اما التوغل البري الاسرائيلي في القطاع الذي تتحدث عنه حكومة الطوارئ «الاسرائيلية» فسيكون له تداعيات كبيرة وخطرة، ليس فقط على حماس، بل ايضا على جيش العدو. ذلك ان حرب المدن والشوارع مختلفة عن الحرب الجوية التي تقوم بها «اسرائيل» اليوم على غزة، وفقا لخبير عسكري رفيع المستوى. والحال ان هناك احتمالا كبيرا ان يغرق الجيش «الاسرائيلي» في مستنقع غزة ويستنزف في حال اتخذت حكومة العدو قرارا بالدخول الى عمق القطاع حيث المقاومة الفلسطينية متمركزة بقوة هناك، وستكون بالمرصاد له. بيد ان حماس ستقاتل جيش الاحتلال من موقع قوة بما انها على ارضها في حين سيدفع جيش العدو ثمنا باهظا على كل الاصعدة. ووفقا للخبير العسكري ذاته، ان تصفية حماس ليست سهلة كما يتصورها الجيش «الاسرائيلي»، لان المقاومين الفلسطينيين سيقاتلون حتى الرمق الاخير، دون ان ننسى ان لدى حماس رهائن اسرائيليين تريد «اسرائيل» استعادتهم، وقد ادخلت دولة قطر وسيطا في مفاوضات الرهائن. وهنا سؤال يطرح نفسه: كيف ستطيح «اسرائيل» حماس وفي الوقت ذاته تريد تحرير رهائنها؟وكيف تسعى الى اقتلاعها من غزة، وهي في المرتين السابقتين لم تستطع البقاء في القطاع لمدة طويلة؟
وهل ما بدأ في غزة سينتهي في غزة؟
ماذا سيكون موقف ايران اذا خرجت حماس من غزة؟ وهل المملكة العربية السعودية ستستكمل التطبيع مع «اسرائيل» ام لا بعد حرب غزة؟ حتى اللحظة لا جواب حاسم لهذه الاسئلة حيث ان الميدان سيحدد الوجهة التي تذهب اليها المنطقة.
وفي هذا السياق، يقول الخبير العسكري الرفيع المستوى انه في حال اختارت «اسرائيل» خيار تصفية حماس نهائيا، وهذا قد يحصل فقط عبر احتلال غزة بالكامل (وهو خيار من الصعب جدا ترجمته على الارض) ومن بعدها رفضت قيام دولة فلسطينية، فهي في هذه الحال تحيي من جديد الغضب والعنف لدى الفلسطينيين وتغذي التطرف تجاه كيانها.
وفي سياق متصل، اعتبرت مصادر مطلعة ان المعادلة باتت واضحة في حال قرر العدو الاسرائيلي الدخول الى غزة، فهذا قد يؤدي الى انفجار المنطقة باكملها من لبنان الى الاردن الى كامل فلسطين الى اليمن والعراق الى الداخل المصري. وتابعت ان هناك قرارا لدى محور المقاومة بمنع ترك غزة وحيدة امام العدوان، وعدم السماح للاسرائيلي بالقيام بعملية تهجير للفلسطينيين .
فشل تعيين رئيس اركان للجيش اللبناني
على صعيد لبنان، كل المؤشرات تدل الى ان الامور مجمدة، سواء في انتخاب رئيس للجمهورية ام التمديد لقائد الجيش. وفي معلومات خاصة للديار ، فشلت كل المساعي وبخاصة التي بذلها رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في محاولة تعيين رئيس اركان للجيش اللبناني الذي هو ينتمي الى الطائفة الدرزية. ورغم سعي الوزير السابق وليد جنبلاط وكل نواب اللقاء الديموقراطي الى ملء هذا المركز الهام، فان فريق الممانعة ابلغ الرئيس ميقاتي ان ما حصل مع اللواء عباس ابراهيم بعدم تعيين بديل من الطائفة الشيعية عنه وتسلم الضابط الاعلى مكانه وهو اللواء الياس البيسري مديرا جديدا للامن العام، فان هذا الامر انطبق على المصرف المركزي حيث تسلم نائب الحاكم الدكتور وسيم منصوري مركز الحاكمية، وكذلك ما حصل في قيادة الدرك، وايضا في مركز رئيس الشؤون الادارية في الامن الداخلي. لذلك تم طوي صفحة التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون، وايضا تعيين رئيس اركان للجيش اللبناني. وهنا لبنان سيكون امام فراغ كبير لاحقا اذا لم يتم انتخاب رئيس للجمهورية قبل رأس السنة المقبلة 2024.
