موازين القوى

كيف استطاعت حماس والجهاد هزيمة استخبارات وجيش إسرائيل في طوفان الأقصى؟ وكيف سقط “الجيش الأسطورة”

إيهاب الحباشنة: كيف استطاعت حماس والجهاد هزيمة استخبارات وجيش إسرائيل في طوفان الأقصى؟ وكيف سقط “الجيش الأسطورة” في خيوط الوهم؟ وكيف سترد على إسرائيل على غزة

إيهاب الحباشنة

كيف استطاعت حماس والجهاد هزيمة استخبارات وجيش إسرائيل في طوفان الأقصى؟ وكيف سقط “الجيش الأسطورة” في خيوط الوهم؟ وكيف سترد على إسرائيل على غزة؟

لقد عايشنا خلال الأيام الماضية ولغاية اللحظة المفاجأة المدوية، من قبل حركة المقاومة الفلسطينية “حماس” وباقي الفصائل ضد  الجيش الإسرائيلي المتمركز في محيط قطاع غزة، حيث عملت عناصر حماس على تنفيذ عملية عسكرية شاملة دقيقة من حيث الإعداد والتنفيذ،  وارتكز  تنفيذ الهجوم على إدارة وتفعيل لثلاث قطاعات عسكرية الجوية والبحرية والبرية، في آنٍ واحد خلافاً لما هو متوقع -على ما يبدو- من قبل الجيش الإسرائيلي واستخباراته.

تلخصت طريقة عمل حماس بوضع خطة شملت البدء بإطلاق رشقات صاروخية على المدن ومواقع تمركز الجيش الإسرائيلي، بهدف إيهام الاستخبارات أن الهجوم سيقتصر فقط على الهجوم صاروخي كما هو العادة، بالتزامن مع الرشقات الصاروخية، كانت عناصر الفصائل تعمل على اطلاق مسيرات انتحارية لتحييد أبراج المراقبة وكذلك الآليات العسكرية الموجودة على السياج الحدودي لقطاع غزة، ومن خلال تحديد مسبق لنقاط معينة في السياج الحدودي لاختراقها عملت العناصر البرية على التقدم باتجاه معسكرات الجيش الإسرائيلي والمستوطنات الموجودة في منطقة غلاف غزة.

 وكان وقع المفاجأة على القوات الإسرائيلية كبير جداً بحيث كان التخبط والقرار الفردي هو السمة الواضحة للقرارات المتخذة على أرض المعركة، لأسباب نجملها بالنقاط التالية:

 إمكانية حدوث انقطاع الاتصالات بين عناصر الجيش في المعسكرات والقيادات لأسباب فنية أو كجزء من مخطط حماس (اختراق  قنوات الاتصالات وأجهزة المراقبة).

اختيار حماس لموعد العملية كاليوم الخامس من أعياد اليهود.

الطمأنينة الزائدة لدى الإسرائيليين والناتجة عن تحييد حماس لنفسها عن معارك سابقة.

 وإذا ما ذهبنا بعيداً..إمكانية تمكن حماس من تجنيد عناصر في الجيش الإسرائيلي أدت دور كبير في العملية.

وقد رأينا في معارك سابقة بين حماس والجيش الإسرائيلي -كروتين في سير المعركة- عندما كانت تنفذ حماس عملية ضد إسرائيل -رشقات صاروخية أو عملية فردية في الداخل الاسرائيلي- ومن ثم تعمد إسرائيل على القيام بخطواتها إما بقصف جوي أو إغتيال قادة، وتستمر تلك المعارك لأيام معدودة، وتنتهي بعقد هدنة من خلال تدخل إقليمي بمباركة دولية، ولكن نرى اختلافاً ملحوظاً في هذه المعركة، إذ تزيد حماس من الضغط على إسرائيل، وإرباك المشهد والقرار الإسرائيلي من خلال استمرار الهجوم بمختلف القطاعات العسكرية على المستوطنات والتجمعات العسكرية المحيطة، وترنو المقاومة من خلال هذا الأسلوب، إلى سلب أريحية القرار للقيادة الإسرائيلية وزيادة مخاوف إسرائيل من اتخاذ قرار الهجوم البري الشامل على قطاع غزة.

تعمل القيادات الاسرائيلية حالياً على دراسة النتائج الاولية غير الواضحة لحجم هجوم حماس، من حيث عدد الأسرى، وهو الرقم الأهم في المعادلة الحالية، وكذلك أرقام القتلى من المدنيين والعسكريين، كما تدرس إسرائيل أسلوب الرد بتمعن ولكن بسرعة قصوى، وإن كان قراراً بالاجتياح البري الذي لا يفضله أحد من القيادات الاسرائيلية لاعتبارات عسكرية كثيرة منها الخسائر المتوقعة لأفراد الجيش الاسرائيلي وتحولات المجتمع الدولي، بالرغم ان الخيار مطروح على أرض الواقع، وذلك عبر سعي الدولة الاسرائيلية على حشد التأييد العالمي لحقها في حماية نفسها والرد على عملية حماس وكذلك سعيهم لأخذ موافقات عربية من بعض الدول المؤثرة.

إن سعي إسرائيل لتخفيف الآثار الكارثية التي نتجت عن عملية حماس يجعلها في موقف الضعيف، خاصة انها تعلم بالنتائج الإيجابية التي سوف تتحقق لصالح حماس والقضية الفلسطينية إذا ما تم استخدام ورقة الاسرى وبالرقم الكبير غير معروف تحديداً حالياً، وعليه فإن القوات الجوية الإسرائيلية تعمل على استهداف مُركز على مناطق في قطاع غزة المجاورة للسياج الحدودي ومنها حي الشجاعية، حيث تكون الطريق سالكة لتنفيذ خيار الاجتياح البري للقطاع إذا ما اتخذ، ومن خلال التدقيق في طبوغرافيا غزة، فإن الاجتياح إذا ما تم، سيكون محدوداً لمناطق معينة دون التوغل داخل كامل مدن القطاع أو تنفيذ عمليات إنزال في مواقع معينة ولفترات وجيزة لمحاولة تحرير أسرى.

 ومن خلال الأحداث الماضية، بات من حكم المؤكد أن المفاجأة شملت الجيش الاسرائيلي وأجهزته الاستخبارية، إذ أن المشهد يبين لنا ان الجيش الاسرائيلي أو بالأحرى الدولة الاسرائيلية بكافة اجهزتها لم تكن على دراية أو توقع بقيام حماس بتنفيذ عملية عسكرية مكتملة العناصر والأهداف وتنفيذها على أرض الواقع بحرفية جيوش الدول.

المفاجأة لم تقتصر على الجيش الإسرائيلي، بل إنها  شملت حماس أيضاً، إذ أنها لم تكن تتوقع أن تكون الأهداف المحققة كما التي حصلت على أرض الميدان، من اختراق 11 موقع عسكري محصن للجيش الاسرائيلي، والحصول على الغنائم العسكرية الموجودة اصلاً في المواقع كونها مواقع عسكرية الخطوط المتقدمة والمتأهبة للحرب خط هجوم ودفاع أول، وكذلك ل 20 مستوطنة تتمتع بأنظمة حماية تضاهي المنشأة العسكرية، وآخيرا وليس آخراً العدد الكبير لعدد الأسرى.

خبير استراتيجي وقانوني

 

#اعرف-عدوك

#طوفان-الاقصى

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى