وفي المستجدات في الساعات الماضية، قال مصدر مطلع لـ«الديار» ان محور المقاومة رفع من وتيرة التنسيق والتشاور في ظل تدحرج التطورات واستمرار العدو الاسرائيلي في حربه على الشعب الفلسطين قتلا وتدميرا ممنهجا بغطاء اميركي وغربي مكشوف وسافر.
وكشف عن ان المقاومة في غزة اكدت خلال المشاورات التنسيقية، انه رغم شراسة العدوان والدعم الذي يتلقاه، هي جاهزة وحاضرة بقوة في مواجهة العدو، وما زالت تمتلك القوة اللازمة لمواجهة ما يمكن ان يقدم عليه، ومنها محاولة القيام بعملية عسكرية برية ضد القطاع.
واضاف المصدر ان لقاء الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مع الامين العام لحركة الجهاد الاسلامية الفلسطينية زياد نخالة وعضو المكتب السياسي في حركة حماس الشيخ صالح العاروري يندرج في هذا الاطار، حيث تناول «ما يجب ان يقوم به اطراف محور المقاومة في هذه المرحلة لتحقيق انتصار حقيقي للمقاومة في غزة وفلسطين، ووقف العدوان الاسرائيلي الوحشي»، كما عبر البيان عن الاجتماع.
تورط عسكري اميركي في محاولة الاستطلاع الفاشلة على حدود غزة
وفي اطار تأكيد التورط العسكري الاميركي المباشر في العدوان، كشف المستشار السابق في البنتاغون دوغلاس ماكغريغور عن تمكن حماس من تصفية مفرزة عسكرية من قوات النخبة الاسرائيلية وقوات اميركية خاصة، في المحاولة الاخيرة لهذه المفرزة، عندما حاولت القيام بمهمة استطلاعية، متجاوزة حدود غزة للاستطلاع عن مكان الرهائن وجس النبض بشأن العملية البرية.
والجدير بالذكر ان البنتاغون اعترف ايضا مؤخرا بارسال مستشارين من كبار العسكريين الاميركيين الى الكيان الاسرائيلي، بالاضافة الى مزيد من الانظمة الدفاعية.
وقالت وسائل اعلام اميركية امس انه تم الاتفاق على تأخير الهجوم البري على غزة، بانتظار استكمال ارسال انظمة الدفاع الجوي اللازمة الى «اسرائيل».
قصف حيفا وايلات
واعترف العدو الاسرائيلي امس باستمرار قوة حماس وانها «ما زالت قادرة على المهاجمة»، وجاء ذلك في اعقاب مهاجمة مجموعة من المقاومة منذ يومين عبر البحر قاعدة عسكرية على الساحل في زيكيم قرب عسقلان، ووصف مسؤول اسرائيلي بانه اكبر اختراق بحري منذ هجوم حماس.
كما اعترف العدو باستمرار قوة المقاومة في غزة الصاروخية. وقد قصفت امس بصاروخ ثقيل من طراز «عياش ٢٥٠» ثكنة عسكرية في ايلات، واعترفت مصادر العدو بسقوط الصاروخ وانفجاره قرب الثكنة.
كما قصفت منطقة حيفا بالصواريخ وسمعت صفارات الانذار في المنطقة. كما تعرض عدد من المواقع والمستوطنات الاسرائيلية في غلاف عزة لقصف صاروخي ايضا.
وواصل العدو قصفه الهمجي لغزة موقعا عشرات الشهداء ومئات الجرحى، ووصل عدد الشهداء المدنيين الى ستة الاف وخمسمئة شهيد واكثر من ستة عشر الف جريح.
ويشهد الوضع الداخلي الاسرائيلي حالة من الارباك الكبير منذ عملية « طوفان الاقصى». ويواجه رئيس حكومة العدو وضعا صعبا وحرجا جدا، حيث ذكرت صحيفة يديعوت احرونوت مؤخرا ان ثلاثة من وزراء حكومته هددوا بالاستقالة.
كما تعرض ايضا لموجة من الانتقادات من قبل قيادات في الجيش، وبرزت خلافات بينه وبين بعض القيادة العسكرية، ما اضطره الى اصدار بيان مشترك مع رئيس الاركان لنفي الخلاف بينهما.
مصدر للديار: المواجهة طويلة
وعلى جبهة المواجهة على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة، قال مصدر مطلع لـ «الديار» امس ان هذه المواجهة مستمرة ولا يستبعد ان تطول.
وردا على سؤال حول توسعها الى حرب مفتوحة، قال ان احدا لا يستطيع التكهن الان في ما سيحصل، وهذا الامر مرهون بتطور الوضع في غزة والوضع في المنطقة بصورة عامة. ولفت الى ان مقاتلي حزب الله تمكنوا من تحقيق اصابات مباشرة بمواقع عسكرية على طول الجبهة في القطاعات الثلاثة الغربي والشرقي والاوسط.
واشار الى زيادة تعتيم العدو على خسائره بعد ترحيل المستوطنين عن المستوطنات الحدودية. لكن المعلومات المتوافرة تؤكد سقوط اكثر من عشرين قتيلا في صفوف جيش العدو، بالاضافة الى عشرات الجرحى وتدمير العديد من الياته ومعداته، عدا تعطيل وتدمير ما يقارب الاربعين في المئة من تجهيزاته وابراجه للاستطلاع والاستخبارات والتخابر والمراقبة.
وامس تمكن حزب الله من اصابة دبابة اسرائيلية بصاروخ موجه مباشر في موقع افيفيم، باعتراف مصادر العدو. كما تمكن من اصابة هدف عسكري كبير في محيط موقع حدب البستان.
وجرت اشتباكات ومواجهات في عدد من المواقع بين المقاومة وجيش العدو. وبلغ عدد شهداء حزب الله منذ بدء المواجهات ٤٤ شهيدا.
واستهدف المقاومون كريات شمونة باربعة صواريخ.
مبادرة باسيل
وفي الشأن السياسي القائم على وقع التطورات الميدانية، تبرز مبادرة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وجولته على القيادات والاطراف السياسية، حيث اكد امس انها تهدف الى حماية لبنان والحفاظ على الوحدة الوطنية.
وقال مصدر نيابي مطلع لـ «الديار» امس ان مبادرة باسيل «تهدف في الاطار العام، كما عبر في لقاءاته، الى تقريب وجهات النظر بين سائر الاطراف وكسر حدة الاجواء السائدة، من اجل تحسين وتحصين الموقف اللبناني لحماية لبنان في هذا الظرف الدقيق. كما انه يسعى الى الاتفاق على الملفات الاساسية المطروحة، ومنها الاستحقاق الرئاسي وموضوع قيادة الجيش، مع ملء الشواغر في باقي المراكز بقيادة المؤسسة العسكرية ومنها قيادة الاركان، عدا قضية النازحين السوريين».
واضاف المصدر «ان الايجابية في حركة باسيل انه اكد على التواصل مع الجميع من دون عقد او تعقيدات، بغض النظر عن الخلافات القائمة، لكن يبدو مع الاسف ان القوات اللبنانية تعارض هذه المبادرة». ولفت المصدر الى «ان حماية لبنان هي مسؤولية الجميع، وهذا يفترض في كل الاحوال تحصين الساحة الداخلية وتعزيز مقومات الصمود وتفعيل عمل المؤسسات والحكومة، اكان في الوضع الراهن او في حال توسع الحرب». وخلال جولته امس كرر باسيل «اننا لا نريد الحرب ولا نسعى اليها، لكن في حال تم الاعتداء علينا سنقوم بالدفاع عن انفسنا «.
واذ شدد على وحدة الصف وحماية لبنان والحفاظ على الوحدة الوطنية، قال «انه لا يمكن انتخاب رئيس للجمهورية من دون ان نتشارك في الامر جميعا «.
وكان التقى نهارا كتلة «الاعتدال الوطني» ذات الاغلبية السنية، وكتلة «التوافق الوطني» ايضا، حيث اكد النائب فيصل كرامي باسمها على اهمية الوحدة الوطنية لمواجهة العدوان الاسرائيلي».
اجواء بري وجنبلاط
وعلمت الديار ان باسيل ووليد جنبلاط في اللقاء بينهما اول من امس، قد اتفقا على الموقف تجاه التطورات الراهنة في ظل العدوان الاسرائيلي على غزة، كما ابدى جنبلاط تأييده لما طرحه باسيل في خصوص ملء الشواغر بالمراكز القيادية في المؤسسة العسكرية، ومنها رئاسة الاركان.
وقالت المعلومات ان باسيل يؤيد فكرة التوافق على سلة واحدة في شان المراكز القيادية في الجيش، وانه لم يدخل في التفاصيل.
وقالت المعلومات ايضا للديار ان الاجواء في عين التينة كانت جيدة، وان الرئيس بري ابدى ترحيبه بكل تحرك ومسعى يهدف الى تحصين الساحة الوطنية في مواجهة التطورات والعدوان الاسرائيلي المستمر.
ونقلت مصادر مقربة من عين التينة ان الرئيس بري اكد مرارا على وجوب قيام الحكومة بمسؤولياتها وواجباتها، فكيف في الظروف الاستثنائية التي نمر بها، وشدد على وجوب تأمين متطلبات هذه المرحلة وتعزيز عمل الحكومة والوزارات والادارات المعنية في هذا الاطار.
هل يشارك التيار بجلسات الحكومة ؟
واضافت المعلومات ان باسيل لم يتطرق مباشرة الى مشاركة وزراء التيار الوطني الحر في جلسات مجلس الوزراء، لكن مصادر مطلعة لم تستبعد ان يشارك وزراؤه اذا ما تم التوافق على سلة المراكز العسكرية وملفات تتعلق باجراءات مواجهة التطورات الراهنة في اطار استثنائي.
