“حماس لاند”… “صواريخها ليست أكثر من رسائل لإسرائيل”!


المصدر: ليبانون ديبايت

عملية إطلاق الصواريخ “الفلسطينية” من الجنوب باتجاه إسرائيل والإعلان الرسمي من قبل حركة “حماس”، تؤسِّس لمرحلة جديدة من العمل العسكري، وتعيد إلى الأذهان مشهداً قديماً حمل عنوان “فتح لاند”، فهل يتكرّر المشهد وفق عنوان مختلف وهو “حماس لاند”، ويستدرج بالتالي مواجهةً فلسطينية ـ إسرائيلية، ويفتح الباب على سيناريوهات الحرب التي يحذِّر منها أكثر من طرف داخلي وخارجي كما الموفدين والزوار الذين يوجّهون رسائل التحذير والتهديد لبيروت من التورّط في الحرب على غزة.

في معرض الإجابة عن هذه التساؤلات، يقول الوزير السابق رشيد درباس، إن “فتح لاند” أتت في مرحلة مختلفة، فبعد هزيمة 1967، وُلدت مقاومة فلسطينية، بعدها حصل أيلول الأسود، وبالتالي انتقل الفلسطينيون بتواطؤ من كل الدول العربية إلى لبنان لحصرهم فيه، كتوطئة ليأتي دورهم ليُضرَبوا ضربة واحدة كما حصل في العام 1982″. أمّا اليوم، يؤكد الوزير السابق درباس ل”ليبانون ديبايت”، أن الظروف اختلفت، فالفلسطينيون في ذلك الوقت، استغلوا أمرين، الأول، وجود تعاطف شعبي لبناني مع الفلسطينيين رداً على هزيمة 67، والثاني استغلال الدول العربية جميعها لهذا التعاطف، وموافقتها بالتواطؤ الضمني أو العلني، على خروجهم من عندهم، وأن يصبحوا في مركز واحد في لبنان هو فتح لاند”.

ويضيف درباس، أنه “بعد ذلك أصبحت المقاومة الفلسطينية تتآكل سواء بالخلافات الداخلية، أو مع القوى اللبنانية، أو بخلافاتها مع الجيش السوري، ولذا لا مجال للمقارنة فيه بين الأمس واليوم، لأن ما يحدث الآن هو ردّ مباشر على الحادث الذي حصل في السابع من الجاري وهزّ إسرائيل”.

وبالتالي، يرى درباس أن إسرائيل تعتمد سياسة تدميرية تتوقع من خلالها أن تنفِّذ عملية “ترانسفير” لأهالي غزة، مشدداً على استحالة هذا المخطط، أولاً لأنه لا مكان ليذهب إليه الفلسطينيون، سواء إلى مصر وهذا مستحيل في ظل وجود جدار إسمنتي، وثانياً لأن الرئيس عبد الفتاح السيسي، هو على استعداد لخوض حرب مع إسرائيل لهذا السبب.

وعن الحضور الفلسطيني في جبهة الجنوب، يجزم درباس بأنه محصور ومحدود، مؤكداً أنه لو كان فعلاً ما يقوله الرئيس جو بايدن أو بنيامين نتنياهو، عن صواريخ يملكها “الجهاد الإسلامي” وحركة “حماس” صحيحاً، فلماذا لا يستخدمونه من جنوب لبنان؟ ويشدّد على أن هذا الأمر يدلّ على أن العملية في لبنان، محدودة؟

ويتحدث درباس عن 3 مؤشّرات تعزّز هذا الواقع: الأول هو حاملات الطائرات الأميركية، والثاني مجيء الرئيس الأميركي بايدن، والثالث هو اهتمام الإتحاد الأوروبي وخاصة فرنسا، والذي حمل موفدوه رسائل مباشرة للجنوب، ويضاف إلى ذلك ما أعلنه وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان بعدما كان الإمام الخامنئي قد أعلن أن لا علاقة لإيران بعملية حماس، إذ قال عبد اللهيان، إن الأمر للسيد حسن نصرالله، وهو رصين ويدرس الأمور، وبالتالي، هذا كله يدلّ على تنظيمٍ لحالة إرباك محدودة، ولم تصل بعد إلى مرحلة أن ترسل إسرائيل جيشها إلى جنوب لبنان لفتح جبهة مع الفلسطينين”.

وبالتالي، يرى درباس أن صواريخ “حماس” الأخيرة ليست أكثر من رسائل لإسرائيل وطبعاً بعلم ورضى “حزب الله”، مشدّداً على أن “ما من فريق سياسي أو جهة حتى ولو كانت حزب الله، ستوافق أو ترضى بتحويل قطعة أرض لبنانية لتكون “حماس لاند”.

Exit mobile version