ويأتي ذلك مع تراجع حدّة اللهجة الاميركية عبر وسطاء، للطلب بعدم دخول لبنان في الحرب وإشعال الجبهة الشمالية من قبل المقاومة، مع تذكير اميركي للاسرائيليين منذ ايام قليلة بعدم إجتياح غزة، لانّ المعركة ستكلفهم كثيراً، واعلان وزير الخارجية الأميركية أنطوني بلينكن خلال اجتماع مجلس الأمن، «بأنّ الولايات المتحدة لا تسعى الى نزاع مع إيران، ولا نريد لهذه الحرب أن تتسع، ولكن إذا هاجمت إيران أو وكلاؤها القوات الأميركية في أي مكان، فسندافع عن مواطنينا». الامر الذي رأت فيه مصادر سياسية متابعة لمجريات الاحداث تغييراً نوعاً ما في الموقف الاميركي، مع ضرورة وضع حد لكل تلك الجرائم الوحشية، التي لم ترحم المستشفيات والكنائس في غزة ، على الرغم من إعلان وزارة الصحة في القطاع، الإنهيار التام لكل المستشفيات.
وعلى خط لبنان، واصلت باريس تحذيراتها له من حرب اسرائيلية حتمية ضده، فيما رأى الرئيس ايمانويل ماكرون من ناحية اخرى، انه من الضروري ان يعود قريباً الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت، لحث المسؤولين اللبنانيين على إنتخاب رئيس للجمهورية في اقرب وقت ممكن، لأن الخطر كبير جداً على لبنان، كما قال.
في التحرّك الدولي، زار ماكرون امس تل ابيب، والتقى بنيامين نتنياهو ضمن مؤتمر صحافي مشترك، دعا ماكرون خلاله الى مواجهة «الإرهاب» وإعطاء الأمل، وقال: «فرنسا ستدعم « إسرائيل «في حربها وما حدث لن يُنسى أبدا»، كما دعا الرئيس الفرنسي إلى عدم توسيع نطاق النزاع بين إسرائيل وحركة حماس، مشدداً على أن إطلاق سراح الرهائن هو الهدف الأول.
وواصل ماكرون سياسته المغايرة في تل ابيب معتبراً «ان حزب الله وايران ومن يهدّد «إسرائيل» عليهم عدم تشكيل خطر، يخرج الجميع منه خاسرين في أي صراع». وعلى أثر هذه التصريحات قام متظاهرون في رام الله بحرق صور الرئيس الفرنسي وهتفوا ضد زيارته للرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي سيطلب من نظيره الفرنسي تقديم مبادرة سياسية، تقوم على عقد مؤتمر دولي للسلام، على أساس «حل الدولتين وفق قرارات الأمم المتحدة.
فرونتسكا: لوقف التصعيد في المنطقة
وعلى خط مواز، إعتبرت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا، أن المنظمة تلتزم بحزم دعم لبنان لحماية أمنه واستقراره، في وقت تواجه فيه منطقة الشرق الأوسط واحدة من أكثر اللحظات حرجاً منذ عقود، وذكّرت في تصريح لمناسبة الذكرى الثامنة والسبعين لتأسيس الأمم المتحدة، بأن الهدف الرئيسي للأمم المتحدة، التي تضم في عضويتها 193 دولة، هو تجنيب الأجيال المقبلة مآسي الحروب، وقالت: «للأسف، تتزايد المخاطر على سلام وأمن لبنان والمنطقة، لكن علينا ألا نتخلى أبدًا عن آمال إحلال السلام لبلوغ مستقبل أكثر استدامة لشعب لبنان»، ودعت الى وقف التصعيد وإنهاء العنف واستعادة الهدوء في المنطقة.
ميقاتي والعماد عون في الجنوب
في المواقف، تفقد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي يوم امس، بمشاركة قائد الجيش العماد جوزف عون، منطقة القطاع الغربي في الجنوب، للاطلاع على الاوضاع والمهام التي يقوم بها الجيش بالتعاون مع قوات «اليونيفيل». وكانت زيارة لمقر قيادة القطاع، ثم انتقلا الى مقر قيادة «اليونيفيل» في الناقورة، حيث جدّد ميقاتي المطالبة بوقف اطلاق النار في فلسطين، ووقف الجرائم والانتهاكات الاسرائيلية الدائمة للسيادة اللبنانيّة، مؤكداً انّ خيارنا هو السلام وثقافتنا ترتكز على الحق والعدالة، والقانون الدولي وقرارات الامم المتحدة. وكان ختام الجولة في مقر قيادة لواء المشاة الخامس في البياضة.