والى ذلك، يركز رئيس حكومة تصريف الاعمال ووزراؤه على كيفية محاولة حل المشاكل الاجتماعية اذا تطورت الامور، خصوصا اذا حصلت عمليات نزوح لاهالي الجنوب. من جهته، دعا النائب السابق وليد جنبلاط الى وقف كل السجالات والتركيز على الامور الحياتية، كما اعطى اوامره للحزبيين في الجبل بفتح كل المؤسسات اذا حصل نزوح للبنانيين في الجنوب.
زيارة وزير خارجية ايران الى لبنان : ما ابعادها ؟
في غضون ذلك، قالت اوساط سياسية للديار ان زيارة وزير الخارجية الايراني عبد اللهيان الى لبنان هدفها تجديد تضامن ايران مع حماس وكل فصائل المقاومة ضد العدو الاسرائيلي واهالي غزة الذين يتعرضون للاجرام الاسرائيلي المتوحش، واستنكارها للعقاب الجماعي الذي يفرضه الكيان الصهيوني على الغزاويين بحرمانهم من المياه والكهرباء والغذاء. وقد اعتبر الوزير عبد اللهيان ان ما يقوم به الكيان الصهيوني جرائم حرب بامتياز.
وبمعنى اخر، زيارة وزير الخارجية الايرانية لبيروت تصب في خانة تأكيد الجمهورية الاسلامية الايرانية انها معنية بما يحصل في غزة، ويخطئ من يعتبر غير ذلك على رغم ان مسؤولا في المخابرات الاميركية ابلغ الكونغرس الاميركي ان ايران ليس لها علاقة بعملية حماس ضد غلاف غزة. وهنا، تحاول واشنطن تحييد ايران عن الصراع بين «اسرائيل» والمقاومة الفلسطينية» وهو امر مستبعد كليا ان تقبله طهران.
التوتر في جنوب لبنان- حزب الله: حققنا اصابات دقيقة في مواقع العدو
رغم الدعم الاميركي للعدو الاسرائيلي، فان هذا الدعم لم يخفف من هستيريا جيش الاحتلال الذي قصف الضهيرة وعلما الشعب بشكل عنيف وتحليق مكثف لطائرات الاباتشي. اما حزب الله، فقد اصدر بيانا اعلن فيه: «رداً على الاعتداءات «الإسرائيلية» عصر الجمعة (امس) على محيط عدد من البلدات اللبنانية الجنوبية، قام مجاهدو المقاومة الإسلامية بمهاجمة المواقع «الإسرائيلية « الاتية: موقع العباد، موقع مسكفعام، موقع راميا، موقع جل العلام، بالأسلحة المباشرة والمناسبة وحققوا فيها إصابات دقيقة.»
وقال نائب امين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم : « لا تهمنا بوارجكم ولا تخيفنا تصريحاتكم وسنكون لكم بالمرصاد لتبقى المقاومة». واضاف: «نحن كحزب الله نساهم في المواجهة ضمن خطتنا ورؤيتنا ونتابع تحركات العدو ومتى يحين وقت اي عمل سنقوم به».
القوات اللبنانية: اقحام لبنان بظروفه الحالية في حرب لا يستطيع تحمل نتائجها
من جهتها، قالت مصادر القوات اللبنانية للديار ان لبنان لا يجوز اقحامه في اتون الحروب الدائرة، لان لبنان لا يحتمل الدخول في اي حرب في ظل انهيار مالي غير مسبوق وازمة نازحين سوريين غير مسبوقة. اما موقف لبنان من القضية الفلسطينية فمعروف، ومبدأ اقامة الدولتين امر محسوم، وهذا هو الحل لهذا الصراع المزمن.