عاجل

لا بد من صحوة أخلاقية إزاء ما يجري في غزة

شفقنا – لا يمكن للمرء مهما كانت توجهاته وانتماءاته، أن يقف على الحياد تجاه ما يجري من قتل وجرائم وإبادة جماعية بحق أهالي غزة. وفي هذا الخضم فان المشاهد المروعة والصور واللقطات التي تبث عن غزة، مفزعة ومروعة وتفرض علينا جميعا “صحوة أخلاقية”.

إن الواقع الذي تمر به غزة الان ومشاهد الأطفال والنساء والرجال الذين تُنتشل جثثهم من تحت الأنقاض، ليس بالأمر الذي يمكن للتاريخ أن يمر عليه مرور الكرام. ومهما كان الانسان عديم الرحمة ومتحجر الفؤاد، فان الضمير سيوقظه ذات يوم على وقع الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الاسرائيلي في غزة أمام مرآه ومسمعه ولم يفعل شيئا من أجل إيقافها.

وهذا الضمير يدفع بالحشود الغفيرة من الناس في مختلف بلدان العالم للخروج في مسيرات حاشدة للتعبير عن استيائها وسخطها من الممارسات الاسرائيلية التي يذهب البعض إلى أنها غير مسبوقة في تاريخ هذا الكيان.

ولم تستطع الأمم المتحدة التي فقدت ما يزيد عن 100 من موظفيها في حرب غزة، أن توقف حرب الإبادة ولو لعدة أيام.

كما أن القمة غير العادية لقادة وزعماء 57 بلدا عضوا في منظمة التعاون الاسلامي والتي التأمت قبل بضعة أيام في السعودية، عجزت عن إتخاذ إجراء مؤثر وحاسم، يضع المعتدي والمتوحش والمجرم عند حده.

وبذلك فان الطغيان والقساوة والإجرام يواصل انقضاضه وإجهازه على الأنفس والأرواح البريئة في غزة ويقضي على حياة البعض ويتربص بالاخرين ليقضي عليهم لاحقا.

وعندما لا تستطيع المنظمات الدولية وحكومات وأنظمة الغرب والشرق، السيطرة على المتمرد الوحشي الإسرائيلي، فان البشرية لا بد لها أن تتطلع لـ “صحوة أخلاقية”.

وهنا يبدو أن السياسة قد التفت على الأخلاق والقيم وأخضعتها لهمينتها. ويرى العالم اليوم أن الرؤية المكيافيلية قد تجسدت في “نتانياهو”. هناك عندما يتحدث مكيافللي بصراحة عن ازدواجية الأخلاق والسياسة وينصح رجال الحكم والدولة بان “يدوسوا بأقدامهم على كل ما هو محظور ومُحرّم أخلاقيا من أجل المضي قدما في ترسيخ وتوطيد سلطتهم السياسية. إن رئيس الوزراء الاسرائيلي اليميني المتطرف ليست لديه أذن صاغية. وتدافع أمريكا عنه وعن إسرائيل بشتى السبل والأساليب.

لكن الحروب تضع أوزارها ذات يوم، وحينها سيتم اختبار السياسة في ميزان الأخلاق التي هي الحق والحقيقة.

إن طمأنينة وسكينة البشرية والسلام والاستقرار يجب أن يستمد مصداقيته من الأخلاق. وإن انعدمت الأخلاق والقيم الانسانية وغاب الضمير الانساني، فان شخصا مثل نتنياهو سينفذ ما يريد من إجرام وفظاعات من دون أن يحاسبه أحد.

إذن لا بد من القول أن ما يجري في غزة اليوم هو وصمة عار على من يدعمون إسرائيل ويوفرون الغطاء السياسي والعسكري لها ووصمة عار على جبين الساكتين عن الحق.

انتهى

 

المصدر
الكاتب:Sabokrohh
الموقع : ar.shafaqna.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-11-18 07:21:44
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى