هل تتوسع الحرب في لبنان؟ ماذا سيفعل حزب الله؟ هذا هو لسان حال غالبية اللبنانيين هذه الايام، فلا صوت يعلو فوق اصوات المعارك، الجميع نسي الملف الرئاسي اللبناني، وضاعت كل الاسماء، التي قيل سابقا انها الاكثر ترجيحا في البورصة الرئاسية، لمصلحة “القضية الفلسطينية” مع خطوط حمراء حول مخطط تهجير الفلسطينيين.
ففيما كل الاحتمالات واردة على الجبهات كافة، ومن ضمنها حتما لبنان، تكثر التساؤلات حول صمت امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، هذا الصمت الذي يثير ريبة العدو الاسرائيلي، اذ يكشف مصدر متابع لمجريات الاحداث على جبهة الجنوب، ان صمت السيد هو ابلغ من اي كلام ورسالة مدوية بحد ذاتها، ويشير الى ان الحنكة التي يتعامل فيها حزب الله مع المستجدات والحرب على غزة تسجل له، حتى ان اخصام حزب الله في السياسة الداخلية اللبنانية يسجلون للحزب عقلانيته وترويه بكل خطوة ورد يقوم به، معتبرا ان الحزب الذي تخشاه “اسرائيل” اليوم هو القائد الفعلي للمعركة في غزة لا حماس!
هذا الصمت يثير بلا ادنى شك “الرعب الاسرائيلي”، لا سيما أن “هآرتس الإسرائيلية” كانت اعلنت قبل ايام، ان لحظة ظهور الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله على الشاشة “ستكون كيوم القيامة في إسرائيل”، إذ إنّه لم يظهر منذ السابع من تشرين يوم اعلان “الطوفان الاقصى”.
وفي هذا الاطار، تتقاطع كل المعلومات حول حقيقة ان حزب الله الذي لا يريد الحرب، مستعد لها واكثر من جاهز فيما لو استجرّه العدو الاسرايئلي، وتقول اوساط بارزة بن اي حماقة سيقدم عليها العدو ستكلفه الكثير، فحزب الله اليوم يختلف عن حزب الله 2006، فعلى الرغم من الانتصار المدوي للحزب عام 2006، وما تمكن من تطويره من ترسانة واسلحة بات متقدما ومتطورا جدا. وتضيف الاوساط : لا يهدد احد بحاملة الطائرات الاميركية “جيرالد فورد”، فكما وصلت المسيّرات الى “كاريش” فيمكنها ايضا ان تصل الى “جيرالد فورد” ايضا!
وبانتظار ما قد يقدم عليه العدو الاسرائيلي ليتبين حجم الرد من قبل حزب الله، واضح ان المعركة اليوم والهلع “الاسرائيلي” ليس من حماس بالفعل، انما من حزب الله والجبهة الشمالية، من هنا يُفهم الهجمة الديبلوماسية على لبنان، وفي مقدمها الفرنسية والاميركية، في محاولة منها لحث المسؤولين اللبنانيين على التدخل لدى حزب الله لمنع انزلاق لبنان الى الحرب المفتوحة.
وفي اطار “الحرب السياسية الاقتصادية” التي تدخل في اطار الحرب العسكرية، اتت المعلومات التي تحدثت اخيرا عن ان شركة “توتال” ابلغت المعنيين في لبنان بانها لم تعثر على غاز بالبلوك رقم 9، وانها تزمع المغادرة. هذه المعلومات طرحت اكثر من علامة استفهام حول توقيت الاعلان عنها، لا سيما ان معلومات “الديار” من مصادر ديبلوماسية غربية مطلعة على عملية الحفر، كشفت قبل يومين من اشاعة هذه المعلومات، بان نتائج الحفر في البلوك رقم 9 ستعلن قبل نهاية شهر تشرين الاول، واضافت هذه المصادر الديبلوماسية ما حرفيته: النتائج المتوقعة ايجابية!
هذا الكلام الصادر عن مراجع ديبلوماسية لا يمكن المرور عنه مرور الكرام، اذ تكشف مصادر متابعة ان “توتال” نفسها التي ابلغت رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي اخيرا بأنّ المعطيات المتوافرة غير إيجابيّة في ما يتعلّق باستخراج الغاز من البلوك رقم 9، وأنه لا يوجد أيّ أمر ملموس يؤكّد وجود غاز فيه، ولكنّ القرار النّهائي ستتّخذه الشّركات المختصّة خلال أيّام، كانت ابلغت ميقاتي باجواء ايجابية في البلوك 9.
علما ان شركة “توتال إنرجيز” الفرنسية توقفت عن عملية الحفر في البلوك رقم 9 على عمق 3900 متر، فيما العقد الموقع معها ينص على الحفر حتى عمق 4350 متراً. من هنا تنطلق المصادر لتؤكد على وجوب استمرار الحفر إلى عمق 4350 متراً المتفق عليه وفق العقد، لان النتائج قد تنقلب بين متر وآخر، لا سيما اذا تبين ان قرار وقف الحفر هو قرار سياسي بمهمة اميركية وتناغم فرنسي، باعتبار ان شركة “هاليبرتون” الأميركية هي المتعهدة لدى شركة “توتال” بالحفر في مكمن قانا المحتمل.
وبانتظار بيان رسمي من “توتال”، برزت امس عدم مشاركة ممثلي الشركة في جلسة لجنة الاشغال والطاقة، لبحث النتيجة التي آلت اليها عملية الحفر، ما طرح اكثر من علامة استفهام وسط معلومات تضاربت بين تلقيهم تعليمات من السفارة الفرنسية بعدم المشاركة لاسباب امنية، وبين عدم رغبة ممثلي “توتال” بالدخول في سجالات مع المسؤولين اللبنانيين في ما آلت اليه نتيجة الحفر. كل هذه المستجدات اتت على وقع بيان صادر عن وزارة الطاقة بقي مبهما بانتظار البيانات الرسمية.
فهل فعلا لا غاز في البلوك 9، او ان كل ما يحكى يأتي في اطار الضغط الذي قد يصل حدّ المؤامرة على لبنان؟ علّ مسار الحرب في غزة وانعكاسها على لبنان، قد يظهر الخيط النفطي الابيض من الاسود!