القوات تجهض لقاء باسيل والمعارضة
من جهة اخرى، علمت «الديار» ان قيادة القوات اللبنانية لم تكتف برفض لقاء باسيل، بل مارست ضغوطا لافشال محاولة رئيس التيار لقاء نواب المعارضة امس، وابلغت انها لا ترى موجبا لمثل هذا اللقاء، مفضلة البقاء على الطريقة المتبعة واقتصار الامر على اللقاءات النيابية الجانبية في المجلس النيابي حول رئاسة الجمهورية.
وقالت مصادر سياسية ان القوات اللبنانية لا تريد اعطاء باسيل اي فرصة للقيام بدور المبادر على الساحة السياسية، وانها ايضا تعتبر ان حراكه يصب في اعطاء غطاء لحزب الله وما يفعله على الساحة وفي الجنوب. ويشار الى ان رئيس حزب القوات سمير جعجع عبر عن رفض المبادرة بقوله ان باسيل «لا يملك اي مبادرة، بل يختار اعادات لا فائدة منها «.
حاصباني للديار
وسالت «الديار» امس النائب في القوات اللبنانية غسان حاصباني عن الموقف من مبادرة باسيل والبديل لها عند القوات، فقال «ما هو طرحه بصراحة؟ نحن لم نسمع منه اي طرح واضح «.
وكشف انه «حصل تواصل مع قوى المعارضة، وقلنا اننا نكتفي بالتواصل القائم في موضوع رئيس الجمهورية. اما البديل فهو برأينا واضح جدا، عدم زج لبنان في حرب والتركيز على موضوع رئيس الجمهورية. ان جر لبنان الى الحرب ابعد ويبعد التركيز على موضوع رئيس الجمهورية والعودة الى المؤسسات الدستورية، ولا بدائل اخرى للحفاظ على لبنان».
هاشم
وقال عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم لـ «الديار « عن مبادرة باسيل : انها خطوة ايجابية للتشاور والتواصل بين المكونات السياسية للبحث في كل القضايا التي تهم وطننا في هذه الظروف، على امل ان تؤسس لفتح باب التشاور والبحث في كل ما يمكن ان يحصن الداخل في وجه العدوان الاسرائيلي، ولا بد من ان يتوسع التشاور نحو خطوات عملية لمقاربة الملفات الاساسية، وخصوصا رئاسة الجمهورية، لتفعيل الدولة ومؤسساتها من اجل اتخاذ القرارات الوطنية ومواجهة كل الاستحقاقات».
التقدمي
وقال مصدر نيابي في الحزب التقدمي الاشتراكي للديار عن مبادرة باسيل «انه تحسس عمق الازمة وضرورة ايجاد مخارج للاستحقاقات الدستورية والامنية لحفظ البلد من المخاطر المحدقة به جراء تطور الاوضاع في فلسطين وامكان توسع الجبهات الى لبنان، في اطار رص الصف الداخلي وتأمين الحد الادنى من مقومات الصمود».
لقاء باسيل وفرنجية
وعصرا زار باسيل رئيس تيار المردة سليمان فرنجية في بنشعي، وأكدا على تفاهم كبير حول الوضع الراهن.
وقال باسيل «ان هناك تفاهما كبيرا على مختلف الافكار التي تم عرضها حول كيفية مواجهة خطر الحرب والتوحد لاعادة انتظام المؤسسات».
واكد فرنجية «ان لبنان اهم من الرئاسة، وقد تحدثنا بموضوع البلد ونحن متفاهمون بنسبة كبيرة».
خلاف حكومي حول موضوع قيادة الجيش
من جهة اخرى، كشف اللقاء التشاوري الوزاري في السراي امس عن الخلاف بين الرئيس ميقاتي ووزير الدفاع موريس سليم حول الموقف من الشغور المرتقب لموقع قيادة الجيش بعد انتهاء ولاية قائد الجيش العماد جوزف عون في ١٠ كانون الثاني المقبل.
ويسعى ميقاتي الى ان يقدم وزير الدفاع اقتراحا من الان لمجلس الوزراء بهذا الخصوص، لكن سليم لم يعط اي جواب، بعد ان اثار وزير البيئة هذا الموضوع في الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء. ولم يشارك سليم امس في اللقاء، وبرر موقفه في بيان له انه قبل مغادرته الى السراي تسلم مراسلة عاجلة من رئيس الحكومة تحت عنوان «رفع اقتراحات لتفادي الشغور المرتقب في مركز قيادة الجيش «.
واعتبر وزير الدفاع ان المراسلة صيغت باسلوب غير مألوف في المخاطبة بين رئيس الحكومة والوزراء، لافتا الى انها ختمت بالطلب منه رفع الاقتراحات بالسرعة القصوى. واشار الى توجيه المراسلة ايضا الى وزير العدل بصفته وزيرا للدفاع بالوكالة والى قيادة الجيش.
واوحى بيان سليم ان اسلوب المراسلة يندرج في اطار الضغط عليه، في هذا الموضوع.