اخبار عالمية

د. محمد أبو بكر: بين أبواق اليهود في الأقصى وأبواق الإعلام العربي.. القدس تتحوّل إلى الزمان اليهودي.. والتطبيع عال العال!

د. محمد أبو بكر: بين أبواق اليهود في الأقصى وأبواق الإعلام العربي.. القدس تتحوّل إلى الزمان اليهودي.. والتطبيع عال العال!

د. محمد أبو بكر

⁨23 سبتمبر 2023⁩

 

 

بفضل عدّة رعايات كريمة من عواصم مختلفة ؛ فإنّ قطار التطبيع بين عواصم عربية والكيان الصهيوني يسير وفق وتيرة طيّبة جدا، ولا عوائق تلوح في الأفق، والأمور كلّها عال العال، كما كان يقول والدي – رحمه الله.

كبريات العواصم العربية باتت جاهزة لركوب القطار، رغم أنف سموترتش وابن غفير، سوف نطبّع رغما عن أنفي الإثنين، هذا هو لسان حال بعض حكامنا، المهم هو أن يبقى هؤلاء في مواقعهم، ويبدو جليّا لكلّ مراقب، أن التطبيع بات من شروط بقاء بعض الأنظمة على صدور شعوبها .

وفي ظلّ ما يجري من هرولة وسباق محموم نحو التطبيع، ها هي أبواق اليهود تصدح في القدس بصورة علنيّة، والأعياد اليهودية الحالية فرصة لدى اليمين الصهيوني لتأكيد سطوته وسيطرته وسيادته على القدس، الأبواق اليهودية هي المقدمة الأولى للإعلان بأنّ القدس تنتقل رويدا رويدا من الزمان الإسلامي إلى الزمان اليهودي .

من سيمنع اليهود من كل ذلك؟ هم يدركون بأنّ هذه هي فرصتهم بتغيير الأوضاع والإستيلاء على ثلاثة أرباع الأماكن المقدسة، فالوصاية ستصبح في خبر كان، وموظفو الأوقاف سيجري طردهم، في الوقت الذي تمارس فيه أبواق الإعلام العربي أدوارا لا علاقة لها لا بالقدس ولا فلسطين ولا حتى درنة أو السودان .

أبواق الإعلام العربي مشغولة بما هو أهمّ من كل ما سبق، فالزعيم يحظى بالتمجيد والنفخ والتأليه في أحيان كثيرة، هو رب العائلة الكبيرة، وصاحب الإنجازات الوهمية، هو الذي أوصل شعبه إلى هذه الحالة من الترف والرفاهية والسعادة، فالزعيم المبجّل يعمل ليلا نهارا في خدمة شعبه، لا يجوز إرباك جدول أعماله، ولا يجوز أبدا إلهاؤه بتلك الأبواق اليهودية، فالقدس لا تعني لهم غير الصداع ووجع الرأس، ولذلك دعوهم – أيها السادة – يطبّعون وينبطحون ويلعقون التراب كما يريدون ويشتهون .

الإعلام العربي الرسمي ؛ هو مجرّد أبواق مثقوبة عفنة، يكذب ثم يكذب ثم يكذب، لعلّ مواطنا واحدا يصدّقهم، إعلام وصل إلى قاع القاع الحضيض، وهل بعد القاع قاع ؟ إعلام امتهن فنّ الدجل والنفاق، يا إلهي ! ما أروع هذا الإعلام في إجادة مسح الجوخ، لقد أوصلنا إلى حد القرف والرغبة في التقيؤ، إعلام مسخ، فالصحافة لديهم باتت سخافة، والإعلام أصبح أفلام، فلا طعم ولا لون ولا رائحة، غير تلك الرائحة النتنة التي تصدم أنوفنا كل يوم وكلّ ساعة .

البوق اليهودي مستمرّ في النفخ، والإعلام الرسمي مستمرّ هو أيضا في النفخ، وما بين نفخهم ونفخنا بون شاسع، هم ينفخون من أجل إحكام السيطرة على القدس ومقدساتها، وإعلامنا يواجههم بنفخ آخر، لعله ( يسطح ) بطونهم وبطون حكامهم ومن والاهم .

كاتب فلسطيني

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى