أعرف عدوك

كرة الثلج ستؤدّي إلى زوال الكيان

 

الميدان هو صاحب القرار بانفجار الوضع على صعيد المنطقة لان ما حدث في غزة وغلافها لم يكن يوماً متوقعاً حتى مع أكثر المتفائلين على صعيد الصراع الفلسطيني مع الكيان. ما حدث هو زلزال هز الداخل في الكيان كما هز حلفاء العدو وأولهم الأميركي الذي سارع الى حشد تحالف دولي ولو على الصعيد الدبلوماسي والعسكري لدعم الكيان معنوياً لانه يعلم إذا قام نتنياهو بحماقة بفتح الجبهة الشمالية مع لبنان فان غرفة العمليات المشتركة في محور المقاومة أخذت قرار بالتدخل عند تخطي الجيش الإسرائيلي الخطوط الحمراء وأهمها هو الاجتياح البري لغزة، وهذا بالطبع سيؤدي الى (اجتثاث) المقاومة عبر إزالة الأنفاق الموجودة والتي تتمركز بها المقاومة ما يعني إزالة البنى التحتية والأساسية للمقاومة التي رغم حصار غزة منذ 17 عاماً كانت تراكم العتاد العسكري على اختلاف أنواعه وهنا تكمن قوة المقاومة الفلسطينية إذ أصبح كل العتاد صناعة وطنية فلسطينية، وبالطبع المواد الأولية التي كانت تموّلها وتدخلها المحور ككل. كل من يراقب المشهد منذ يومه الأول وتحديدا التحرك الأميركي يعلم ان الخطاب تغيّر على كل المستويات ومن هنا بقاء بليكن في المنطقة حتى انه شارك باجتماعات الكابينيت، وزيارة أوستن لشدّ الأزر الإسرائيلي مع قناعة تامة اليوم لدى كل حلفاء الكيان وتحديدا الأميركي ان الجيش الإسرائيلي لا يستطيع أن يجتاح غزة برياً مما قد يؤدي الى المزيد من الاذلال وتحطيم الكيان المحتل وزوال المقولة انه الجيش الذي لا يقهر نتيجة كل العوامل الداخلية والانقسامات ومحاولة نتنياهو الهروب من المحاسبة وملفات الفساد الذي تلاحقة فكيف اليوم بعد الهزيمة على الصعيدين الأمني والاستخباراتي والعسكري وعدم قدرة الحكومة على حشد جنود سواء كانوا من الاحتياط أم من الفعليين الذين بالخدمة وتلكأ والهروب من جنود وضباط من المعركة إذا حدثت، لذلك كان نتنياهو يحاول فتح أكثر من جبهة للهروب من كل التداعيات السلبية للأزمة. فالأميركي اليوم بلسان بايدن بان لا ينصح بالدخول البري ولا يريد فتح جبهة جديدة خاصة ان ما يهمّه اليوم هو الحرب الأوكرانية – الروسية وتداعياتها وتأثيرها على الوضع العالمي والاقتصادي لكل حلف الناتو. فكيف إذا تحرك الداخل الفلسطيني من أهلنا في 48 والـ67، فهذه الجبهات الداخلية إذا اشتعلت سيؤدي الى المزيد من الضغط والتشرذم للجيش والكيان، عدا الوضع الاقتصادي الذي كلّف الكيان عشرات مليارات الدولارات. أميركا تعهدت بالدعم الديبلوماسي والعتاد العسكري وهذا أكثر ما يمكن أن يقدمه اليوم مع كل حلفائهم. إذا اشتعلت الجبهة الداخلية وساندهم المحور ككل أي فتح الجبهات كلها هذا بالطبع سيؤدي الى تدخّل الأميركي وحلفائه وستشعل المنطقة اقليمياً من طهران واليمن مرورا بالعراق وسوريا ولبنان بالإضافة الى فلسطينيي الشتات تحديدا في دول الطوق، تكون قد قرعت طبول زوال هذا الكيان وانتصار المحور وتحرير فلسطين من النهر الى البحر، هذه ليست أمنيات ولكن معطيات فإذا اتخذت غرفة العمليات المشتركة في المحور المقاوم فسوف نشهد تغيّرات اقليمية ودولية، تداعايتها أكبر من الحرب الأوكرانية، فهل سيسير الجميع نحو الهدف المنشود ألا وهو تحرير فلسطين؟؟ حتى الحكومات والمطبعين سوف يتفاجأون بردّة فعل شعوبهم التوّاقة الى التحرير فلن يستطيعوا الوقوف أمام إرادة الشعوب العربية والإسلامية، فلسطين مهبط الأنبياء والمقدسات الإسلامية والمسيحية. فماذا لو اتخذ العرب القرار بالوقوف ودعم غزة؟؟!! من هنا نقول ان كرة الثلج عندما تتدحرج سوف تغيّر وجه العالم أجمع فليتخيّل الجميع ان المنطقة كيف سيكون حالها في عدم وجود هذا الكيان في الشرق الأوسط. فلنكن واقعيين حتى لو وقفت الحرب اليوم فان أول مسمار سيدق في نعش وجود الكيان، وأولها الهجرة المعاكسة وعدم عودة المستوطنين الى المستوطنات سواء في غزة أو في الجليل، ثانياً سيكمل الانقسام الحاد بين الشرقيين والغربيين والحريديم والعرب مما سيؤدي اما الى حرب أهلية أو تفتيت الكيان من الداخل وغيرها من الأمور الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، أي ان أقل نتائج هذه الحرب هو خسارة كبيرة للإسرائيلي ولأميركا وحلفاؤهم. لذلك كان الأميركي واضح طمأن نتنياهو بانه إذا دخل حزب الله في الحرب فانهم سيتدخلون بالمباشر هذا من أجل ردع نتنياهو من فتح الجبهة الشمالية التي لا يستطيع جيشه تحمّل فتح عدة جبهات. فنحن اليوم أمام مفترق طرق مهم جدا سيغيّر وجه الشرق الأوسط والإقليم والعالم أجمع لذلك نرى ان الأميركي ومن ثم الروسي والصيني دخلوا على خط المواجهة فهل ستنتقل من الدبلوماسية الى المواجهة العسكرية في ظل الحرب الأوكرانية؟؟ يجب أن تتوقف آلة الحرب والإبادة الجماعية  والوحشية واللاإنسانية، لذلك سوف تبدأ الممرات الإنسانية وغيرها من الأمور لوقف الحرب وإنزال نتنياهو عن الشجرة ووقف هذه المجزرة، وإلا نعم لشعوب الطوق أن تتدخل لانه اليوم لديهم يقين أكثر من ذي قبل بان التحرير قاب قوسين أو أدنى «يرونه بعيداً ونراه قريب».
* كاتب وباحث سياسي
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى