حكومة الاحتلال تنقسم حول صفقة الهدنة والتبادل قبل إقرارها بتأييد الجيش والأمن هدنة لخمسة أيام مفتوحة للتمديد… ومعادلة 3 مقابل 1 للتبادل… ودخول المساعدات الاحتلال يستهدف «الميادين» والإعلام: فرح وربيع وحسين شهداء… وحملة تضامن
كتب المحرّر السياسيّ-البناء
فشلت الحملة الحربية التي أطلقها الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو قبل خمسة وأربعين يوماً لمعاقبة غزة واجتثاث حماس، رداً على عملية طوفان الأقصى التي هزّت الكيان وداعميه في الغرب، وقد فشلت الحملة الإعلامية التي أرادت تشويه الطوفان وتصويره عملاً إجرامياً إرهابياً، وكما حكم الشارع الغربي بالفشل على الحملة الإعلامية، فخرج ملايين المتظاهرين تنديداً بالجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال على مدار الساعة بحق الآمنين من النساء والأطفال، وبهدف المدارس والمستشفيات في غزة، نجحت المقاومة بإفشال الحملة الحربية ومنعها من تحقيق أهدافها وحوّلتها إلى حرب استنزاف لجيش الاحتلال بالتوازي مع حرب استنزاف سمعته وسمعة الحكومات التي قامت بدعمه في خوض حربه الإجرامية.
إشارة الفشل التي لا تقبل التأويل والاجتهاد هي قبول القيادة السياسية والعسكرية والأمنية للكيان بدعم وتشجيع من واشنطن، على صفقة مع حركة حماس وقوى المقاومة، تتضمن إقرار هدنة ممتدة لخمسة أيام قابلة للتمديد طلباً للمزيد من تبادل المزيد من الرهائن والأسرى، ما يعني الإقرار بأن التفاوض لا الحرب طريق تحرير الرهائن، وما يعني الاعتراف بأن القبول بشروط تظهر أن يد المقاومة كانت العليا، من خلال القبول بمعادلة أسير من المستوطنين مقابل ثلاثة أسرى فلسطينيين، بعدما سقطت صيغة واحد مقابل واحد، تعبيراً عن موازين القوى التي أظهرها ميدان المواجهة، وما نتج عنه من خسائر في الأرواح والمعدّات في جيش الاحتلال، ينتظر أن تكشف أيام الهدنة حجمها الحقيقيّ.
القبول بالطابع المذلّ للصفقة بالنسبة للكيان، الذي يسميه نتنياهو بالواقعية، تسبّب باعتراض ثنائي التطرف الديني ايتمار بن غفير وبتسلائيل سموتريتش والتلويح باحتمال مغادرة الائتلاف الحكومي، وتهديد الحكومة بخطر السقوط، بالرغم من مطالعة قادة الجيش وأجهزة الأمن حول أهمية الصفقة وفوائدها، خصوصاً في ضوء انعدام فرص إعادة الرهائن بالقوة من جهة، وحجم ضغط قضيتهم على المستوى السياسي والإعلامي والاجتماعي في الداخل من جهة موازية.
الخميس يبدأ التنفيذ ويتم وقف إطلاق النار لخمسة أيام وبدء الإفراج عن الأسرى كل يوم بيوم، عشرة من المستوطنين النساء والأطفال مقابل ثلاثين من الأسيرات الفلسطينيات وعدد من الأسرى من القصَّر، وتدخل مئات الشاحنات الى غزة بما فيها شاحنات الوقود.
بالتوازي حمل يوم أمس، المزيد من التصعيد في جبهات القتال في غزة ولبنان، وسجلت المقاومة مزيداً من عمليات الاستهداف المؤلمة لجيش الاحتلال، بينما واصل الاحتلال ارتكاب المزيد من الجرائم بحق المدنيين، وكان للإعلاميين نصيبهم، وفي لبنان تعمّدت مواقف قناة «الميادين» بدماء شهدائها فرح عمر وربيع معماري وحسين عقيل، وأكد الاستهداف مواصلة جيش الاحتلال تصفية حساب العداء مع «الميادين» كقناة إعلامية ملتزمة بالحق والحقيقة، معترفاً لها بحجم تأثيرها وخشيته من فعالية خطابها الإعلامي، ولاقت الجريمة استنكاراً واسعاً، وأطلقت حملة تضامن واسعة مع الميادين والإعلام وحق الإعلاميين بالحصانة والحماية.
وشهدت الجبهة الجنوبية سخونة لافتة أمس، بعد توسيع كيان الإحتلال الإسرائيلي جرائمه لتطال المدنيين والصحافيين، ما يعد تجاوزاً جديداً لقواعد الاشتباك الحاكمة على طول الحدود بعد الثامن من الشهر الماضي بعد تجاوزها مرات عدة كان آخرها جريمة عيناتا، ما يعكس وفق مصادر مطلعة لـ»البناء» عمق الأزمة التي يواجهها كيان الاحتلال ورئيس حكومة العدو بعد فشل جيشه في تحقيق إنجازات ميدانية في غزة وسقوط كل الأهداف العسكرية والسياسية التي وضعها بنيامين نتانياهو ورضوخه وخضوعه لوقف إطلاق النار والهدنة وتبادل الأسرى التي باتت قاب قوسين أو أدنى، وفق ما تشير التصريحات الأميركية والقطرية وحتى الإعلام الإسرائيلي.
واستهدف جيش العدو الإسرائيلي بغارة من مسيّرة فريقاً صحافياً عند مثلث طيرحرفا ما أدى الى استشهاد المراسلة فرح عمر والمصوّر ربيع المعماري في قناة الميادين خلال القيام بواجبهما المهني. كما استهدفت مسيّرة إسرائيلية سيارة من نوع رابيد على طريق فرعية بين الشعيتية والقليلة ما أدى الى استشهاد 4 أشخاص.
وأفادت مصادر ميدانية لـ«البناء» الى أن استهداف الصحافيين في قناة الميادين كان مباشراً ومتعمّداً ولم يكن على سبيل الخطأ، علماً أن فريق عمل الميادين كان موجوداً في المكان نفسه منذ بداية الحرب على الحدود وليس أمس فقط، ما يعكس حجم التأثير للإعلام وبخاصة إعلام المقاومة بفضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي ونقل عمليات المقاومة والأضرار الكبيرة التي تلحقها بمواقع العدو وضباطه وجنوده وآلياته وتحصيناته، ما يسبّب الإحراج للحكومة الإسرائيلية أمام المستوطنين في شمال فلسطين المحتلة والرأي العام عموماً. ولاحظت المصادر أن الاستهداف أمس جاء عقب أيام من حظر كيان الإحتلال لقناة «الميادين».
ولم يتأخّر ردّ المقاومة، فأعلن حزب الله في بيان أنه «رداً على استهداف العدو للصحافيين فرح عمر وربيع المعماري وسائر الشهداء المدنيين هاجمنا قوة من الجمع الحربي التابع للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أثناء وجودها في منزل عند أطراف مستعمرة بصاروخين موجّهين ما أدى الى سقوط عناصرها بين قتيل وجريح».
وكان حزب الله باشر عملياته العسكرية ضد أهداف للاحتلال الإسرائيلي. فقد أعلن استهداف منزل في مستعمرة المطلة يتمركز فيه جنود للعدو الإسرائيلي بالأسلحة المناسبة وتمّت إصابته إصابة مباشرة. وأعلن استهداف مواقع حدب البستان والراهب قبالة عيتا الشعب وجل العلام وكذلك تجمعًا لجنود العدو الصهيوني داخل منزل في مستوطنة أفيفيم مما أدى الى سقوط عناصره بين قتيل وجريح.
كما قصف قاعدة بيت هلل العسكرية بصواريخ غراد (كاتيوشا) مما أدّى إلى إصابتها اصابة مباشرة.
كما ردّت المقاومة الإسلامية على قصف العدو الصهيوني لمصنع الألمنيوم في منطقة الكفور شمال مدينة النبطية، بمهاجمة مصنع تابع لشركة «رافايل» للصناعات العسكرية «الاسرائيلية» في منطقة «شلومي» بالصواريخ، وأصيب إصابة مباشرة وشوهدت النيران تندلع فيه.
وتواصلت الاعتداءات الإسرائيلية حيث استهدف محيط طيرحرفا والجبين، كما ألقى قنابل مضيئة فوق القطاعين الغربي والأوسط.
وأعلن جيش الاحتلال اعتراض مسيرات عدة اخترقت الحدود من لبنان في الجليل الغربي.
وكما يتفاقم الإرباك في المستويات العسرية والأمنية والسياسية في كيان الإحتلال من ارتفاع وتيرة عمليات المقاومة وحجم التهديد التي تشكله جبهة الشمال وتأثيرها على مسار الحرب في غزة، يتزايد حجم الرعب لدى المستوطنين في الشمال، وقد عبّر رئيس المجلس المحلي لمستوطنة المطلة ديفيد أزولاي، في شمال فلسطين المحتلة والمحاذية للحدود مع لبنان، عن واقع المستوطنات الشمالية في ظل العمليات التي تنفذها المقاومة الإسلامية وتستهدف بها مواقع الاحتلال الصهيوني دعمًا وتأييدًا للشعب الفلسطيني ومقاومة وردًا على اعتداءاته، وبرأيه أن هذه المستوطنات باتت في حال حرب فعلية.
ونقل موقع «والاه» العبري، في تقرير له، عن رئيس المجلس المحلي في المطلة ديفيد أزولاي قوله: «للأسف الشديد إطلاق النار على المستوطنة أصبح يوميًا، لا يتعلق الأمر بصباح استثنائي». ورأى الموقع الصهيوني أن أزولاي: «يعبّر عن الشعور العام في المستوطنة: روتين حرب قاتم، ليس واضحًا متى ينتهي». وأضاف الموقع: «في ضوء الهجوم الذي لا يتوقف على الشمال، والذي وصل بالأمس (أمس الأول) الى الذروة مع إطلاق صواريخ على قاعدة برانيت، دعا أزولاي إلى إنشاء حزام أمني بطول أربعة – خمسة كيلومترات شمال خط الحدود، «لكن عمليًا، ما تفعله «إسرائيل» هو إنشاء حزام أمني بطول خمسة كيلومترات، جنوب خط الحدود. هذه حرب.. «إسرائيل» تحّذر نصر الله (الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن) أن لا يشنّ حربًا، لكننا في داخلها».
وتابع الموقع الصهيوني: «فُرّغت المطلة من السكان، ولم يبق سوى أعضاء مجموعات الجهوزية والعمال الأساسيين، وحُدّدت المنطقة بأكملها منطقة عسكرية مغلقة، فلا يستطيع المزارعون الوصول إلى البساتين.. في الأيام العادية، يكون هذا هو موسم قطف تفاح «السيدة الوردية»، لكن على خلفية القتال، الفاكهة تنتظر على الأشجار»…. ويقول أزولاي بأسف: «نحن نرى عبر الكاميرات هذه التفاحات الجميلات، ولا يمكننا الوصول إلى الأشجار».
وأشار موقع «والاه»، إلى أن المشكلة الأخرى التي كان على المستوطنين في المطلة التعامل معها، منذ بداية الحرب، هي أعطال العديد من البنية التحتية في المستوطنة، مثل انقطاع الكهرباء والمياه ونظام الهاتف الخلوي.
وبحسب أزولاي: «أصبح من الضروري دخول المنازل التي أخلاها سكانها وإفراغ الثلاجات التي بدأ الطعام داخلها يفسد وتفوح منه روائح كريهة… شركة الكهرباء فقط هي التي جاءت لإصلاح الأعطال التي حُدّدت، كما جاء معهم الرئيس التنفيذي للشركة مئير شبيغلر. وبحسب رئيس المجلس، فإنّ موظفي بيليفون وسيلكوم ومكوروت لا يأتون إلى المطلّة بدعوى أنّهم يتصرفون وفقًا لتعليمات الجيش».
الى ذلك، لاقت جرائم العدو الإسرائيلي أمس لا سيما استهداف الصحافيين والمدنيين حملة استنكار واسعة.
وأشار رئيس مجلس النواب نبيه بري في بيان لمناسبة الاستقلال وتعليقاً على استهداف الإعلاميين، الى انه «بعد الشهيد عصام العبد الله فرح عمر اليوم وربيع معماري وحسين عقيل يعمّدون الاستقلال والارادة الوطنية بدمهم دفاعاً عن الحقيقة التي هي الاستقلال الحقيقي والذي لا يستعاد ولا يحمى الا بالتضحية». وتابع: «في ذكرى الاستقلال هذا العام دقائق لا بل دهور من الصمت لا تكفي حداداً على الشهداء وعلى الإنسانية التي تنحرها آلة القتل والإبادة الإسرائيلية من غزة وكل فلسطين الى جنوب لبنان وآخرهم شهداء الإعلام اللبناني».
وتوجّه رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي أسعد حردان، بأحر التعازي باستشهاد الصحافيين في قناة الميادين، وأكد في بيان أن «العدو الذي أوغل في حرب الإبادة التي يخوضها ضد أهلنا في فلسطين، وسّع دائرة حقده لتشمل الإعلاميين الذين يتولون إظهار جرائمه العدوانية، ضارباً عرض الحائط بكل القوانين والمواثيق الدولية». ورأى أن «استهداف العدو الصهيوني لفريق قناة «الميادين» في جنوب لبنان، جاء بعد قرار العدو بمنع القناة من أداء رسالتها الإعلامية في فلسطين المحتلة، وهذا إن دلّ على شيء فعلى صلافة العدو وغطرسته وانتهاكه لكل القوانين الدولية والإنسانية».
بدورها، رأت العلاقات الإعلامية في حزب الله في بيان أن «مواصلة استهداف العدو للإعلاميين بشكل مباشر وعمليات القتل للصحافيين، تظهر مدى انزعاج العدو البالغ من الدور الهام والأساسي والمركزي الذي تضطلع به وسائل الإعلام والتي استطاعت بجهودها وتضحياتها الكبيرة أن تُحدِث تحولاً في الرأي العام لصالح الشعب الفلسطيني المظلوم ضد العدو الإسرائيلي القاتل والمجرم».
وأكد وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بوحبيب، خلال اجتماعه بـ ٢٧ سفيراً من اللجنة السياسية والأمنية للاتحاد الأوروبي في بروكسل، أن «لبنان يسعى جاهداً إلى تجنب الحرب». ودعا إلى «العمل سوياً ومواجهة التحديات المشتركة لحل المشاكل»، متمنياً «أن تلعب دول الاتحاد الأوروبي دوراً سياسياً بناء في النزاع الدائر في المنطقة»، وقال: «إن أحداث غزة لم تأت من فراغ، بل سببها رفض «إسرائيل» تطبيق قرارات الأمم المتحدة الصادرة منذ عقود، لا سيما القرارات ١٩٤، ٢٤٢ و٣٣٨».
وإذ أشار إلى أن «لبنان يسعى جاهداً إلى تجنب الحرب»، قال: «إن التهديدات والاستفزازات الإسرائيلية من خلال استهداف المدنيين والصحافيين تغذي حال عدم الاستقرار التي قد تتدحرج إلى مواجهات شاملة».
ويرتفع خطر انزلاق الأوضاع على الحدود مع فلسطين المحتلة الى حرب واسعة بين حزب الله و»إسرائيل» مقابل ضغوط تمارسها الولايات المتحدة الأميركية على حكومة الاحتلال لعدم التورط بحرب مع لبنان قد تتسع رقعتها لتطال المنطقة، لا سيما بعد المستوى الذي بلغته عمليات محور المقاومة بجميع جبهاته الاثنين الماضي لا سيما سيطرة حركة أنصار الله على باخرة تجارية اسرائيلية في البحر الأحمر مقابل اليمن. إلا أن خبراء عسكريين يستبعدون «تطور الأمور بعد تصعيد أمس الى حرب موسّعة مع لبنان بغياب قرار لدى الإدارة الأميركية بإشعال حرب في المنطقة تهدد مصالحها الحيوية في المنطقة وقد تنهي الكيان الصهيوني بحال اشتعلت كافة الجبهات». ولفت الخبراء لـ«البناء» الى أن «محور المقاومة لديه الكثير من الأوراق التي سيستخدمها بشكل تدريجي وفق تطور مسار الحرب على الجبهات وفي غزة تحديداً قد تغير مجرى الحرب لصالح محور المقاومة رغم حجم الدمار الهائل الذي ستتعرّض له دول محور المقاومة وكيان الاحتلال أيضاً».
