“فيتو” روسي – صيني يُحبط مشروع القرار الأميركي في مجلس الأمن فاجعة الغزّاويّين تتعمّق… وبايدن ينفي طلب إرجاء العملية البرّية
نداء الوطن
على الرغم من التحذيرات الإسرائيلية للغزّاويّين بالتوجّه جنوب «وادي غزة» للحفاظ على حياتهم من حملة القصف العنيفة، إلّا أن عائلة مراسل قناة «الجزيرة» وائل الدحدوح، كما عائلات كثيرة غيرها، لم تسلم من «جنون» آلة الحرب الإسرائيلية حتّى جنوبي «الوادي»، حيث نزحوا إلى منزل داخل مخيّم النصيرات في وسط القطاع المُحاصر هرباً من جحيم الضربات الإنتقامية، ففَقَدَ الدحدوح زوجته وابنه وابنته فيما كان عدد آخر من أفراد عائلته ما زال في عداد المفقودين بالأمس، في مشهد مأسوي مصغّر للفاجعة التي ألمّت بسكّان القطاع بعد عملية «طوفان الأقصى»، ولا تزال تتعمّق يوماً بعد يوم.
من جهة أخرى، نفى الرئيس الأميركي جو بايدن أن يكون قد طلب من إسرائيل إرجاء عمليّتها البرّية المتوقعة في غزة إلى أن تُفرج حركة «حماس» عن الرهائن الذين تحتجزهم، مشدّداً على أنه لا يثق بحصيلة القتلى في القطاع التي تُعلنها وزارة الصحة في غزة التابعة لحكومة «حماس»، فيما أفادت صحيفة «وول ستريت جورنال» بأنّ إسرائيل وافقت على إرجاء الهجوم البرّي على غزة حتّى يتسنّى لواشنطن إرسال دفاعات صاروخية للمنطقة سريعاً، مشيرةً إلى أن البنتاغون يسعى إلى نشر نحو 12 منظومة دفاع جوي في دول عدّة لحماية القوات الأميركية من الصواريخ التي تستهدفها.
ورأى بايدن أن حلّ الدولتين هو الطريق الأمثل لحلّ الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مؤكداً أنّه «لا عودة للوضع الذي كان قائماً في 6 تشرين الأوّل بين إسرائيل والفلسطينيين»، وطالب تل أبيب بالتمسّك بقوانين الحرب وفعل ما بوسعها لحماية المدنيين. وشدّد على ضرورة وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، فيما حذّر من أن هجمات المستوطنين الإسرائيليين على الفلسطينيين في الضفة الغربية، حيث باتت إسرائيل تشنّ ضربات بمسيّرات وتخطّت حصيلة القتلى المئة منذ بدء الحرب في غزة، «تصبّ الزيت على النار».
توازياً، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان صدر مساء أمس أن بلاده تستعدّ لشنّ هجوم برّي على غزة، لكنّه أحجم عن تقديم أي تفاصيل عن توقيت العملية أو أي معلومات أخرى، موضحاً أن القرار في شأن موعد دخول قواته إلى القطاع سيتّخذه مجلس وزراء الحرب. كما أقرّ بأنه سيتعيّن عليه تقديم «أجوبة» في شأن «الإخفاقات» الأمنية التي سمحت لـ»حماس» بشنّ هجومها المُباغت في السابع من الشهر الحالي.
وفيما فشل مجلس الأمن الدولي في تبنّي مشروع القرار الأميركي الذي يدعو إلى هدنة إنسانية للسماح بإيصال المساعدات إلى غزة من دون الدعوة إلى وقف العمليات العسكرية، حيث استخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) ضدّ المشروع، بانتظار مصير مشروع قرار آخر لموسكو، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن «صدمته» حيال ما وصفه بـ»تحريف» تصريحات أدلى بها الثلثاء أغضبت إسرائيل، «كما لو أنّني كُنت أُبرّر الأعمال الإرهابية التي تقوم بها حماس». وما أغضب تل أبيب على وجه الخصوص قول غوتيريش إنّ «الشعب الفلسطيني خضع على مدى 56 عاماً للاحتلال الخانق»، مشدّداً على أهمّية الإقرار بأنّ «هجمات «حماس» لم تأتِ من فراغ».
ميدانيّاً، قصفت «كتائب القسام» مدينة إيلات، التي تقع على البحر الأحمر وتبعد 220 كيلومتراً عن غزة، بصاروخ «عياش 250» ردّاً على «المجازر بحقّ المدنيين الأبرياء». كما أعلنت «القسام» قصف مدينة حيفا على ساحل البحر المتوسط بصاروخ «آر 160»، بينما ذكر الجيش الإسرائيلي أن صاروخاً أُطلق من غزة سقط في منطقة مفتوحة قرب إيلات، مشيراً إلى أن صاروخاً آخر أُطلق من القطاع انفجر في الجوّ في منطقة جبال الكرمل قرب حيفا. وذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست» أن الجيش أصدر تحذيراً لسكان البلدات المتاخمة للحدود مع القطاع ووجّههم بالذهاب فوراً إلى الملاجئ قبل هجوم صاروخي وشيك وصفه بأنه «واسع النطاق».
ووسط مخاوف إقليمية ودولية من توسّع رقعة الحرب، حيث كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين آخر من حذّر من هذا الأمر، إذ اعتبر أن هناك محاولات لجرّ دول أخرى إلى الصراع في الشرق الأوسط وإطلاق العنان لـ»موجة من الفوضى» تُنذر بـ»عواقب مدمّرة ستتجاوز حدود الشرق الأوسط»، اتهم الجيش الإسرائيلي إيران بإصدار أوامر لفصائل مسلّحة تدعمها في اليمن والعراق ولبنان بشنّ هجمات في الآونة الأخيرة، مؤكداً أن إسرائيل تُراقب المنطقة مع الولايات المتحدة.