أشكال جديدة من الضغوط على لبنان لتجنّب انخراط حزب الله الكلّي بالحرب
بولا مراد- الديار
آخر أشكال الضغوط التي تمارسها الدول الغربية على لبنان لتفادي انخراط حزب الله كليا بالحرب المحتدمة في غرة تهديد شركات التأمين بوقف خدماتها لشركة طيران الشرق الاوسط قبل ان تعود لتقرر خفض التأمين بقيمة ٨٠ في المئة ما ادى لتقليص عدد الرحلات الى ما دون النصف.
تُدرك هذه الدول ان قرارا كوقف التأمين سيعني عمليا وقف رحلات الشركة اللبنانية ما سيحذو كل الشركات العالمية لوقف رحلاتها من والى لبنان وبالتالي عزل البلد بالكامل عن العالم، من دون وجود اي مبررات لذلك خاصة وان الكل يعلم ان ما يحصل جنوبا لا يزال ضمن قواعد الاشتباك المعتمدة منذ العام 2006 وان لا طيران حربي اسرائيلي يوجه ضربات في الجنوب كي تستشعر شركات التأمين اي خطر محدق.
ويقول مصدر سياسي واسع الاطلاع ان “ما تقوم به هذه الشركات وهي غربية يندرج باطار الخطة الدولية المحكمة للضغط على لبنان لعدم انخراط حزب الله بالحرب بشكل كلي” لافتا في تصريح لـ “الديار” الى انه “وبعدما بلغت الضغوط الدبلوماسية ذروتها مع زيارة وزيرة الخارجية الفرنسية ووزيري الخارجية التركي والالماني، تم تفعيل ضغوط من نوع آخر”. ولا يستبعد المصدر ان يكون “ما يحصل في عملية التنقيب عن النفط والحديث عن نتائج غير ايجابية في البلوك ٩ يندرج في نفس السياق”، مضيفا:”حتى حاملة الطائرات الاميركية ومن بعدها المدمرة التي وصلت قبل ايام لا مهمة عسكرية لديهما حتى الساعة ومهمتهما الاساس زيادة حجم الضغط على ايران وحلفائها لتفادي فتح كل الجبهات. اسرائيل ضعيفة جدا وهي غير قادرة على ضمان اي شيء في حربها على غزة وبالتالي آخر ما تريده هو اشغالها على اكثر من جبهة رغم الدعم الكبير الذي اعلنته الولايات المتحدة وغيرها لعلمها بأنه دعم مشروط وهو ما ابلغه الرئيس الاميركي جو بايدن صراحة لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، مفاده تفادي التصعيد مع لبنان وعدم احتلال غزة”.
من جهته، لا يزال حزب الله يلتزم سياسة الصمت البناء في التعامل مع ما يحصل. وهو كما تؤكد المعلومات لم يعط اي ضمانات لاي مسؤول لبناني كان او اجنبي بخصوص عدم نيته الانخراط بالقتال لانه يعلم ان ذلك سيؤدي لطمأنة العدو الذي سيستشرس اكثر في حربه على غزة. وتقول المصادر ان “حزب الله يحدد خطواته بشكل يومي تبعا لتطور الاحداث في غزة وهو ما يؤكده مسار العمليات جنوب لبنان والتي بدأت بوتيرة متواضعة قبل ان تتكثف مؤخرا”. وتضيف: “كل المعطيات تؤكد ان الاحوال جنوبا ستبقى على ما هي عليه لانها تتحرك على وقع ما يحصل في غزة وطالما ان الحرب هناك طويلة وقد تستمر اشهرا فجبهة الجنوب ستبقى ناشطة للتخفيف عن المقاومة في القطاع من خلال اشغال الجيش الاسرائيلي بأكثر من جبهة”.
وتشير المصادر الى ان “دخول اليمن والعراق على الخط في الساعات الماضية رسالة واضحة من محور المقاومة بأن غزة غير متروكة وبأن جهوزية المحور قائمة وقاعدة وحدة الساحات لا تراجع عنها”.
ويبدو واضحا ان هذا المحور يتحرك بدهاء اي انه يحقق اهدافه بحد ادنى من الخسائر. وتحسب اسرائيل اليوم الف حساب قبل بدء الغزو البري لغزة لعلمها بأن ما ينتظرها هناك لم تعهده من قبل وهو ما يجعل معنويات الجيش الاسرائيلي بالأرض، وهو ما يؤخر ساعة الصفر لبدء الغزو، باعتبار ان الدعم الاميركي ولا حتى دعم كل الدول الغربية سيبقى من دون نتيجة طالما لا جنود جاهزين للقتال على الارض. من هنا يُرجح ان تكون الحرب طويلة وتستمر اشهرا لاقتناع اسرائيل انها وبمحاصرة القطاع بالكامل ومنع المساعدات الاساسية عنه تُضعف معنويات مقاتلي حماس لتنقض عليهم بالتوقيت الذي تراه مناسبا، وهو سيناريو تستعد له المقاومة الفلسطينية جيدا.