عاجل

نتنياهو في خضم حرب غزة…. محكوم عليه بالفشل

شفقنا-تتواصل الحرب في غزة نتيجة للهجمات الإسرائيلية الواسعة النطاق على أهل غزة، بحيث استشهد أكثر من 8700 شخص ومدني، ووجهت موجة من الإدانات والاحتجاجات العالمية ضد تصرفات وأعمال الكيان الصهيوني. في هذه الأثناء وفي آخر التطورات، بدأ الجيش الإسرائيلي بعض الهجمات البرية المحدودة على غزة في الظروف التي استدعت أمس حكومات بوليفيا وتشيلي وكولومبيا سفراءها من الأراضي المحتلة في أعقاب هجمات الكيان الصهيوني على غزة وإسرائيل. كما أعلنت نائبة وزير الخارجية البوليفية في مؤتمر صحفي أن بلادها قررت قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل احتجاجا وإدانة للعدوان العسكري الذي يشنه هذا النظام على قطاع غزة.

بعد أيام قليلة من بدء مرحلة الهجوم البري الإسرائيلي على قطاع غزة، تتكبد كتائب المدرعات والمشاة التابعة لإسرائيل خسائر بشرية بسبب مقاومة حماس والقوات الفلسطينية. في المقابل، تدور معركة سياسية داخل إسرائيل حول سير الحرب وتبعاتها وقراراتها.

في الواقع، على الرغم من أن بنيامين نتنياهو، باعتباره شخصية مهيمنة في السياسة الإسرائيلية، كان في مركز هذه التطورات لمدة عقدين من الزمن، إلا أنه بالتأكيد يعتبره المحللون الشخص الخطأ في الزمان والمكان الخطأ. 

والآن قام بتشكيل حكومة حرب لم تفقد ثقة المسؤولين فحسب، بل خسرت ثقة الجمهور داخل إسرائيل. كما تعتبر تصرفاته متناقضة بشكل كبير مع السياسات الأمريكية لسياسة حل الدولتين في الأراضي المحتلة.

فشل في الرأي العام

وفي هذا الصدد، تظهر استطلاعات الرأي العام في إسرائيل أن نتنياهو معترف به من غالبية الناس باعتباره المذنب الرئيس في تلقي الهزيمة من حماس ومفاجأتها. وفي الواقع، ورغم أن مسؤولية هذا الفشل تقع على عاتق السلطات العسكرية والاستخباراتية الإسرائيلية بما لا يقل عن نتنياهو، إلا أن نتائج استطلاعات الرأي داخل الأراضي المحتلة تظهر أن نصف الشعب يثق بالقادة العسكريين أكثر من رئيس الوزراء.

ولم تغضب مثل هذه القضية نتنياهو فحسب، بل أدت إلى تغذية الانقسامات والخلافات في حكومة الحرب الإسرائيلية. ووفقا للخبراء، فهو الآن يتهم علانية السلطات العسكرية والاستخباراتية بالإهمال والذنب، الأمر الذي كان له عواقب سلبية كبيرة على قرارات مجلس الوزراء الحربي.

التحدي التالي الذي يواجه الصهاينة هو أنه على الرغم من ادعائهم أن الهدف النهائي هو تدمير حماس، إلا أنهم يتواجدون خلف الكواليس ويشعرون بالحيرة على نطاق واسع بشأن فراغ السلطة في غزة، لذا فإن السؤال الرئيس الآن هو ما الضمان الذي يضمن قمع حماس والقضاء عليها، وإذا حدث ذلك، فمن سيكون المسؤول عن أكثر من مليوني شخص يعيشون في هذه المنطقة المدمرة؟

ومن ناحية أخرى، يقال إن القادة والمسؤولين الأمنيين في إسرائيل يشكون من أنهم لا يتلقون أي تعليمات محددة من الحكومة؛ واليوم، حشدوا 360 ألفا من قوات الاحتياط بتكاليف اقتصادية باهظة، ولا تعرف السلطات متى سيعودون إلى حياتهم الطبيعية والمدنية.

الحكومة المنهارة

يضاف إلى ذلك صراعات داخلية جديدة بالنسبة لحكومة نتنياهو داخل الأراضي المحتلة. منذ بداية عملية طوفان الأقصى، نزح عشرات الآلاف من الإسرائيليين في محيط غزة وشمال الأراضي المحتلة، ويقال إن هناك استياء كبيرا بينهم بسبب عدم اهتمام الحكومة وإقامتهم المؤقتة.

ولذلك يبدو أن سموتريتش، وزير المالية وزعيم حزب الصهيونية الدينية اليميني المتطرف، ينوي تخصيص موازنة المستوطنات الصهيونية لمساعدة اللاجئين الإسرائيليين؛ وقد عارض ذلك المستوطنون إضافة إلى بعض المسؤولين الإسرائيليين الآخرين. ولهذا السبب فإن السؤال المهم هو، إلى متى سيستمر نتنياهو على هذا الوضع؟

وفي هذا الصدد، يرى بعض المحللين أنه بالإضافة إلى المشاكل والتحديات التي تم ذكرها، فإن الأزمة الأساسية التي يواجهها نتنياهو قد تكون تحوله هو وأمثاله إلى عقبة أمام تشكيل دولة فلسطينية مستقلة. ورغم أن أمريكا والغرب يعتبرون بطبيعة الحال داعمين لإسرائيل وفي حرب غزة، ورغم كل جرائم إسرائيل إلا أنهم ما زالوا يقفون إلى جانب هذا الكيان ويدعمونه، إلا أن نتنياهو هو أهم عائق أمام حل الدولتين. وهو ما تفكر فيه أمريكا والغرب، وقد أصبح مشكلة كبيرة بالنسبة لهم.

وفي الواقع فإن أساس بعض السياسات الأمريكية والغربية في المنطقة هو مسألة تطبيع العلاقات مع السعودية والحفاظ على اتفاق إبراهيم على أساس تشكيل فلسطين المستقلة، لكن استمرار هذا الوضع سيدمر كل خططهم واستراتيجياتهم لسنوات طويلة في الشرق الأوسط.

في المقابل، إذا أراد نتنياهو القبول بالواقع الراهن والاستسلام للرغبة في إقامة دولة فلسطينية مستقلة، فإنه في المرحلة الأولى سيواجه المتطرفين الذين سيرفضون أي تسوية في هذا المجال. وعندما يرتبط هذا الأمر بالخلافات الحالية في حكومة الحرب، سيواجه نتنياهو أزمات غير مسبوقة باعتباره صانع القرار الرئيس في الحرب. هذا ووفقا للعديد من الخبراء، فإن صبيحة تراجع الصراع في غزة، سيكون اليوم الذي لن يتم فيه إقالة نتنياهو فحسب، بل على الأرجح تعني نهاية حياته السياسية.

المصدر: صحيفة اعتماد

————————

المقالات والتقارير المنقولة تعبر عن وجهة نظر مصادرها ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع

————————–

النهاية

 

المصدر
الكاتب:Shafaqna1
الموقع : ar.shafaqna.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-11-02 21:02:12
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى