غزة تحترق بنيران حقوق الانسان الأمريكية

شفقنا – هجمات عنيفة وقصف غير مسبوق تتعرض له مناطق عديدة من قطاع غزة ينفذه الاحتلال الاسرائيلي الذي أعلن توسيع عملياته البرية بدء من ليلة السبت، إذ تشن طائراته سلسلة من الغارات وُصفت بأنها “الأعنف” على الإطلاق منذ بدء الحرب الإسرائيلية على القطاع المحاصر.
وبينما أعلنت اسرائيل توسيع عملياتها البرية أقدمت على قطع الاتصالات وخدمة الإنترنت بالكامل، الأمر الذي اعتبرته منظمات الإغاثة الدولية والأخرى المعنية بحقوق الانسان بانه يعيق عملية توثيق الجرائم ضد الانسانية التي يجترحها هذا الكيان ضد المدنيين العزل في غزة.
وقالت منظمة العفو الدولية أنه أصبح من الصعب على منظمات حقوق الإنسان توثيق الانتهاكات وجرائم الحرب ضد المدنيين في غزة.
وبينما تتحرك آلة القتل والجريمة الاسرائيلية لتدمر وتعيث خرابا وفسادا في غزة، تعلن أمريكا دعمها الكامل لاسرائيل بما تقوم به من فظاعات وجرائم. فقد قال المتحدث باسم البيت الأبيض للأمن القومي جون كيربي يوم الجمعة إن الولايات المتحدة لا تحاول فرض أي قيود على إسرائيل في عملياتها العسكرية وقصفها المتواصل على قطاع غزة.
وأضاف كيربي في تصريحات صحفية أن أميركا “لا تضع خطوطا حمراء لإسرائيل” وجدد التأكيد على أن واشنطن تدعم “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها” رغم استهدافها الواضح للمدنيين وهي العبارة التي أخذت أمريكا والغرب عموما يرددها لتبرير قتل اسرائيل للناس العزل.
ويأتي موقف البيت الأبيض هذا فيما تستمر المجازر الإسرائيلية بحق المدنيين في غزة التي ارتفع عدد الشهداء فيها إلى ما يزيد عن 7 آلاف شهيد، وفقا لبيانات وزارة الصحة في غزة التي نشرت قائمة بأسماء جميع الشهداء ردا على تشكيك الرئيس الأمريكي جو بايدن في أعداد ضحايا العدوان الإسرائيلي.
وعودة إلى قطع اسرائيل، الاتصالات والانترنت عن قطاع غزة، وإعلان منظمات ومؤسسات دولية فقدانها الاتصال بطواقمها العاملة في القطاع، تؤكد المنظمات الأممية بان هذا الإجراء يؤدي إلى عرقلة توثيق الجرائم والمجازر التي ترتكبها اسرائيل في غزة بحق المدنيين بمن فيهم النساء والاطفال والشيوخ.
وقال برنامج الأغذية العالمي: فقدنا الاتصال بفرقنا في غزة، وقلقون على سلامة المدنيين والعاملين في المجال الإنساني. مؤكدا الحاجة لدخول 40 شاحنة إلى قطاع غزة يوميا، كي يتمكن من توسيع نطاق عملياته وتوفير المساعدات الغذائية لـ1.1 مليون شخص في الشهرين المقبلين.
أما مدير منظمة الصحة العالمية فقد قال إن التقارير التي ترد عن القصف المكثف على غزة “مؤلمة جدا ولا يمكن نقل المرضى ولا إيجاد مأوى آمن”. موضحا أن انقطاع التيار الكهربائي في القطاع يجعل من المستحيل على سيارات الإسعاف الوصول إلى الجرحى.
وقال: نناشد كل من لديه القدرة على الضغط من أجل وقف إطلاق النار أن يتحرك الآن.
بدورها قالت منظمة العفو الدولية إن المدنيين في غزة يتعرضون لخطر غير مسبوق وأن إسرائيل تقطع الاتصالات وتكثف القصف، وقالت: “على إسرائيل وقف هجماتها العشوائية وغير المتناسبة التي تسببت بمقتل وإصابة آلاف المدنيين.”
وشددت على ضرورة إعادة تشغيل البنية التحتية للإنترنت والاتصالات في غزة بشكل عاجل، لتمكين فرق الإنقاذ من العمل.
أما المنسقة الأممية للشؤون الإنسانية فقد أكدت أن غزة فقدت الاتصال بالعالم وسط تقارير عن قصف كثيف. مؤكدة أن سلامة المدنيين والطواقم الطبية والصحفيين والموظفين الأمميين معرضة لخطر جسيم. كما أن عمل المستشفيات لا يمكن أن يستمر دون اتصالات وطاقة وغذاء وماء وأدوية.
من ناحية أخرى عبرت منظمة أطباء بلا حدود عن قلقها البالغ إزاء الوضع الانساني في غزة فيما أعربت المديرة التنفيذية لليونيسيف عن قلقها من “ليلة رعب أخرى لمليون طفل” في غزة.
وكل هذا يحدث على مرأى ومسمع العالم خاصة الغرب الذي بات يطلق يد إسرائيل من خلال تكرار الاسطوانة المشروخة “الدفاع عن النفس” لارتكاب مجازر ضد المدنيين وإحداث أكبر قدر من الدمار.
ولا شك أن العمليات التي تقوم بها إسرائيل ضد قطاع غزة تختزل في القتل والدمار وارتكاب محرقة وهولوكوست من نوع جديد ضد الانسانية.
المصدر
الكاتب:Sabokrohh
الموقع : ar.shafaqna.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-10-29 07:57:08
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي