لتغطية انطلاق مسيرات العودة على حدود القطاع. وأضاف أنّه انضمّ إلى حركة حماس بعدما زكّاه صديقه الأسير المحرر رمزي العكّ لدى قادة الحركة، وكان يلقي دروساً ومحاضرات دينية، مشيراً إلى أنه عمل بين عامَي 2016 و2017 في صفوف «قوّة حماة الثغور» التي كانت مهمتها منع أي محاولات تسلل أو تخريب عبر مداخل قطاع غزة أو إطلاق صواريخ خارج الإجماع الوطني حينها، كما عمل في مجال حفر الأنفاق.

بين بداية 2019 وحزيران من العام نفسه، كُلّف بتجنيد عناصر عبر «الفايسبوك» للعمل في الضفة الغربية. وكانت مهمته مراقبة حسابات أشخاص يزكّيهم أحد المكلّفين من حماس في الضفة وإجراء التحريات اللازمة عنهم. وبعد إخضاع المنوي تجنيده لفحص مبدئي، كان يُزوَّد بحساب يتواصل معه أبو المعزة من خلاله، بعد تدريبه على التواصل بشكل مشفّر عبر نظام تشغيل وتطبيقات خاصة للدردشة. وبعد شهرين من التواصل، يُعدّ أبو المعزة تقريراً يقيّم فيه المجنّد، ويرفعه إلى قيادة الحركة لتحديد نوع العمل المقاوم الذي يمكن أن يُكلّف الأخير القيام به في الأراضي المحتلة، لينتهي دوره هنا.

• لاحظ المحقّقون من عبارات الازدراء التي استخدمها أنه يكنّ كرهاً شديداً لحركة حماس ومسؤوليها

وأضاف أنه في حزيران 2019، قرّرت قيادة حماس إرساله إلى تركيا لمتابعة عمله في التجنيد، وقد غادر عبر معبر رفح بشكل قانوني. وفي تركيا، عمل في شركة «لوركا» للإعلام كغطاء لنشاطه في تجنيد عناصر لمصلحة حماس من بين الفلسطينيين المقيمين هناك. وفي تموز من العام نفسه، تبلّغ من قياديين في حماس أن الاستخبارات الإسرائيلية طلبت من نظيرتها التركية ترحيله، بعد توقيف الشاباك شخصاً في الضفة اشترى سلاحاً من عميل إسرائيلي، وتبيّن بالتحقيق معه أن أبو المعزة جنّده من تركيا. أخفقت محاولات الحركة لدى السلطات التركية لعدم تنفيذ القرار، فغادر في تشرين الأول إلى لبنان بعدما خُيّر بينه وبين إندونيسيا وبين العودة إلى غزة. وصل إلى لبنان منتصف تشرين الأول 2020، وأقام لشهرين في مركز تابع لحماس في الضاحية الجنوبية قبل أن ينتقل إلى صيدا، مستخدماً اسم «أنس».

منتصف عام 2021، كُلّف بالعمل في المجال التربوي، وإعطاء دورات دينية وفكرية لعناصر في مساجد تابعة لحركة حماس والجماعة الإسلامية في مختلف المحافظات اللبنانية، لقاء أجر شهري، وكان يلتقي شهرياً عدداً من مسؤولي الحركة، ويشارك في اجتماعات طارئة في ضوء أيّ مستجدات أمنية أو حزبية. وأضاف أنّه بحكم عمله شارك في اجتماعات في المربع الأمني في الضاحية الجنوبية وفي مركز تمثيل الحركة قرب طريق المطار أو في مسجد الإمام علي في الفوّار في صيدا. وعدّد بعض مسؤولي الحركة الذين كان يلتقيهم مع الصفات التي يعرفهم بها، من بينهم ممثل حماس أحمد عبد الهادي ونائبه عصام خشان ومسؤول العلاقات الدولية مسؤول ملف الشورى في الساحة اللبنانية أسامة حمدان.

عن بدايات تواصله مع الإسرائيليين، قال إنه أثناء وجوده في قطاع غزة، عام 2019، تلقّى طلب صداقة عبر «فايسبوك» من حساب يحمل اسم «شوقي»، عليه صورة للأخير مع زوجة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان. وأضاف أبو المعزة أن حسابه يظهر بوضوح انتماءه إلى حماس وأنّ له مسؤولية فيها، مشيراً إلى أن «شوقي» تحدّث معه كتابةً بالعربية عبر تطبيق «ماسنجر»، وعرّف عن نفسه بأنه فلسطيني من قطاع غزة، ويقيم في أنقرة لإكمال دراساته العليا. توطّدت العلاقات بينهما، وكان التواصل بمعدل مرة أو مرتين كل أسبوعين، قبل أن يبدآ التواصل عبر «واتساب». بعد نحو شهر، أبلغه «شوقي» بأن صديقاً فلسطينياً له يدعى «سليمان»، يقيم في ألمانيا، وهو ناشط في مجال حقوق الإنسان ويعمل في الإعلام، وأنّ باستطاعته مساعدته في إيجاد عمل في مجال الإعلام. وبعدما زوّد «شوقي» صديقه «سليمان» برقم أبو المعزة، تلقّى الأخير رسالة خطية من «سليمان» عبر «واتساب»، يُعرّف فيها عن نفسه، قبل أن يتصل به «سليمان» ويتحدث معه بلهجة فلسطينية ركيكة ويسأله عن الأوضاع السياسية في الشرق الأوسط وعن الوضع الاقتصادي في قطاع غزة، فردّ بأنّ الوضع صعب بسبب الحصار وتدنّي قيمة الرواتب. كما سأله عن الوضع الأمني والسياسي والاجتماعي فيه، فردّ بأنّ سكان القطاع يشعرون بغضب بسبب تفرّد حماس بالحكم. ولدى سؤال «سليمان» إياه عن احتمال حصول أي تصعيد، ردّ عليه بأنّ التصعيد «وارد، ومؤكد بأنه سيكون بقيادة حماس، وستُشارك فيه فصائل أخرى كالجهاد الإسلامي وألوية الناصر». وقد وعده «سليمان» بتأمين عمل له في الخارج وطلب منه إعداد سيرة ذاتية، ففعل وأرسلها إليه عبر «واتساب». عندها طلب منه إعداد تقرير صحافي عن الوضع الأمني في قطاع غزة ومدى سيطرة حماس على بقية الفصائل وإمكانية حصول تدهور في الوضع الأمني وتحديد الفصائل التي قد تشارك حماس في أيّ تصعيد أمني، ففعل وأرسل التقرير عبر «واتساب» إلى سليمان الذي أرسل اليه مئة دولار في المقابل. وأقرّ أبو المعزة بأنه شعر من خلال طلبات «سليمان» وأسئلته بأنّ الأخير يحاول الاستفادة من منصبه في حركة حماس للحصول على معلومات استخبارية عن قطاع غزة وعن الحركة، وأيقن أنّ «سليمان» تابع للاستخبارات الإسرائيلية. لكنه رغم ذلك، فقد واصل التواصل معه من دون أن يعلم قيادة الحركة بالأمر، ولا سيما أنّه كان على خلاف مع مسؤوليه. لاحقاً، تواصل «سليمان» معه، وسأله عن حراك «بدنا نعيش» ومدى فاعليته، فأعلمه أنّ الحراك مطلبي مدني، لكن له خلفية أمنية، وهو مدعوم من الاحتلال ومن السلطة الفلسطينية لإرباك الوضع الأمني في قطاع غزة وإسقاط حكم حماس. وأكّد له أنّ الحراك لن يتمكن من إسقاط حكم حماس لأنّها تحكم قبضتها على القطاع وتعمل على قمع الحراك وتمنع تغطيته إعلامياً. وزوّد «سليمان» بأسماء ناشطين بارزين في الحراك مثل محمد التلولي وشكري أبو عون وعامر بعلوشة.

• زوّد مشغّليه الإسرائيليين بمعلومات ساعدت على إلحاق أضرار بالبنى التحتية لحركة حماس وقياداتها

وأبلغ أبو المعزة المحقّقين أنه أراد الخروج من قطاع غزة بسبب الخلافات بينه وبين المسؤولين عنه في حماس، وليتمكن من التواصل مع «سليمان» بسهولة، ولعلمه أنّ افتضاح أمر تواصله مع الإسرائيليين ستكون له عواقب وخيمة في القطاع. وأضاف أنه سعى لاحقاً للزواج من فتاة تركية ليؤمّن إقامة دائمة في تركيا للتخفيف من عواقب مساءلته في حال افتضاح أمره. وبما أن حماس لا تسمح لعناصرها بمغادرة قطاع غزة من دون إذن، لجأ إلى أحد قياديّي الحركة الذي ساعده في نيل الإذن بعد دفع 1500 دولار لعناصر في المخابرات المصرية. أعلم «سليمان» بأنه سيسافر إلى تركيا عبر معبر رفح، فأبلغه الأخير بأنه سيلتقيه هو أو أحد من قبله في مصر، لتسليمه 1500 دولار. بعد وصوله إلى مصر، اختار أن يذهب إلى المطار والسفر مباشرة خشية انكشاف أمر لقائه بـ«سليمان»، وأبلغ الأخير بأن السلطات المصرية لم تسمح له بالبقاء.

في تركيا، بقي على تواصل مع «سليمان» الذي طلب منه معلومات عن الفلسطينيين المقيمين هناك والمناطق التي يتواجدون فيها وسبب اختيارهم لها ومستوياتهم العلمية ومجالات أعمالهم وتخصّصات الطلاب منهم وأسماء الجامعات التي يرتادونها والجمعيات التي تساعدهم في تغطية تكاليف دراستهم. وبالفعل زوّده أبو المعزة بعناوين مقرات «جمعية طلبة فلسطين» في تركيا وأسماء القيّمين عليها ومصادر تمويلها لقاء مبالغ مالية.

وبيّن التحليل الفني لهاتف أبو المعزة أنّه محا محادثات مع مستخدم رقم يبدأ بالرمز +49 محفّظ باسم «سليمان ألمانيا». وهو أبلغ المحقّقين بأنه بعد وصوله إلى تركيا، طلب من صديق له كان قادماً من غزة إلى تركيا، أن يحضر إليه هاتفه الذي تركه في غزة بعد محو كل محتوياته. وأبلغ والدته بأن الهاتف يتضمّن معلومات أمنية وعسكرية ناتجة من عمله مع حركة حماس وكتائب القسام، كما قال لها إنّه في حال تمكّن من السفر إلى أستراليا فسيقول للسلطات إنّه «مؤمن بالسلام مع إسرائيل».

غير أن أبو المعزة تراجع في التحقيق الاستنطاقي عن اعترافاته التي أدلى بها أمام محقّقي فرع المعلومات، وزعم أن «شوقي» شاب فلسطيني أرسل له طلب صداقة عبر فايسبوك، وبعدما توطّدت الصداقة بينهما أبلغه أبو المعزة بأنه يريد السفر خارج غزة، فعرض «شوقي» تعريفه على صديق فلسطيني يدعى «سليمان» يقيم في ألمانيا يمكن أن يساعده في تأمين عمل في مجال الإعلام. وقال إنّه وثق بـ«شوقي» بعدما تحدث إليه وسمع لهجته الفلسطينية، وإنّ «سليمان» تواصل معه وطلب منه إعداد تقرير عن الحالة الاقتصادية الاجتماعية في قطاع غزة كمقدّمة لتأمين عمل له. وبعدما سافر إلى تركيا، تواصل معه سليمان وأرسل إليه 150 دولاراً بدل أتعابه. عندها، انتبه إلى أنّ التحويل وارد من صربيا وباسم مختلف. وفي الفترة عينها، تواصل معه أحد أصدقائه وأعلمه أنّ «شوقي» يستخدم حساباً وهمياً على «فايسبوك». عندها أيقن بأنّ المذكورين تابعان للموساد الإسرائيلي لأنّ هذا هو أسلوب الموساد في العمل، وهو يعرف ذلك بحكم خبرته كأحد القادة الميدانيين في حركة حماس. لذلك، حظر كلاً من «شوقي» و«سليمان» على «فايسبوك» و«واتساب»، وأقفل الهاتف الذي كان يستخدمه. وأكّد أنه رُحّل من تركيا بطلب من الاستخبارات الإسرائيلية التي ادّعت لدى الحكومة التركية بأنّه يخطط للقيام بأعمال إرهابية في فلسطين، وأنه اختار لبنان وجهة له كونه «أقرب إلى فلسطين وفيه بيئة حاضنة للمقاومة وقسم كبير من الشعب الفلسطيني». ونفى أن يكون قد أقدم، خلال وجوده في لبنان، على مراقبة أي مراكز أمنية أو عسكرية أو أخرى تابعة للمقاومة، مشدّداً على أنه يعتبر نفسه «مجاهداً ومقاوماً أمضى 17 عاماً في العمل المقاوم»، وأنه «لا يُفرط في ثلاثة أمور: دينه ووطنه وعرضه». أما عن رغبته بمحو هاتفه الذي أخبر والدته أنّ فيه معلومات أمنية وتحطيمه بعد فراغه من استعادة الداتا، فذكر أنّه كان يقصد بالمعلومات الأمنية كل تاريخه الأمني والعسكري مع حركة حماس.

ورغم تراجعه عن إفادته، وهذا حال معظم الموقوفين، ادّعت القاضية نجاة أبو شقرا على أبو المعزة بجرم «التعامل مع العدو الإسرائيلي وهو على بيّنة من أمره»، وطلبت إنزال عقوبة الأشغال الشاقة المؤقتة بحقّه.

 

• إسرائيل: خطوط حُمر تمنع الحرب الشاملة

أدهم مناصرة ــ المدن ــ لم تحُل تغطية الإعلام العبري لتطورات القتال المتصاعد في جبهة لبنان بين إسرائيل و”حزب الله”، دون التوقف عند الرسائل النصية “الغامضة” التي وصلت الى هواتف سكان مستوطنة كريات شمونة، شمالي فلسطين المحتلة أخيراً، والتي دعتهم إلى التوجه جنوباً حتى نهاية الأسبوع، خشية “تصعيد أخطر”.

• رسائل نصية.. كحرب نفسية

ولفتت استديوهات الأخبار العبرية الى هذه الرسائل في خضم رشقات الصواريخ الثقيلة على كريات شمونة بين الفينة والأخرى، بدعوى أن مرسلها هو “حزب الله”، وقد اعتبر المحلل العسكري لتلفزيون “مكان” العبري إيال عاليما، أنها تندرج في سياق “حرب نفسية” ينتهجها الحزب ضد إسرائيل ومستوطني المنطقة الشمالية بموازاة المعركة الميدانية.

فيما سارعت قيادة الجبهة الداخلية فور وصول الرسائل المجهولة إلى تهدئة “السكان الإسرائيليين” المستهدفين، وطالبتهم بالاستماع لتعليماتها فقط، بوصفها “الجهة الوحيدة المخولة” بذلك، كما حذرتهم من التعاطي مع أي رسائل غامضة، أو مجهولة المصدر.

وبالنسبة الى مجريات القتال في جبهة لبنان، قال عاليما إن حزب الله أدخل متغيراً جديداً في الميدان، تمثل باستخدامه صواريخ مضادة للدروع في قصف كريات شمونة بكثافة بالأيام الأخيرة.

وأجمعت تحليلات الإعلام العبري على أن إسرائيل ملزمة باستنفاد كافة الجهود الدبلوماسية لحل مع “حزب الله”، لكنها ادعت أن سياسة الحزب تتجه إلى عمليات هجومية ستقرب إسرائيل من نقطة “الحسم العسكري”، رغم أن أي قراءة إسرائيلية لم تكن جازمة بشأن وجهة المؤسسة الأمنية والسياسية في تل أبيب بخصوص الجبهة الشمالية بالمحصلة.

• “لا قرار باغتيال نصر الله”

اللافت أن بعض الصحف العبرية راح إلى البحث عن إجابات لأسئلة في ثنايا المواجهة المتصاعدة التي لم تصل بعد إلى حرب شاملة. ولعل أبرز سؤال طرحته صحيفة “معاريف”: “لماذا لم تقضِ إسرائيل على أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، بعد؟”.

هو سؤال ارتأت أن تحصل “معاريف” على إجابة مزعومة له من المؤرخ الإسرائيلي أماتزيا بارام، والذي لطالما كتب عن حزب الله وطبيعة المواجهة معه على مدار سنوات. وقد أفردت “معاريف” في صفحاتها تقريراً مختزلاً مبنياً على إجابات بارام، بحسب وجهة نظره؛ إذ يقول إن اغتيال إسرائيل لعباس الموسوي في هجوم مضاد العام 1992، تسبب بمجيء حسن نصر الله زعيماً لحزب الله، وقد اعتبر أماتزيا بارام أن “نصر الله أكثر ذكاء وذا كاريزما وله علاقات وثيقة وقوية بإيران، وأكثر نجاحاً، وألحق أضراراً أكبر بكثير بإسرائيل”.. وهي مقارنة عقدها أستاذ تاريخ الشرق الأوسط بين زعيم اليوم، وزعيم الأمس؛ كي يبرر “عدم اغتيال إسرائيل لنصر الله حتى الآن”.

وهنا، نقلت “معاريف” عن بارام قوله إنه “من هذا يمكننا أن نتعلم أنه حتى لو قضينا على نصر الله، فمن الممكن أن يأتي بعده زعيم سيكون تأثيره أوسع، وسيضر أكثر بإسرائيل”.

