أعرف عدوك

الكيان ممزقٌ داخليًا وتراجع قوّة وكفاءة الجيش بات حقيقةً والردع تآكل نهائيًا.. وزير الأمن الأسبق: قادتنا يتباهون ويُهدّدون وخطيئة الغطرسة لم تختفِ.. فصل الساحات لدرء خطر الحرب المتعددة الجبهات

الكيان ممزقٌ داخليًا وتراجع قوّة وكفاءة الجيش بات حقيقةً والردع تآكل نهائيًا.. وزير الأمن الأسبق: قادتنا يتباهون ويُهدّدون وخطيئة الغطرسة لم تختفِ.. فصل الساحات لدرء خطر الحرب المتعددة الجبهات

الناصرة-“رأي اليوم”-

⁨28 سبتمبر 2023⁩ بواسطة ⁨06⁩

الواقع أنّ قضية السرقة في جيش الاحتلال هي مشكلة قديمة يغرق فيها الإسرائيليّ، حيث تؤكِّد المعطيات الإسرائيليّة أنّ عناصر في الجيش من ضبّاطٍ وجنودٍ يقومون ببيع الأسلحة والعتاد لعصابات الإجرام في العالم السفلي، وأنّ نسبةً كبيرةً من هذه الأسلحة تصِل في نهاية المطاف إلى المُقاومة الفلسطينيّة في الضفّة الغربيّة المُحتلّة. لكنّ اللافت هذه المرة أنّ ما سُرِق هو دبابة كاملة، وتمّت سرقتها من قاعدةٍ عسكريّةٍ إسرائيليّةٍ للتدريبات في المنطقة الشمالية.

صحيح أنّها دبابة متروكة للتدريب ولم تعد صالحة للاستخدام، إلّا أنّه يمكن الاستفادة منها لبيع الحديد. وعليه، فتحت شرطة الاحتلال تحقيقًا مشتركًا مع جيش الاحتلال حول ملابسات القضية، وأَبلغ ممثل من قبل وزارة أمن الاحتلال الشرطة عن السرقة، وبدأ محققون من لواء الساحل التحقيقات، وتمكنوا من العثور على الدبابة في ساحة خردة.

ووفقًا للتحقيقات الأولية حول ظروف الحادث، فإنّ الحديث يجري عن دبابةٍ من طراز (ميركافا 2) خرجت من الخدمة قبل سنوات طويلة، ولا تحتوي على وسائل قتالية، وأجهزتها غير فعالة، وكانت موضوعة في منطقة إطلاق نار مفتوحة للمتنزهين، واستُخدمت كمركبة ثابتة لتدريب الجنود.

ومن الجدير بالذكر في هذه العُجالة أنّ نشطاء في الاحتجاج ضد (الانقلاب القضائيّ)، الذي تقوده حكومة بنيامين نتنياهو، وهم عسكريون في الاحتياط، كانوا أقدموا قبل حوالي نصف سنةٍ على سرقة مدرعة شاركت في حرب (يوم الغفران) 1973، من موقع في الجولان العربيّ السوريّ المحتل، وذلك كجزءٍ من الاحتجاجات ضد (التعديلات القضائية)، حيث وضعت على المدرعة (وثيقة الاستقلال).

في سياقٍ ذي صلة ومتعلّقٍ بمشاكل الجيش، قال وزير الأمن ورئيس الأركان سابقًا، شاؤول موفاز، في الذكرى الخمسين لمؤتمر حرب (يوم الغفران) في الكلية الأكاديمية نتانيا، إنّ “بعض قادتنا يواصلون التباهي وتهديد أعداء إسرائيل. خطيئة الغطرسة لم تختف. ولم نتعلم بعد أنّه دون الوحدة الداخلية فإنّنا ندمر ما بنيناه في بلدنا منذ 75 عامًا”، على حدّ تعبيره.

وفي حديث مع القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ، أوضح موفاز أنّ “المستوى السياسيّ يُقسِّم الشعب اليوم، والحكومة الحالية تضر بالجيش. من دون الطيارين لا يمكن أنْ ننتصر في الحرب، ومن دون سلاح جوٍّ كاملٍ لا يمكن أنْ ننتصر في الحرب. ومن دون عناصر الاحتياط ليس لدينا القوة الكافية لنقل الحرب إلى أرض العدوّ”، طبقًا لأقواله.

ووسط التوترات المُتصاعدة في الضفة الغربية وقطاع غزة، أفادت صحيفة (يديعوت أحرونوت) أن هناك تحدٍ أمام الجيش الإسرائيليّ والمؤسسة الأمنية وهو الفصل بين الساحات المختلفة.

وقالت الصحيفة إنّ التنظيمات الفلسطينيّة تحاول الربط بين الساحتين في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) وقطاع غزة، من خلال التحريض والإعلانات في وسائط التواصل الاجتماعيّ، وفي المؤسسة الأمنية، يقاتلون بقوّةٍ أكبر للحفاظ على الفصل بين الساحات قدر الإمكان، والهدف أيضًا هو فصل شمال السامرة (الضفة) عن بقية (مناطق) الضفة، وخلق تمايز بين مخيمات اللاجئين المختلفة.

وأضافت الصحيفة، التي اعتمدت على مصادر واسعة الاطلاع في المؤسسة الأمنيّة بتل أبيب: “فيما يتعلق بالمؤسسة الأمنية، فإنّ السبيل للحفاظ على الفصل بين الساحات هو تعزيز السلطة الفلسطينيّة في الأماكن التي تكون فيها ضعيفة، وتقوية الاقتصاد وحريّة العمل للفلسطينيين، من خلال توسيع تصاريح العمل، إضافةً إلى عمليات الاعتقال التي يقوم بها الجيش الإسرائيليّ على أساس المعلومات الاستخبارية”.

وبسبب تصاعد الخطاب “التهويلي” على الجيش، يبدو أنّ حكومة نتنياهو تحاول منع إيصال رسائل خارجيّة وداخليّة ضدّ رواية تراجع كفاءة الجيش، من هنا فثمة رمزية أوْ دلالة مثلًا لتوقيت الكشف عن الأدوات والخطوات التنفيذية لخطة رئيس أركان الاحتلال، خلال زيارة نتنياهو لنيويورك.

وفي هذا السياق، ذكر موقع (WALLA) الإخباريّ-العبريّ أنّ خطة جيش الاحتلال متعددة السنوات، من المتوقع أنْ يُجمل تفاصيلها قريبًا رئيس أركان الاحتلال الجنرال هرتسي هليفي، ستتضمن من بين جملة أمور: تحسين مواقع وقواعد التدريب، شراء طائرات إف 35، وإف 15 إضافية، إقامة مدارس إعدادية ما قبل عسكرية جديدة، تحسين المواقع القديمة للجيش الإسرائيليّ على الحدود المختلفة، تطوير وأبحاث ذكاء اصطناعي، إقامة منظومات كهرباء طاقة شمسية مستقلة للجيش الإسرائيلي، وتطوير منظومة الليزر “ماغِن أور” ومعناها بالعربيّة (درع ضوء).

وفي الخُلاصة وَجَبَ التذكير أنّ جيش الاحتلال خاض آخر حربٍ قبل خمسين عامًا، أيْ حرب أكتوبر في العام 1973، ومنذ ذلك الحين يقوم بعملياتٍ محدودةٍ ضدّ حزب الله في لبنان، آخرها عام 2006، وضدّ المُقاومة الفلسطينيّة في قطاع غزّة، لذا من المُتوقَّع أنْ تكون الحرب القادمة مليئة بالمفاجئات “للجيش الذي لا يُقهَر”!

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى