اخبار فلسطين
جيش الاحتلال يعوّض اصطياد ضبّاطه بتدمير مستشفيات غزة ضغط أميركي لترتيبات هدنة التبادل تواكبه رشقات على تل أبيب وتسريح آلاف الاحتياط

طفل فلسطيني من بين الأطفال الخدج الذين تم إجلاؤهم من مستشفى الشفاء يتلقى العلاج في احدى مستشفيات مصر
أفشلت المقاومة الفلسطينية أمس محاولة تقدم لجيش الاحتلال الإسرائيلي باتجاه حي الزيتون من المنطقة الجنوبية الشرقية وباتجاه جباليا، وأجبروه على التراجع بعد معارك ضارية تكبدت فيها قوات العدو خسائر كبيرة في جنوده وكبار ضباطه كما فقدت تركيزها الجوي حيث قصفت مقاتليها المرتبكين على الأرض.
وقال الناطق باسم “كتائب القسام” أبو عبيدة، أمس إن مقاتلي الكتائب يخوضون اشتباكات عنيفة مع القوات الإسرائيلية في عدة محاور بقطاع غزة مضيفا أنهم استهدفوا 60 آلية إسرائيلية، منها 10 ناقلات جند خلال الأيام الثلاثة الأخيرة.
وقال أبو عبيدة: “إن محاور جنوب حي الزيتون والشيخ رضوان وحي التوام وغرب مخيم جباليا وبيت لاهيا، تشهد اشتباكات ضارية”، مضيفاً أيضاً: “نعتقد أن الجيش الإسرائيلي قصف قوات له على الأرض”.
وأردف في كلمة مسجلة أن مقاتلي القسام دمروا أيضاً آليات إسرائيلية في محيط مستشفى الرنتيسي، وقتلوا قوة راجلة هناك، مشيراً إلى إسقاط عدد من الجنود الإسرائيليين لافتا إلى أن مقاتلي القسام سمعوا صراخ جنود جيش الاحتلال واستغاثاتهم.
وفي وقت سابق أمس قالت “كتائب القسام” إنها قصفت تل أبيب برشقة صاروخية وُصفت بأنها من أكبر الرشقات الصاروخية منذ بداية الحرب وذلك رداً على “المجازر” بحق المدنيين.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن الصفارات دوّت في 129 موقعاً إسرائيلياً في اللحظة نفسها. يشار إلى أن اقتحام حي الزيتون وجباليا يُعدّ المهمة الأصعب للاحتلال الإسرائيلي الذي أقرّ بمعارك ضارية مع «كتيبة الزيتون» التي وصفها بأنها إحدى أكبر تشكيلات «كتائب القسّام».
وحول القصف الإسرائيلي المستمر على غزة، أكد أبو عبيدة أن هدف الاحتلال في هذه الحرب هو التدمير وقتل المدنيين، وقال إن “محرقة العدو ضد شعبنا ستكون بداية نهايته”.
وأضاف “الحالة الهستيرية التي يتعامل بها العدو في جرائمة مؤشر على عدم اقتناعه بالنصر”.
وخلص في ختام حديثه إلى أن “العدوان سينكسر ولن تنكسر إرادتنا”.
من جهته أكد الوزير في مجلس حرب العدو، بيني غانتس، أن المعركة في القطاع تتوسع وتزداد عمقاً وستستمر.
وقال غانتس: إنه حتى لو كانت هناك هدنة لإعادة المختطفين، فإن إسرائيل ستعود لضرب العدو.
وكانت هيئة البث الإسرائيلية، قالت أمس إن الحكومة الإسرائيلية المصغرة أعطت الضوء الأخضر للجهات المختصة لإتمام صفقة لتبادل الأسرى مع حركة «حماس».
وقالت الهيئة: «إسرائيل قبلت الشروط التي وضعتها (حماس) لصفقة إطلاق سراح الرهائن والكرة الآن في ملعب (حماس)».
وبحسب الهيئة، فإن الحديث يدور عن إطلاق سراح 50 محتجزاً في قطاع غزة، وإطلاق سراح فلسطينيات معتقلات في إسرائيل، بالإضافة إلى هدنة مدتها خمسة أيام.
وفي وقت لاحق قالت القناة 12 الإسرائيلية إن الساسة في حكومة نتنياهو مهتمون بنقل رسالة للوسيط القطري مفادها أنهم ماضون في التفاوض من التوصل لاتفاق تبادل أسرى مع حركة حماس.
من جهته قال منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي، أمس: “نعتقد بأننا نقترب من التوصل لاتفاق بشأن إطلاق سراح الأسرى في غزة”، مشيراً إلى أن “الرئيس جو بايدن يعمل كل ما في وسعه من أجل الإفراج عنهم”.
وكان بايدن قال في وقت سابق أمس إنه يعتقد بأن التوصل إلى اتفاق حول الرهائن بات قريبا.
وأضاف للصحفيين، عندما سُئل في البيت الأبيض عن اتفاق محتمل، “أعتقد ذلك”.
وبشأن الأميركيين الذين غادروا قطاع غزة، قال كيربي إن نحو “800 أميركي مروا عبر معبر رفح” إلى مصر، كما أشار إلى أن 6 شاحنات عبرت إلى غزة تحمل نحو 18 ألف جالون من الوقود.
في المقابل قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق إنه ليس هناك أي تفاصيل نهائية في الوقت الراهن بخصوص التوصل لصفقة تبادل الأسرى.
وأضاف في تصريح للجزيرة مباشر، في كل مرة نقترب من إنجاز صفقة الأسرى يقوم نتنياهو بالمماطلة وتعطيل الاتفاق والاستمرار في الكذب على جميع الأطراف.
إلى ذلك قالت حركة الجهاد الإسلامي إن أمينها العام زياد النخالة بحث في اتصال هاتفي مع رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية، تطورات الأوضاع والمفاوضات المتعلقة بصفقة تبادل الأسرى.
وفي اليوم الـ45 للحرب الإسرائيلية الهمجية على غزة حيث يتواصل قصف مستشفيي الإندونيسي والعودة في شمالي قطاع غزة، وأعلنت وزارة الصحة في غزة، أن إسرائيل قتلت 12 فلسطينياً في استهداف المستشفى الإندونيسي بشمال القطاع.
وأوضحت الوزارة في بيان، أن الضحايا هم من الجرحى ومرافقيهم الذين وصلوا إلى المستشفى لتلقي العلاج.
كما أعلنت الوزارة إصابة العشرات من المرضى والجرحى.
وذكرت الوزارة أن “قوات الاحتلال الإسرائيلي تضع آلاف الجرحى والطواقم الطبية والنازحين في دائرة الموت نتيجة الاستهداف المباشر والمتكرر للمستشفى الإندونيسي”.
من جهته قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدحانوم جيبرييسوس، أمس إنه يشعر “بالفزع” من الهجوم على المستشفى الإندونيسي في غزة.
وقال جيبرييسوس على منصة “إكس”: “لا ينبغي أبداً أن يتعرض العاملون في مجال الصحة والمدنيين لمثل هذا الرعب، وخاصة أثناء وجودهم داخل المستشفى”.
وأمس أظهرت صور أقمار صناعية حصلت عليها الجزيرة اتخاذ قوات الاحتلال الإسرائيلي محيط مستشفى الشفاء منطقة تمركز وتمترس للدبابات والآليات العسكرية.
كما أظهرت الصور اتخاذ القوات الإسرائيلية مدارس إيواء النازحين كمواقع لتمركز وتمترس آلياته العسكرية.
في الأثناء قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة إن 13 ألفا و300 شهيد سقطوا منذ بدء العدوان منهم 5600 طفل و3550 امرأة.
وأضاف المكتب، في بيان، أن القصف الإسرائيلي المتواصل خلّف أكثر من 31 ألف إصابة 75% منهم أطفال ونساء.
من جهة ثانية أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هغاري أمس وجود عمليات تسريح لجنود احتياط، رغم أن الحرب على قطاع غزة لم تنته بعد.
وقال دانيال هغاري: “الجيش يقرر حجم قوات الاحتياط في المعركة ونجري حسابات بشأن بعض عديد هذه القوات التي يعاد أفرادها إلى البيت، وذلك تبعا لعوامل عدة”.
وأضاف أن من بين هذه العوامل ” الإبقاء على حالة الاقتصاد بشكل جيد تمكن من مواصلة القتال”.
وجاء حديث الناطق باسم الجيش الإسرائيلي بعد فترة وجيزة من تقارير صحفية في إسرائيل تحدثت عن “تسريح هادئ” لجنود الاحتياط الذين استدعوا مع اندلاع الحرب في 7 أكتوبر الماضي.
وذكرت هذه التقارير أنه تم تسريح آلاف من جنود الاحتياط من الجيش دون بيان رسمي من الجيش، وسط تعتيم على العدد الحقيقي للجنود للمسرحين.
وتفيد المصادر بأن جنود الاحتياط المسرحين هم في الوحدات غير القتالية كقيادة الجبهة الداخلية مثلا أو من الوحدات القتالية غير الفاعلة في الحرب داخل القطاع.
في غضون ذلك أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أن إقامة نظام “حماية” تحت رعاية الأمم المتحدة في غزة بعد الحرب، لن يكون حلاً، داعياً إلى “مرحلة انتقالية” تشارك فيها جهات فاعلة متعددة، أبرزها الولايات المتحدة والدول العربية.