وأكد نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم خلال الاحتفال المركزي لـ«تكريم الشهداء الجامعيين على طريق القدس» في كلية الآداب في صيدا، أن «ما دام العدوان على قطاع غزة مستمراً فاحتمال تدحرج الحرب قائم وكل الاحتمالات رهن تطورات الميدان»، مشدداً على أن «حزب الله جزء لا يتجزأ من هذه المقاومة على طريق فلسطين».
ولفت قاسم الى أن «الكيان الصهيوني سينكسر ومن معه وسنرى ذلك قريباً»، كاشفاً أن «لدى حزب الله معلومات من غزة أن المقاومة الفلسطينية قادرة على الصمود لفترة طويلةٍ من الزمن».
الى ذلك، أشار نائب المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة في تصريح له، الى ان «الوضع على الحدود اللبنانية الإسرائيلية صعب وخطير للغاية». ولفت نائب المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة، الى اننا «نعمل جاهدين لمنع انتشار الحرب في غزة إلى لبنان».
وفي الإطار عينه، أكد الرئيس الأميركي جو بايدن «ان الولايات المتحدة الأميركية ستواصل العمل مع لبنان ومع الشركاء في منطقة الشرق الأوسط بشكل وثيق للحفاظ على السلام ومنع توسّع رقعة الصراع». وقال في برقية وجّهها الى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي لمناسبة عيد الاستقلال «اسمحوا لي أن أرسل لكم، بالنيابة عن الشعب الاميركي، أطيب التمنيات في الذكرى الثمانين للاستقلال. من خلال التزامنا المشترك بالاستقرار والازدهار في المنطقة، تتسم العلاقة الطويلة الأمد بين لبنان والولايات المتحدة الأميركية بأهمية بالغة لناحية بناء مستقبل أفضل لشعبينا ولجميع الشعوب حول العالم». مشدداً على أن «الولايات المتحدة الأميركية ستواصل العمل مع لبنان والشركاء في منطقة الشرق الأوسط بشكل وثيق للحفاظ على السلام ومنع توسّع رقعة الصراع. كما اتطلع للعمل معكم في العام المقبل لصياغة مستقبل أكثر أماناً وازدهاراً وتكاملاً لشعوب المنطقة».
وفيما لم تسجل أزمة ملء الفراغ في قيادة الجيش بعد نهاية ولاية القائد الحالي، أي جديد، توجه قائد الجيش جوزيف عون بـ»أمر اليوم» الى العسكريين في عيد الاستقلال قائلاً: «يواصلُ العدوُّ الإسرائيليُّ ارتكابَ أفظعِ المجازرِ وأشدِّها دمويّةً على نحوٍ غيرِ مسبوقٍ في حقِّ الشعبِ الفلسطيني، ويكرّرُ اعتداءاتِهِ على سيادةِ وطنِنا وأهلِنا في القرى والبلداتِ الحدوديةِ الجنوبية، مستخدِمًا ذخائرَ محرمةً دوليًّا، إلى جانبِ استمرارِ احتلالِهِ لأراضٍ لبنانية. في الوقتِ نفسه، يواجهُ لبنانُ تحدياتٍ جسيمةً على مختلفِ الصعد، تنعكسُ سلبًا على مؤسساتِ الدولة، ومِن بينِها المؤسسةُ العسكرية، التي تقفُ اليومَ أمامَ مرحلةٍ مفصليةٍ وحساسةٍ في ظلِّ التجاذباتِ السياسية، في حينِ تقتضي المصلحةُ الوطنيةُ العليا عدمَ المساسِ بها، وضمانَ استمراريتِها وتماسُكِها والحفاظَ على معنوياتِ عسكرييها».