وبحسب سامر ترزي، وهو ناشط في مجمع الكنيسة، فإن “جمعية الشبّان” المسيحية، مارست، منذ بداية الحرب الحالية، دورها في توفير الرعاية للأخوة النازحين، مضيفاً، في حديثه إلى “الأخبار”: “نحن شعب واحد، عشنا معاً في هذه الأرض، وسنموت معاً (…). في الحروب السابقة، كان يستشهد بعض إخواننا، لكن هذه المجزرة هي الأكبر والأكثر تجرّؤاً على الدماء والأماكن المقدّسة”. ووفقاً لإحصائية المكتب الإعلامي الحكومي، فقد دمّر الاحتلال، منذ بداية الحرب، نحو 18 مسجداً، فيما كنيسة القديس برفيليوس هي الثانية التي تتعرّض للاستهداف، بعد استهداف الكنيسة في مستشفى “المعمداني”. أمّا الباحث التاريخي، محمد المبحوح، فيقول إن الاحتلال دمّر، منذ بداية العدوان، ثلاثة مواقع أثرية، هي: المسجد العمري في جباليا، وكنيسة القديس برفيليوس، وكنيسة المعمداني، والتي يعود تاريخ بعضها، إلى أكثر من 700 سنة.
ومن جهته، يشير المحلّل السياسي عمرو الخضري، إلى أن “الاحتلال يتعمّد كسر كل الخطوط الحمراء، التي اعتاد عليها الأهالي في القطاع، بهدف توصيل الضغط إلى أقصى مدى ممكن، وتمرير خطّة التهجير من محافظات شمال ومدينة غزة، إلى المحافظات الجنوبية”. ويضيف، في حديثه إلى “الأخبار”: “تقصّد الاحتلال استهداف المساجد والكنائس التاريخية ودور العبادة، ليقول إنه لا خطوط حمراء لديه، وإنه لا أماكن آمنة في غزة (…)، الهدف هو إشعار الناس بانعدام الأمان سوى في الأماكن التي يحدّدها عبر إعلامه. اليوم يسوّق إلى أن منطقة المواصي غرب خانيونس، هي المكان الآمن الوحيد في القطاع، ويأتي الضغط بالقصف والمجازر، لتنفيذ مخطّط التهجير الكبير، تمهيداً للعملية البرية المرتقبة التي من المفترض أن تفضي إلى تغيير ديموغرافي على الأرض”.