اليوم حملة عربية عالمية لنصرة فلسطين… والعاروري يرد على حملة بلينكن نتنياهو يقدم حكومة الوحدة للكنيست… ولبيد: لم أشارك لان نتنياهو سبب الكارثة سفن بريطانية وحاملة طائرات أميركية ثانية لطمأنة الكيان والتجرؤ لاقتحام غزة

‭}‬ كتب المحرّر السياسيّ-البناء

تخرج حشود شعبية في عشرات العواصم والمدن بعد ظهر اليوم تلبية لنداء حركة حماس لانطلاق حملة تضامنية مع الشعب الفلسطيني بعد صلاة الجمعة، يشهدها لبنان والعراق وإيران وسورية والأردن واليمن والجزائر وتونس والمغرب إضافة لعواصم أوروبية عديدة بالإضافة الى عدة مدن أميركية. وتأتي هذه الحملة رداً على حملة الشيطنة الي تتعرّض لها عملية طوفان الأقصى، بعدما انكشف وجود خطة يقودها وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن، تحمل اسمه تحت عنوان المحرقة الثانية، تمّت بتمويل شركات وشخصيات داعمة لكيان الاحتلال، واعتمدت الذكاء الصناعي لتزوير صور وفيديوهات وإظهار عمليات قطع رؤوس أطفال وإحراق أطفال واغتصاب نساء وادعاء أنها جزء مما جرى في عملية طوفان الأقصى. وفيما تولى نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري تفنيد الحملة وتحدّي مَن يقف وراءها تقديم أي إثبات يتضمن أسماء حقيقية وشهادات موثقة لتأكيد أي جزء من هذه الرواية الملفقة، ووصلت الى الصحف العالمية التي رددت الاتهامات مراسلات تكذيب مرفقة بالتهديد بالملاحقة القضائية، ما استدعى انسحاب العديد منها من السردية المزورة. بينما قال الناطق بلسان وزارة الخارجية الأميركية أن لا تأكيدات تثبت صحة ما قاله الرئيس جو بايدن من اتهامات بحق حماس، بينما قال وزير الخارجية انتوني بلينكن إن ليس لديه سبب لعدم تصديق ما قاله بنيامين نتنياهو.
نتنياهو الذي يقف متريثاً في قرار الحرب الفعلية، مكتفياً بعمليات الإبادة الجماعية بحق المدنيين في غزة عبر عملية تدمير منهجية مستمرة، فيما الحصار مطبق على غزة بكل ما له صلة بالحياة من ماء وكهرباء ودواء وطعام، مستقوياً بالدعم الأميركي المفتوح ومن ورائه إسناد غربي لامحدود، حيث أعلن الأميركيون ارسال حاملة طائرات ثانية الى المنطقة، بينما أعلنت بريطانيا عن إرسال سفن حربية وتنظيم طلعات جوية إسناداً لكيان الاحتلال، لكن نتنياهو خائف من بدء عملية برية رغم كل هذا التشجيع لأنه يعلم ان هذه الحشود لها دور معنوي، ولا قيمة عسكرية لوجودها، حتى في ردع قوى محور المقاومة وفي طليعتها حزب الله، إذا بدأ الهجوم البري، لذلك يستهلك نتنياهو الوقت ببطء مكتفياً بأعمال القتل والتدمير، مقدماً حكومته المعدلة أمام الكنيست، بمشاركة يتيمة من بني غانتس بعدما فشلت محاولات جذب جسم المعارضة الذي يقوده عملياً يائير لبيد والذي قال إنه لم ينضم لحكومة الوحدة لأنه يعتبر ان نتنياهو سبب الكارثة، ولا يُخرج الكيان من الكارثة مَن تسبّب بها.
وبعد أيام من التوتر وحبس الأنفاس على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، سيطر الهدوء الحذر يوم أمس، على طول الجبهة الجنوبية مع الاحتلال الإسرائيلي، في ظل استمرار حالة الذعر والرعب في كامل منطقة شمال فلسطين المحتلة، وحيث يسود الشلل التام وتمّ إخلاء المستوطنات على عمق 5 كيلومترات فيما لازم سكان بقية المستوطنات الملاجئ وتعطلت الحياة الاقتصادية. ويتخذ جيش الاحتلال إجراءات مشددة تخوفاً من عمليات المقاومة الإسلامية في لبنان.
وأشارت مصادر ميدانية في المقاومة لـ»البناء» الى أن «المقاومة استطاعت ببعض العمليات والإجراءات الأمنية والعسكرية والرسائل الإعلامية من أن توقف كيان الاحتلال على «إجر ونص» منذ 5 أيام كما سبق وقال الأمين العام لحزب الله السيد نصرالله، وذلك من خلال حبس مئات آلاف المستوطنين في الملاجئ وإجلاء الآلاف من السكان وتعطيل كل دورة الحياة وبث الرعب في نفوس الجيش والمستوطنين، ما يجعل الكيان يعيش أسوأ مرحلة في تاريخه». ولاحظت المصادر أن «جيش الاحتلال يحاول تفادي الاشتباك مع المقاومة على الحدود، وبالتالي لا يريد فتح جبهة جديدة في الجنوب لكي يريد التفرّغ للمعركة مع قطاع غزة»، وشدّدت المصادر على أن «المقاومة لن تخضع للضغوط الدولية والأميركية تحديداً التي تحمل رسائل التهديد، وبالتالي لن توقف عملياتها على الحدود متى ترى ذلك مناسباً»، مشيرة الى أن «المقاومة لن تقف مكتوفة اليدين بحال تمادى العدو بعدوانه على لبنان أو على غزة»، مؤكدة أن المقاومة أعدّت مفاجآت مدوية ستقلب الموازين وتغير مجرى الحرب مع العدو الإسرائيلي وستسجّل إنجازات وانتصارات ستلاقي الانتصارات التي تسطرها المقاومة في فلسطين». وتشير المصادر الى أن «الجبهة الداخلية الإسرائيلية لا تستطيع الاستمرار بأجواء الحرب والذعر والحياة تحت الأرض لوقت طويل».
وعكس الإطلاق المتكرر لصفارات الإنذار في منطقة الشمال وإطلاق صواريخ الباتريوت بالخطأ، حالة الإرباك التي تعيشها قيادة الاحتلال العسكرية والاستخبارية، وألقت القوات الإسرائيلية ‏قنابل مضيئة في أجواء الحدود فوق مستعمرة ‎شتولا مقابل ‎رامية وعيتا الشعب وعديسة مقابل مستعمرة مسكفعام». كما نفت مصادر إعلامية إطلاق صواريخ على مستعمرة المطلة، موضحة أنّ «الانفجارات التي سمع دويها ناتجة عن انفجار 3 صواريخ باتريوت فوق الأراضي اللبنانية من سهل الخيام – مرجعيون مقابل المستعمرة سبقها انطلاق صفارات الإنذار».
وأكّدت إذاعة جيش الاحتلال، مقتل جندي من الجيش الإسرائيلي، جراء استهداف بصاروخ موجّه من قبل حزب الله على الحدود مع لبنان يوم أمس (أمس الأول) في الضهيرة.
وأشارت أوساط سياسية لـ»البناء» الى أن الحكومة اللبنانية تتلقى يومياً اتصالات ديبلوماسية أميركية وأوروبية وعربية تدعو الحكومة إلى الضغط على حزب الله لكي لا ينخرط في المواجهة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، إلا أن خبراء عسكريين أكدوا لـ»البناء» أن «كافة الجبهات ستفتح دفعة واحدة أو بشكل متتالٍ بحال تجاوزت «اسرائيل» الخطوط الحمر، وهذه الخطوط تقرّرها غرفة عمليات محور المقاومة»، موضحين أن «المقاومة في فلسطين لا تزال يدها العليا وتملك زمام الأمور وتحتفظ بأوراق قوة على رأسها الأسرى الإسرائيليون العسكريون والمدنيون اضافة الى الاستمرار في اطلاق الصواريخ والقتال في غلاف غزة، وبالتالي ليست بحاجة حالياً الى باقي الجبهات». ولفت الخبراء الى أن «جيش الاحتلال يحتاج الى فترة أسبوع الى ثلاثة أسابيع كي يجري الاستعدادات والجهوزية القتالية والتسليحية والميدانية للدخول بعملية برية الى قطاع غزة»، موضحين أن الأميركيين يدركون أن جيش الاحتلال غير مؤهل لحرب طويلة كهذه، ولذلك جاءت حاملة الطائرات والدعم بالسلاح والذخيرة لكي ترفع من قدرات جيش الاحتلال المعنوية والعسكرية».
في المواقف، أعلن البيت الأبيض، أن «الولايات المتحدة تراجع دوماً العقوبات على إيران وتراقب حزب الله عن كثب ولا تريد توسّع رقعة الصراع في غزة»، وكشف أن «لا دليل محدداً على تورّط إيران في الهجوم على «إسرائيل»، لكنها متواطئة بشكل عام».
وهاجم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت. وفي مؤتمر لمؤيدين له في فلوريدا، ذكر انّ «نتانياهو مخيب للآمال وغالانت غبي».
وأشار إلى أنّ «نتنياهو لم يكن مستعدًا وإسرائيل لم تكن مستعدة»، في إشارة إلى الفشل الاستخباراتي الذي أدى إلى الهجوم الذي نفذته حركة «حماس» على مستوطنات غلاف غزة.
في المقابل ندّد الرئيس الأميركي جو بايدن بوصف ترامب لحزب الله بـ»الذكي جداً»، وذكر بايدن في تصريح على مواقع التواصل الاجتماعي، أنّ «دعم بلدنا لـ»إسرائيل» حاسم ولا يتزعزع»، وليس هذا بالوقت المناسب للثناء على الذين يسعون لـ»تدميرها».
بدوره، أشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن «الأولوية لتجنب تمدّد الصراع في غزة وبخاصة إلى لبنان».
من جهة مقابلة، أكّد وزير خارجية إيران حسين أمير عبداللهيان، خلال مؤتمر صحافي فور وصوله إلى مطار بيروت الدولي إلى «أننا في بيروت نعلن بصوت عالٍ أن الشعوب والدول الإسلامية لا تطيق استمرار جرائم الحرب التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني»، مشددًا على أنّ «نزوح فلسطينيين خلال 3 أيام وقطع المياه والكهرباء والأدوية عن أهل غزة تعتبر جريمة حرب يرتكبها الكيان الصهيوني».
وأعلن عبداللهيان أنّ «استمرار جرائم الحرب ضد الفلسطينيين وغزة سيلقى ردًا من باقي المحور، والكيان الصهيوني سيكون مسؤولًا عن عواقب ذلك»، مؤكدًا «أننا واستمرارًا من مشاوراتنا ستكون لنا لقاءات مع المسؤولين في لبنان بشأن غزة وإجراء المشاورات بشأن القضايا العالمية والإقليمية».
وتلقى رئيس مجلس النواب نبيه بري اتصالاً هاتفياً من رئيس مجلس الشورى في الجمهورية الإسلامية الإيرانية محمد باقر قاليباف، ناقشا خلاله الوضع في لبنان والمنطقة والعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة. كما تم التداول والتنسيق حول عقد جلسة طارئة لرؤساء مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي مخصصة لمناقشة تداعيات العدوان الإسرائيلي على غزة.
الى ذلك، أوضح رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، أنّ «أسباب المعركة في غزة معروفة وهي غياب الحل العادل للقضية الفلسطينية».
ولفت خلال جلسة لمجلس الوزراء عقدت في السراي الحكومي إلى أنّ «التعدي المتكرر على المقدسات الإسلامية والمسيحية أجج المشاعر، ونحن جميعًا معنيون بما يجري هناك ولا يمكن أن نكون إلا إلى جانب الحق والعدالة»، معلنًا أنّ «مجلس الوزراء يدين بشدّة الأفعال الجرمية الذي يقترفها العدو الصهيوني في غزة ونؤكد التضامن مع الشعب الفلسطيني في نضاله». وأشار ميقاتي إلى أنّ «لبنان يشدد في هذه المرحلة على دور الجيش في حماية الأمن والاستقرار، مع تأكيد أن قضية فلسطين هي قضية عادلة». ورأى أنّ «لبنان في عين العاصفة فما يجري على حدودنا الجنوبية يثير لدينا القلق العميق والاستنكار لأن مجمل الحوادث التي تجري على طول الخط الأزرق نتيجة للاستفزازات الإسرائيلية والخرق الإسرائيلي الدائم للقرار 1701»، مشيرًا إلى «أننا على تنسيق دائم مع كافة القوى السياسية الفاعلة في لبنان ونحثها على ضبط النفس».
وأعلن ميقاتي أنّ «وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب سيزور سورية في 23 الحالي مع الوفد المرافق، ونأمل أن يتفهم كل الأفرقاء الوضع الدقيق الذي يمر به لبنان والمقاطعة لا تجدي نفعًا»، كاشفًا «أنني طلبت من بوحبيب تقديم شكوى عاجلة الى مجلس الأمن الدولي ضد «إسرائيل» على خلفية اعتداءاتها المتكررة ضد لبنان».

Exit mobile version