• “لغة مشتركة”.. منذ 2006

بمعنى آخر، حاول البروفيسور أماتزيا بارام أن يقدم تفسيراً ليس فقط لسبب عدم اغتيال الاحتلال الإسرائيلي لنصر الله، بمنظوره، بل فسر أيضاً سياق المواجهة الحالية وشكلها، وأبرز العوامل التي تكبح تطورها إلى حرب شاملة حتى الآن.. إذ زعم بارام أن ثمة فهماً متبادلاً لقوانين الحرب بين نصر الله والجيش الإسرائيلي، وذلك بفعل لغة مشتركة تمكنت إسرائيل من إنشائها معه، وأنه “بفضل هذه اللغة المشتركة”، فإن نصر الله “يعرف ماذا سيحدث له إذا تصرف بطريقة معينة ضد إسرائيل، ونحن نعرف أيضاً ماذا سيكون رد فعله ضدنا إذا تصرفنا بطريقة معينة”. وتابع بارام: “يمكنك القول أننا نفهمه، وهو يفهمنا”.

وحسب بارام، فإنه بالرغم من المعارك المتصاعدة في الجبهة الشمالية منذ 8 تشرين الاول/أكتوبر الماضي، إلا أن الوضع لم يصل إلى حرب واسعة بفضل “اللغة المشتركة مع نصر الله”. وأشار إلى أن هذه اللغة بدأت تتشكل منذ العام 2006، حينما اندلعت حرب لبنان الثانية، حيث اختبرت إسرائيل حدود جيشها حينها، واختبرت أيضا حدود حزب الله.. وما هو “خطنا الأحمر، وما هو الخط الأحمر عند نصر الله”.

• “التصفية”.. حربٌ شاملة

وبينما يقر البروفيسور الإسرائيلي بارام بأن أمين عام حزب الله “لا يطيع دائماً”، أي أنه يُقلق إسرائيل، فإن الكاتب زعم أن نصر الله “يعرف تقريباً حدوده حتى لا يؤدي إلى حرب شاملة”.

ثم تعود “معاريف” لتقرب المجهر أكثر على مكان وجود نصر الله، وما إذا كانت تعلمه إسرائيل، إذ ادعى بارام في إجابته بخصوص ذلك، أنه إذا قامت إسرائيل باغتياله، فإن نائبه نعيم قاسم سيكون بديله، وأن هذه “مخاطرة”؛ لأن إسرائيل “لا تعرفه، ولم تبنِ معه لغة مشتركة”.

ووفق ادعاء “معاريف”، فإنه لا مشكلة لإسرائيل في الوصول إلى مكان نصر الله، بقولها إن “نتنياهو يحتاج فقط إلى إصدار أمر بذلك”، ودلّت على ذلك بالزعم أن الجيش الإسرائيلي اغتال نائب رئيس حركة حماس صالح العاروري في الضاحية الجنوبية على بُعد بنايات قليلة من المكان الذي تواجد فيه أمين عام حزب الله، في إشارة إلى أن جيش الاحتلال لا يريد اغتياله للسبب المتعلق بالخشية من أن يخلفه “زعيم أخطر”.

بيدّ أن بارام كشف سبباً آخر يردع إسرائيل عن الاغتيال، ألا وهو أن المؤسسة الأمنية تدرك أنها في حال “قضائها على نصر الله صباح الغد، فإن الحرب الكبرى ستبدأ”، وسيُطلق النار على تل أبيب وحيفا والقواعد الكبرى والمطارات. وإذا قرروا ذلك، فهو إعلان حرب شاملة ستشارك فيها إيران أيضاً، بحسب تقديرات الكاتب الإسرائيلي.

ولذلك، يعتقد بارام أن مثل هذا القرار لا يمكن القبول به إلا في إطار حرب شاملة، لكن في هذه المرحلة ما زالت المواجهة بين الحزب وإسرائيل قائمة، ولو بإيقاعات محتدمة حيناً.

مع ذلك، بدا البروفيسور بارام غير جازم تماماً لما تريده المؤسسة الأمنية الإسرائيلية في الوقت الحالي، غير أنه أكد أن إيران وحزب الله لا يريدان ذلك أيضاً. كما افترض أن الولايات المتحدة لا تؤيد قراراً بتصفية نصر الله، بل تحاول دائماً تقليص أبعاد المعارك، و”نحن بحاجة إلى أن تكون أميركا إلى جانبنا”.

