“لا خرائط جديدة في المنطقة بل خرائط توزيع للنفوذ” أبي رميا لـ “الديار”: المجتمع الدولي أعطى الضوء الأخضر لـ “إسرائيل”

هيام عيد- الديار

يرى عضو تكتل “لبنان القوي” النائب سيمون أبي رميا، أن التعاطف اللبناني مع الشعب الفلسطيني وحقوقه المهدورة هو أمر طبيعي، ولكن من المهم عدم إقحام لبنان في أي سيناريو خطر مرتقب، مؤكداً أنه إذا “فُرضت الحرب على لبنان من قبل إسرائيل، فإن الشعب اللبناني سيكون متضامناً وموحداً وسيؤمِّن كل مقومات الصمود لكي يبقى لبنان صامداً وشعبه موحداً”. ويكشف النائب أبي رميا في حديثٍ لـ “الديار”، أن “المجتمع الدولي قد أعطى الضوء الأخضر لإسرائيل لتنفيذ العملية البرية التي قرّرت القيام بها في قطاع غزة، وظهر ذلك عبر زيارة الرئيس جو بايدن، وغيره من المسؤولين الدوليين، والتي شكلت رسالة دعم واضحة لإسرائيل وآلتها العسكرية للدخول الى غزة”.

إنما، وفي الوقت نفسه، لا بد من الإشارة وفق النائب أبي رميا الى “التساؤلات التي طرحها الرئيس بايدن حول الأهداف الإسرائيلية لفترة ما بعد الحرب على غزة، بمعنى إلى أين؟”، وعليه، يلفت أبي رميا إلى أن “ما حصل في 7 تشرين الأول الجاري هو زلزال في المنطقة وحتماً سيخلط الأوراق مجدداً، ونتمنى ألا ينتهي بالكثير من المآسي والحروب وبالعديد من الشهداء والضحايا، وإن كنا سنشهد على خارطة جديدة لها علاقة بتوزيع النفوذ في المنطقة”.

ورداً على سؤال حول السيناريوهات المتوقّعة، يعتبر النائب أبي رميا أنها متعدّدة، “فإسرائيل تريد الدخول إلى غزة، وفق ما هو ظاهر، ولكن عليها أن تؤمّن الدعم الشامل والكامل من أصحاب القرار على المستوى الدولي، كما أنها وعلى المستوى العسكري، ستحاول التأكد من إمكانات المقاومة لدى حركة حماس، ولذلك ما زالت تواصل بآلتها التدميرية تدمير غزة، حتى في حال حصل هذا الهجوم، تكون قد خفّفت إلى أقصى حدٍ من أضرارها، بالإضافة إلى معطى أساسي مؤثر، وهم الأسرى الإسرائيليون الموجودون لدى حماس، فإسرائيل تعتبر أنها أمام حرب وجودية والأسرى هم قتلى بالنسبة إليها”.

وهنا، يسأل أبي رميا عن مدة الحرب وعن المقاومة، مؤكداً أنه “وفق هذا الأمر، فإن كل السيناريوهات المعدة سلفاً ورسمتها إسرائيل لن تبصر النور، وبالتالي فإن التطورات الميدانية ستفرض أجندتها الخاصة على الحسابات المسبقة التي أجرتها مختلف الأطراف، وعلى مستوى السيناريوهات لمرحلة ما بعد الحرب، وإن كنا نتمنى عدم حصول هذه الحرب، ولكن ستكون هناك معادلة جديدة حسب موازين القوى بعد هذه الحرب، وساعتئذٍ تكون هذه بداية رسم لخريطة جديدة لتوزيع النفوذ الإقليمي على مستوى المنطقة”.

أمّا بالنسبة للبنان، يشير أبي رميا، إلى أنه “وبحكم الأمر الواقع الجغرافي، لبنان معنيّ بما يحصل، كما أنه انطلاقاً من وجود حزب الله وانتمائه إلى محور الممانعة، هناك احتمال كبير بأن ينخرط في هذه العملية، والمعطيات تشير إلى أن إسرائيل ستركِّز عملياتها على غزة، ولذلك، لن تكون هناك جبهة مفتوحة مع الجنوب اللبناني، ومن هنا، أتت الرسائل التحذيرية للبنان من إسرائيل بواسطة عدد من السفراء والبعثات الأجنبية التي زارت لبنان، حيث أن المقاومة، وإن كان الجميع يتمنى أنلا تحصل الحرب، فلا المقاومة ولا إسرائيل قادرتان على التأكيد ما إذا سيكون هناك حرب في لبنان أم لا، فالتمنّي هو لعدم حصول الحرب من قبل اللبنانيين ومن قبل أصحاب القرار، ولكن في الوقت نفسه الجهوزية كاملة في حال شنّت إسرائيل الحرب”.

وعن ارتدادات الحرب على لبنان كصيغة وكيان ووحدة بين اللبنانيين، يؤكد أبي رميا، أنه “في حال حصول حرب هناك خطر على لبنان، لأن لإسرائيل قوة قادرة على التدمير كما حصل في العام 2006، كما أن شهداء وضحايا سيسقطون، ولكن لن يمسّ الخطر بلبنان كصيغة وكيان، لأن اللبنانيين واعون لمصلحة البلد، وللحفاظ على لبنان بهويته الحالية”.

وحول ما إذا كانت خرائط جديدة ستُرسم في المنطقة، لا يرى النائب أبي رميا أن “خرائط جديدة سترسم بالمعنى الجغرافي، لأن الهدف الإسرائيلي هو إجبار الفلسطينيين على مغادرة غزة والتوجه إلى مصر، أو إذا طالت الحرب أن يكون أيضاً هناك ضغط على الفلسطينيين في الضفة الغربية من أجل ترحيلهم نحو الأردن، ولكن مصر والأردن كما ما من دولة عربية، قادرة على استيعاب آلاف اللاجئين، لذلك لا أعتقد أنه سيكون هناك تبدل على الحدود”.

وعن الحرب، يشدِّد أبي رميا على أن “لا أحد يرغب في حصول الحرب، وهناك الكثير من الأصوات التي تطالب بتحييد لبنان عن الصراع، وإن كان هناك، وبطريقة عفوية، تضامن وتكاتف لبناني مع القضية الفلسطينية، لكن في الوقت نفسه، هناك خوف وقلق من أن تكون هناك تبعات كارثية على لبنان، فاللبنانيون يعيشون حالة من الانهيار المالي والاقتصادي، ولبنان غير محصّن كما كان في العام 2006، وبالتالي، لن يكون وضع لبنان سليماً في حالة الحرب، الحكومة وضعت خططاً للطوارئ، ولكن أشك أن تكون كافية، فالدولة لا قدرات لديها كما كان في السابق، كما أن التعاطف الدولي مع إسرائيل، سيخفِّف من التعاطف مع لبنان كما حصل بعد عدوان تموز 2006”.

Exit mobile version