الافتراء بحق البلاد

الافتراء بحق البلاد

 

معاريف / شلومو شمير

 

مفهوم، طبيعي وعادل أن تنتج التقارير عن الفرص شبه المؤكدة لكمالا هاريس ان تكون المرشحة الديمقراطية للرئاسة بدلا من جو بايدن موجة تحليلات وتقديرات في وسائل الاعلام في إسرائيل. السؤال المركزي الذي يشغل البال، وللدقة يقلق ويزعج هو ما الذي يرتقب لإسرائيل من هاريس كرئيسة الولايات المتحدة؟ سؤال موضوعي جدير بالبحث.

 

ومع ذلك، مدهشة حقيقة أن في المقالات التي تبحث فيها هذه المسألة، لم يطرأ على بال أي كاتب ان يذكر ان سياسة هاريس كرئيسة، وفي واقع الامر كل رئيس ينتخب في تشرين الثاني لا يكون يتعلق فقط بما يتقرر في البيت الأبيض بل بقدر لا يقل – وربما يكثر – بتركيبة، طبيعة وسلوك الحكومة في القدس.

 

ماذا يرتقب لإسرائيل من دونالد ترامب، وما يرتقب من هاريس او من ديمقراطي آخر. هذا منوط بقدر كبير باستمرار ولاية ايتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش كوزيرين مركزيين يمثلان الصورة اليمينية – المتطرفة في الحكومة؛ واذا كان وزير العدل يريف لفين ورئيس لجنة الدستور، القانون والقضاء سمحا روتمان سيواصلان العمل بلا كلل على الدفع قدما بانقلاب في جهاز القضاء؛ واذا كان وزير الشتات ومكافحة اللاسامية عميحاي شيكلي سيواصل معانقة واحترام نماذج دولية معروفين كعنصريين متطرفين مع ماض من الاعمال اللاسامية. مدهش ان المحللين والخبراء في إسرائيل ليسوا قلقين من حقيقة أن لسياسة الحكم، لهوية وسلوك الوزراء، لمبادرات نواب مركزيين، لتصريحات سياسيين كبار يوجد تأثير في واشنطن وفي عواصم دول مركزية على صورة إسرائيل في الساحة الدولية.

 

للمحللين وللكثيرين في إسرائيل ينقص الوعي والاعتراف بان العالم ليس ضد إسرائيل. العالم هو ضد حكومة إسرائيل، بتركيبتها، بطبيعتها وبسلوكها الحالي. ليست إسرائيل متهمة، ليست إسرائيل مشهر بها وليست إسرائيل منبوذة. من هم متهمون، مشهر بهم ومنبوذون هم الوزراء والوزيرات، نواب في مواقع أساسية، مسؤولون في قيادة الليكود، رؤساء وزعماء الأحزاب الحريدية المتطرفة. هم الذين دهوروا واهانوا مكانة إسرائيل في عواصم القوى العظمى الغربية وفي الساحة الدولية.

 

الحل: انتخابات

 

في إسرائيل لا يوجد ما يكفي من الوعي بالضرر – وللدقة بالدمار – الذي الحقته وتلحقه شخصيات مثل بن غفير، سموتريتش، لفين، روتمان ونظرائهم باسم، شرف وتقدير الدولة. ينبغي التشديد على أن هذه الكلمات لا تكتب كتقديرات وكتخمينات. ينبغي الاستماع للسفراء، لدبلوماسيين قدامى ولمسؤولين كبار في المقر الرئيس للأمم المتحدة في نيويورك، ممن تولى بعضهم مناصب في إسرائيل.

 

ينبغي سماع محللين قدامى في واشنطن مقربين من البيت الأبيض، زار معظمهم إسرائيل ويحافظون على علاقات مع سياسيين في البلاد. وبالطبع الانصات بعناية لما يقوله يهود كبار نشطاء ومشاركون في حياة الجالية ممن يزورون إسرائيل بشكل دائم ويفتخرون بالعلاقات التي يطورونها مع رؤساء أحزاب وسياسيين. في كل حديث ولقاء نلمس جهدا خاصا من جانب المتحدثين لان يشددوا موقف الاحترام والتقدير الذين يكنوه للدولة. المتحدثون لا يضنون في الثناء لكن عندما يصلون الى الحكومة الحالية في القدس، فان سيماء وجوههم تتحول لتصبح فجأة جدية، وصوتهم يتلقى نبرة توبيخية، ويتحول الحديث الى بطيء حيث يحاولون البحث عن كلمات تعرب عن رأيهم لكنها لا تهين إسرائيل. كل هذا يمكنه ان يتغير. مكانة إسرائيل في الساحة الدولية وفي عواصم القوى العظمى يمكنها أن تترمم وبسرعة اكبر مما يعتقد البعض. إسرائيل بحاجة الى انتخابات جديدة، بشكل عاجل ويائس. الحكومة الحالية، الوزراء والوزيرات الذين دمروا ويدمرون مكانة إسرائيل في العالم ليسوا فقط هدفا للاقصاء. هم ملزمون بان يختفوا تماما من المشهد الجماهيري وان يتبخروا من السياسة. ان يعودوا الى المجهولية التي عاش الكثيرون منهم في ظلها سنوات طويلة.

 

إسرائيل هي قوة عظمى إقليمية. دولة مقدرة كذات إنجازات هائلة في مجالات عديدة، كقصة نجاح لا مثيل لها، كمعقل للديمقراطية والاستقرار. تغيير الحكم، وزراء ووزيرات جدد وكنيست برلمانية حقيقية – ستعيدها بسهولة لما هي عليه حقا.

Exit mobile version