وقال غوتيريش في تصريح للصحافيين أمس: “من المهم أن نكون قادرين على تحويل هذه المأساة إلى فرصة، ولكي يكون هذا ممكناً، من الضروري أن نتحرك بعد الحرب بشكل حاسم ولا رجعة فيه نحو حل الدولتين”.
وأوضح أن ذلك يتطلب “تقوية السلطة الفلسطينية لتتحمل المسؤولية عن غزة”، لكن “السلطة الفلسطينية لا يمكنها الذهاب إلى غزة بالدبابات الإسرائيلية”، ولذلك “يجب على المجتمع الدولي أن يفكر في فترة انتقالية”.
وأضاف “لا أعتقد أن نظام حماية تحت رعاية الأمم المتحدة في غزة هو الحل. أعتقد أننا بحاجة إلى مقاربة بعدة فاعلين، بحيث تتعاون مختلف البلدان والكيانات”، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة من بين هذه الجهات الفاعلة باعتبارها الضامنة” لأمن إسرائيل والدول العربية في المنطقة.
وتابع “يجب على الجميع أن يعملوا معاً لتهيئة الظروف اللازمة لعملية انتقالية، مما يسمح لسلطة فلسطينية قويّة بتحمل المسؤوليات في غزة”.
على صعيد آخر نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في مؤتمر صحافي أمس مزاعم إسرائيلية بتورط بلاده في احتجاز الحوثيين سفينة شحن مملوكة لبريطانيين وتشغلها شركة يابانية في جنوب البحر الأحمر.
وقالت إسرائيل أمس الأول إن الحادث «عمل إرهابي إيراني» له عواقب على الأمن البحري الدولي.
وبثت جماعة الحوثي المدعومة من إيران لقطات مصورة، أمس تُظهر رجالاً مسلحين ينزلون من طائرة هليكوبتر ويسيطرون على سفينة شحن في جنوب البحر الأحمر.
وقالت الشركة المالكة للسفينة «غالاكسي ليدر» إن عسكريين صعدوا على متنها بشكل غير قانوني عبر طائرة هليكوبتر، الأحد، وهي الآن موجودة في ميناء الحديدة باليمن، حسبما أفادت وكالة «رويترز».
وأضافت الشركة المسجلة في جزيرة «آيل أوف مان» والمالكة للسفينة، في بيان: «لقد فُقدت جميع الاتصالات مع السفينة». وأردفت: «بصفتنا شركة شحن، فلن نعلّق أكثر على الوضع السياسي أو الجيوسياسي».
من جهة ثانية استدعت وزارة الخارجية الإسرائيلية، أمس سفيرها لدى جنوب أفريقيا للتشاور بعد «تصريحات جنوب أفريقية صدرت مؤخراً».
وقال «حزب المؤتمر الوطني الأفريقي» الحاكم في جنوب أفريقيا الخميس إنه سيدعم تحركاً برلمانياً يدعو إلى إغلاق السفارة الإسرائيلية في جنوب أفريقيا.
وأعلنت حكومة جنوب أفريقيا مطلع الجاري استدعاء دبلوماسييها لدى إسرائيل للتشاور، معبّرة عن «قلقها» إزاء «الفظائع» التي ترتكبها إسرائيل في غزة.
وتعد بريتوريا منذ زمن مدافعاً شرساً عن القضية الفلسطينية التي غالباً ما يربطها حزب «المؤتمر الوطني الأفريقي» الحاكم بنضاله ضدّ الفصل العنصري.
في أنقرة أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس أن أنقرة لن تسمح بإسقاط قضية الأسلحة النووية الإسرائيلية من جدول الأعمال العالمي.
وأضاف بعد اجتماع لمجلس الوزراء، أن الغرب يحاول «تبرير» ما وصفه بجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها إسرائيل في غزة، مضيفاً أن الدول الغربية تجمعها «الأخوة في الأكاذيب» مع إسرائيل، وهو ما وصفه بأنه شيء «مخزٍ».
وقال: «عار المحرقة يجعل الزعماء الأوروبيين رهائن… نحن في تركيا لن نسمح بنسيان قضية البرنامج النووي الإسرائيلي».
على صعيد آخر عبرت مجموعة أولى من الأطفال الخدج -الذين تم إجلاؤهم من مستشفى الشفاء معبر رفح إلى مصر أمس لتلقي العلاج، وفق وسائل إعلام مصرية.
وأظهرت لقطات حية بثتها قناة القاهرة الإخبارية المصرية عبور سيارات إسعاف إلى مصر تحمل مجموعة من الأطفال الخدج.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن 28 طفلا خديجا نقلوا في سيارات الإسعاف من المستشفى الإماراتي في جنوب غزة، والذي كانوا قد وصلوا إليه أمس الأحد بعد إجلائهم من مستشفى الشفاء إلى معبر رفح تمهيدا لنقلهم لتلقي العلاج في مستشفيات مصر.
(الوكالات)