نحو عمليات أمنية مستقبلية

الحال أن البروفيسور الإسرائيلي أماتزيا بارام هو أستاذ متخصص بتاريخ الشرق الأوسط، وبالإضافة إلى قراءته لأسباب عدم اغتيال إسرائيل حسن نصر الله، فإنه كتب مقالات عديدة عن حزب الله، منها مقال سابق في كانون الاول/ ديسمبر الماضي اعتبر فيه أنه من دون احتلال جنوب لبنان وبيروت، فإنه من المستحيل نزع سلاح حزب الله، مشيراً إلى أنه “من خلال استغلال نقاط ضعف الحزب، يمكن أن يضطر الأخير إلى سحب مقاتليه إلى ما وراء الليطاني والحفاظ على وقف كامل لإطلاق النار لمدة سنوات”، وفق قوله.

لكن قراءته الجديدة عن اللغة المشتركة بشأن الخطوط الحُمر تبدو بمثابة تراجع نسبي عن حماسته للحرب الرادعة التي حث عليها بمقاله السابق، بل أن بارام ظهر هذه المرة مُنظّراً لشكل الرد الإسرائيلي على حزب الله.

مع ذلك، يُستشف مما وراء سطور البروفيسور أماتزيا بارام، بأن اللغة المشتركة ربما تدفع إسرائيل إلى شكل جديد من المواجهة السرية لـ”ردع حزب الله، وتقويض خطره”، ولو انتهى القتال الحالي بموجب اتفاق محتمل، وهي مواجهة أمنية سرية ربما تجدها إسرائيل بديلاً للحرب الواسعة، بحيث تقوم على افتعال أحداث غامضة لتحقيق “الحسم” ضد حزب الله.

 

• لبنان وإسرائيل «شريكان» في مشروع

الأخبار ــ عُقِدَ الأربعاء الماضي، في فندق «موفنبيك»، مؤتمر لعرض نتائج برنامج SwitchMed المخصّص لدعم زيادة الإنتاج الصناعي وتخفيف أثره البيئي، والذي يشمل لبنان، وتنفّذه منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (UNIDO)، بتمويل من الاتحاد الأوروبي.وخلال عرض ممثلتي الاتحاد الأوروبي و«يونيدو» للنتائج المُحقّقة، تمّت الاستعانة بخريطة عُرضت على شاشة كبيرة، تُبرِز أسماء الدول الشريكة في المشروع، وهي إلى جانب لبنان، مصر وفلسطين والأردن و«إسرائيل»!

معنيون بالعمل مع المنظمات والهيئات الدولية استغربوا كيف أنّ «يونيدو» والاتحاد الأوروبي لم يجدا أنفسهما معنيين بمراعاة الوضع الراهن، في ظلّ عدوان إسرائيلي يتعرّض له لبنان منذ خمسة أشهر. ولفتوا إلى أن الحديث عن شراكة الاتحاد الأوروبي و«يونيدو» مع إسرائيل «غير ضروري وكان يمكن تجنّب ذكره»، إذ إنّ التشبيك بين الجهات المحلية اللبنانية وغير الحكومية مع المنظمات الدولية مثل UNDP وUNHCR وUNICEF يتم عبر المكاتب الإقليمية التي يكون مقرّها عادة في إحدى الدول العربية، «وفي العادة، يكون حرص شديد على ألا تصدر أي اتفاقيات أو مستندات رسمية عن الطرفين فيها أي نوع من الاعتراف بإسرائيل عبر الخرائط أو سواها». وهذا، في رأي المصادر، يستدعي جملة تساؤلات حول المؤتمر الأخير، منها: «هل تأتي المستندات والخرائط الرسمية التابعة للمشروع التي وقّعها لبنان ضمن إطار التعاون في البرنامج على ذكر إسرائيل؟ والأهم، هل هناك داتا مرتبطة بلبنان وبالأبحاث في شأن مياهه شاركتها المنظمة مع إسرائيل، سيّما أن المشروع نُفّذ بالتوازي في الدول الخمس؟».

 

• لهذه الأسباب ذهب “حزب الله” على عجل إلى الرابية

“النهار” ــ ابراهيم بيرم ــ عندما اطلق الرئيس العماد ميشال عون وبعده مباشرة رئيس “التيار الوطني الحر” رسالتيهما ذات المضمون الواحد السلبي نحو “حزب الله” قبل بضعة ايام من بوابة تكتسب الكثير من المشروعية هي بوابة رفض نظرية “تشابك الساحات ووحدتها” والتي ترقى في ذهن الحزب الى مقام الثوابت والمسلّمات كونها بالنسبة اليه الجسر النظري الذي عبر عليه لإشعال فتيل المواجهات عند الحدود الجنوبية مع إسرائيل، وجد الحزب نفسه امام مهمة شاقة وعسيرة. فإما ان يمضي قدماً في سياسة ادارة الظهر نحو التيار مع ما في ذلك الفعل من صمّ لأذنيه عن اعتراضات التيار المعلنة، فيمهد بذلك للقطيعة النهائية مع تجربة تحالفية نادرة امتدت نحو عقد ونصف عقد رغم خضوعها لاختبارات عدة قاسية، وإما المسارعة الى فعل يرأب الصدع ويحول دون تدهور العلاقات اكثر الى غير رجعة وفقدان الحليف الذي وصفه سيد الحزب ذات يوم بانه “الصخرة الصامدة” التي تتكسر عليها امواج الهجمات العاتية.

وبمعنى آخر، كان واضحا ان التيار قد ولج مرحلة اطلاق الانذار الاخير مضافا اليه ثلاثة عناصر جديدة حساسة هي:

– ان الصوت الذي اطلق هذا الانذار هو صوت مؤسس التيار الرئيس عون نفسه الذي له في وجدان الحزب موقع صدق وفرادة.

– ان المادة الاساسية التي استند اليها عون لاطلاق انذاره هي مادة حساسة تتصل بأسباب المواجهة التي يخوض الحزب غمارها على الحدود ويدفع من اجلها ثلة من صفوة مقاتليه.

– ان الانذار عينه يأتي في مرحلة تعلو فيها اصوات الاعتراض على خيار الحزب في جبهة الجنوب، وخصوصا في الساحة المسيحية.

وبناء عليه، كان الانذار “العوني” مدوّيا هذه المرة وترك جلبة وضوضاء يستحيل تجاهلهما.

كانت قيادة الحزب طوال نحو عامين على عِلم بحال الضيق والتململ التي تعتمل قيادة وقواعد حليفه التيار من جراء ديمومة العلاقة مع الحزب، وانه (التيار) بات يريد اي فرصة مناسبة ليخرِج نفسه من موجبات التفاهم المبرم مع هذا الاطار السياسي (الحزب) والذي أُخرج كما هو معلوم الى دائرة الضوء في حينه كحدث بالغ الجرأة في 6 شباط عام 2006. كذلك كان الحزب على دراية بالدواعي والاسباب التي توجب على التيار سلوكا متدرجا لطريق الافتراق مع الحزب سواء كان هذا الخروج إعدادا للدخول الى فضاءات سياسية اخرى يضع التيار في حساباته انها باتت ضرورة وحاجة ملحّة، او انه شاء فعلا انسحابا سلسا ومهذبا من تجربة سياسية صار على قناعة بانها باتت عديمة النفع، وان المضي بها امر عبثي ومضرّ يشي بقصر النظر عن قراءة التحولات الدراماتيكية.

في كواليس الحزب كان ثمة من يقدّر منذ زمن ان “العونية السياسية” لن يكون في مقدورها الاستمرار في الصمود عند هذا التفاهم والالتزام بموجبات الدفاع عن مندرجاته لاسباب عدة، منها ما هو قديم ومنها ما هو طارىء، وفي مقدمها:

– صعود الحريرية السياسية الى سدة السلطة بكل تجلياتها وصيرورتها جزءا عضويا منها، ما حوّلها من حركة متمردة متمرسة في الشارع الى شريك اساسي في لعبة السلطة ومكاسبها، وذلك في عملية محاكاة لتجربة الثورات التي انتهت الى القبض بناصية الحكم والسلطة ما يجعلها تخلع عن نفسها كل القناعات السابقة وتتحلل منها.

– في المقابل، فان الحزب وبعد دخوله الميدان السوري المفتوح منذ عام 2011 بمجموعات مقاتلة محترفة ساهم حضورها في قلب المعادلات على نحو صيّره قوة اقليمية عابرة للكيان ومتحللا الى درجة بعيدة من معادلاته وحساباته.

واذا كان التيار في حينه قد التزم جانب الصمت حينا والمجاهرة بالدعم حينا آخر وتغطية حرب جبال القلمون والسلسلة الشرقية، فان تطورا متفجرا مثل الذهاب الى اشعال فتيل المواجهات على طول الحدود مع الكيان تحت عنوان “تشابك الساحات” وحرب “الا سناد والدعم لغزة” هو بحد ذاته فعل كبير ينطوي على تداعيات واحتمالات لا يمكن للتيار التساكن معها او ادارة الظهر لها واعتبارها كأن شيئا لم يكن.

وعليه، ثمة معلومات تفيد بان “حزب الله” عندما اوفد رئيس كتلته النيابية وأحد الستة المقررين في مجلس شورى القرار في الحزب الى الرئيس عون شخصيا في الرابية، كان اسقط من كل حساباته فرضية انه ذاهب لاسترداد حليف كان اشهر اضرابا وعصيانا احتجاجيا عليه. والاغلب انه ذهب اليه لاعتبارات اخرى مضمرة تندرج كلها تحت شعار اخلاقي عنوانه العريض: ليعذر أحدنا الآخر إذا لم ننجح في استكمال الرحلة السياسية المثيرة التي بدأناها سويا عن حب ورضا ومصلحة للطرفين.

عندما يذهب “حزب الله” الى جهة سياسية كانت استنكرت للتوه وبلسان صريح شعار “وحدة الساحات” بل ودانته ادانة فصيحة عندما اعتبرته مؤذيا وبلا نتيجة، فضلا عن اعتباره انه خارج عن كل مندرجات التفاهم المعقود بينهما وعن حدوده، فانه لا شك يعرف ان امكان الاسترداد امر بالغ الصعوبة إنْ لم يكن مستحيلا.

لذا فان ثمة مقاصد اخرى شاء الحزب ان يسجلها ويحققها في اطار سعيه المكشوف والمزمن لتكريس مدرسة مختلفة في التحالف والافتراق، أو بمعنى آخر ترسيخ اسس تجربة سياسية غير مسبوقة بأخلاقيتها.

وبناء عليه، فالمُراد امران:

– فراق بإحسان على نحو يبقي خط اتصال، ورمي الحجة على الطرف الآخر قبل ان ينتقل الى إنفاذ ما هو عازم عليه.

– ان نصرالله والحزب عموما يسعيان بهذه المبادرة تجاه الرئيس عون الى تكريس شعار “إني باسط اليك يدي ولن اكون السبّاق الى سحبها ما دام الآخر ملاقيها ومصافحها”، وهي بمعنى آخر تطبيق عملاني لنظرية الوفاء بالعهد.

وهذا النهج سبق لسيد الحزب ان قدّم امثلة عليه، فهو يسارع الى شكر من وقف معه ذات يوم وسانده في الملمّات. ومعلوم ان نصرالله ارسل وفدا رفيعا الى الرئيس تمام سلام لشكره على ادائه المتوازن ابان ترؤسه حكومة تصريف الاعمال في اواخر عهد الرئيس ميشال سليمان، وبقي حافظا له هذا الجميل حتى عندما اقدم سلام على فعل اساء فيه الى الحزب في احدى المحطات.

وثمة ولاريب مقصد آخر اراده الحزب من خلال هذه المبادرة الاخيرة، وهي رسالة خاصة الى الساحة المسيحية. فمعلوم ان الحزب بذل جهودا استثنائية ليكون له رأس جسر في الساحة المسيحية التي بكّرت في ابداء الخشية من مشروعه واوصدت الابواب بإحكام امامه. لذا كانت حفاوته كبيرة عندما نجح بإبرام التفاهم مع “التيار البرتقالي”، خصوصا ان هذا التيار كان محاصرا يومها رغم انه كان كاسحا في ساحته وقد ابدى هو ايضا حفاوة مماثلة بابتداء العلاقة مع الحزب.

وفي الآونة الاخيرة ثمة من انبرى ليتهم الحزب بانه بعد تحوّله الى قوة اقليمية عابرة للحدود قد تناسى حلفاءه واهملهم لانه لم يعد بحاجة اليهم والى الحماية التي أمّنوها له ذات حقبة.

وهناك ولاريب من اعتبر ذهاب وفد الحزب الى مؤسس التيار في الرابية بوفد قيادي ليشرح له كما قال رئيس الوفد الاسباب التي دفعته لخوض معركة الاسناد لغزة، هو بمثابة رد غير مباشر على كل تلك التهم وفعل اثبات انه ليس من النوع الجاحد او المنكِر.

في كل الاحوال، ورغم ان احدا لا ينتظر ظهورا عاجلا لنتائج عملانية لهذه الزيارة على نحو يبدل في الصورة النمطية المتأرجحة والمائلة الى القلق والتوتر التي آلت اليها اخيرا علاقة الحليفين السابقين، إلا ان الحزب الذي هو في حال حرب حقيقية مع اسرائيل يريد ان يثبت للرئيس عون شخصيا انه لليس من النوع الذي ينسى الآخرين أو ينكر عليهم تضحياتهم.

Exit mobile version