من جهته أكد قائد الجيش بأنّ الدفاع عن لبنان واجب طبيعي، ومشروع للجيش في مواجهة الأخطار التي تهدّده، وعلى رأسها العدو الإسرائيلي، وأشار الى أنّ المؤسسة العسكرية تتابع تطورات الأوضاع، وتحافظ على الجهوزية عند الحدود الجنوبية، بالتزامن مع تنفيذ مختلف المهمات في الداخل.
مسؤول امني: لا حرب على لبنان
ورداً على التهديدات الاسرائيلية المتكرّرة، وبشكل يومي ومن قبل كل المسؤولين هناك، اعتبر مسؤول امني بأنّ كل التهديدات ليست سوى كلام لا يقدّم ولا يؤخر، والاسرائيلي اثبت انه جبان وما نراه يؤكد ذلك، وقال لـ»الديار»: « انّ اغلبية الجنود الاسرائيليين لا يريدون الحرب، لكنهم اُجبروا عليها، خصوصاً المجندين، مؤكداً بأن لا حرب على لبنان، لان الاثمان لديهم ستكون باهظة والخسائر هائلة جداً، لذلك يطلقون «المراجل» لا اكثر ولا اقل.
ورأى المسؤول الامني أنّ نتنياهو في مأزق كبير اليوم، بسبب إنعدام الثقة بينه وبين المؤسسة العسكرية، وهنالك خوف من الخسائر التي تنتظره، لانه يشعر بأنّ موقعه مهدّد، ويخاف على ففدان مركزه السياسي اكثر بكثير من خسارته للحرب.
اليوم الجنوبي: اعتداءات اسرائيلية متواصلة
امنياً وكما كل يوم واصل الجيش الاسرائيلي قصفه القرى الجنوبية، ومنها أطراف بلدتي حولا وميس الجبل ومحيط كفرشوبا، واستهدفت مسيّرة إسرائيلية منطقة كفرشوبا بـ3 صواريخ. كما شنّت غارة على حرش يارون الواقع بين يارون ورميش، وقد رد حزب الله على الغارة الاسرائيلية، فاستهدف موقع شتولا المواجه لعيتا الشعب وأصابه إصابة مباشرة، إضافة الى إستهدافه موقع هرمون، وفتحت الاشتباكات ليلاً بصورة عنيفة في المناطق المذكورة، بالتزامن مع غارة اسرائيلية بين بلدة حلتا وكفرشوبا، واخرى بين رميش وعيتا الشعب، كما أطلقت قوات «اليونيفيل» صافرات الإنذار في مواقعها في الناقورة وعلما الشعب واللبونة.
المونسنيور ابو كسم: لا قمة روحية مسيحية – اسلامية راهناً
روحياً، وفي الوقت الذي تردّدت فيه معلومات عن إنعقاد قمة روحية مسيحية – اسلامية فور عودة البطريرك بشارة الراعي من الخارج ، لبحث الوضع المستجد والخطير في غزة وجنوب لبنان، اوضح مدير المركز الكاثوليكي للاعلام المونسنيور عبدو ابو كسم لـ»الديار» بأن لا صحة لما يقال في هذا الاطار وفي هذه الظروف، وقال: «لقد سبق للبطريرك الراعي ان طرح هذه الفكرة خلال زيارته الاخيرة الى بلدة شانيه ولقائه شيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ سامي ابي المنى، حيث طلب منه التحضير لهذه القمة، لكن سننتظر ونرى، واشار الى انّ الديبلوماسية قائمة منذ ايام ونأمل خيراً، مستبعداً حصول الحرب الواسعة.
لقاء تشاوري حكومي اليوم
حكومياً دعا الرئيس ميقاتي الوزراء الى لقاء تشاوري عند الرابعة من بعد ظهر اليوم، للاطلاع على نتائج زيارة وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب الى سوريا، وبحث التطورات الراهنة.
شائعات عن مطار بيروت… والحسن يوضح
وفي إطار الشائعات المغرضة، أكد المدير العام للطيران المدني فادي الحسن، أن حركة المغادرة طبيعية في مطار بيروت الدولي، بالمقارنة مع المواسم السابقة. وقال: «ما يشاع عن اخلاء السوق الحرة وتوقف العمل في المطار غير صحيح»، معتبراً أن الهواجس في ما خص الرعايا مبرّرة، لكن 90 في المئة من شركات الطيران تتقيد برحلاتها بشكل طبيعي.
السفارة السعودية
تجلي عوائل الديبلوماسيين
وليلاً قامت السفارة السعودية بإجلاء عوائل الموظفين الديبلوماسيين، عبر مطار بيروت على طيران السلاح الجوي السعودي.