الحزب في مصيدة الجواسيس..
زياد عيتاني -أساس ميديا |
هل وقع الحزب في مصيدة “شبكات التجسّس الإسرائيلية” في الجنوب؟
تساؤل يُقلق البيئة المُناصرة للحزب مع الأخبار المتواردة من جبهات المواجهة على الحدود في الجنوب، والمترافقة مع ارتفاع عدد الضحايا في صفوف الحزب منذ بدء عملية “طوفان الأقصى” في غزّة.
مصادر خاصة بـ”أساس” أشارت إلى أنّ الحزب فوجئ بالخرق الأمني الكبير الحاصل في قرى المواجهة الجنوبية عبر عدّة مؤشرات:
1- استهداف المواقع العسكرية لمجموعات الحزب في القرى الحدودية والمحاطة بسريّة كاملة منذ إنشائها وتحديداً في مارون الراس وعيتا الشعب ومروحين.
2- استهداف المجموعات المقاومة منذ لحظة تحرّكها لتنفيذ العمليات المطلوبة منها، وهو أمر لا يمكن حصوله إلا بوجود خرق أمني كبير.
3- دقة الاحداثيات التي يستند إليها العدو الإسرائيلي في عمليات القصف التي ينفّذها.
القبض على خمس شبكات
وتضيف مصادر “أساس”: “حتى نهار الجمعة الفائت، تمكّن الحزب من كشف وتوقيف خمس شبكات تجسّس في الجنوب، غالبية أعضائها من السوريين العاملين والقاطنين في القرى الحدودية، وتمّ ضبط أجهزة على مستوى عالٍ من التقنية، وأسلحة مع عناصر تلك الشبكات، إضافة لخطوط هاتفية أجنبية بهدف التواصل الآمن مع مشغّليهم”.
وتتابع المصادر: “التحقيقات مع هذه الشبكات دفعت أمن الحزب لاتخاذ سلسلة من التدابير الأمنية:
1- منع استعمال الهاتف الخليوي من قبل المجموعات المقاتلة، ومنع التصوير مطلقاً خلال القيام بالأعمال العسكرية.
2- إجراء عملية تبديل واسعة بالمجموعات المقاتلة لتضييق آثار عمليات الخرق للمجموعات القديمة.
3- تنفيذ عملية انتشار جديدة في المواقع الأمامية، وتحديث الخطط الموضوعة لانسحاب المجموعات بعد تأديتها للمهام المكلّفة بها.
4- اجراء تغييرات بارزة في غرفة العمليات.
الاجراءات التي نفّذها الحزب، بدأت تظهر معالمها في الأيام القليلة الماضية مع تراجع عدد الضحايا في صفوف مقاتليه.
5- دخول الدفاع الجوي إلى المعركة، وهو ما يفسّر استهداف إسرائيل لجبل صافي وقرية في إقليم التفاح في الأيام الأخيرة.
6- تراجع استعمال صواريخ “الكورنيت” وتشغيل المسيّرات في استهداف المواقع الإسرائيلية.
من جهتها الأجهزة الأمنية الرسمية بكافة أنواعها لم تستلم أيّ متّهم بالتجسّس من الحزب حتى لحظة كتابة المقال كما جرت عليه العادة قبل بدء عملية “طوفان الأقصى”، مما يجعلها لا تنفي ولا تؤكّد مع تشكيك لجهة حجم الخرق الأمني في صفوف الحزب، مشيرة إلى أنّ “وجود عملاء أمر طبيعي، لكن حجم تأثيرهم لا يمكن أن يكون كبيراً وفاعلاً”.
ماذا يقول الحزب؟!
أوساط مقرّبة من الحزب أشارت لـ”أساس” أنّ ارتفاع عدد الضحايا في صفوف الحزب، والذي تجاوز الـ50 مردّه لعدة أسباب:
1- استهتار بعض القيادات الميدانية بالتعامل مع الموقف وتحديداً في سرعة تحرّك المجموعات المكلفة بقصف مواقع العدو وبخاصة لجهة الانسحاب بعد تنفيذ المهمة.
2- دخول “الدرونز” بشكل كبير في العمليات العسكرية وبخاصة ذات النوعية المتطوّرة منها، والتي لا يمكن رصدها ولا سماع صوتها عند تحليقها.
3- اعتماد الحزب في الأيام السابقة في المواجهة على منطق الجيوش والمواقع الثابتة.
4- تأثّر مجموعات الحزب بمنطق المواجهة في سوريا، وهو ما لا يمكن الركون إليه في لبنان حيث في سوريا هناك غطاء جوي روسي، وهو أمر غير متوفّر في جبهات الجنوب.
5- بعض الخروقات الأمنية من قبل بعض العملاء وهو أمر غير مفاجئ وقد تمّ التعامل معه بحزم.
6- فقدان عنصر المفاجأة كون العملية التي قامت بها حماس لم تكن منسّقة مع الحزب.
وتختم هذه الأوساط: “قيادة الحزب لم تكن مستعدة لمواجهة مباشرة يُطلق عليها عسكرياً “المسافة صفر”، بل كلّ استعدادات الحزب كانت تستند إلى نفس الوقائع التي نفّذتها حماس في عملية “طوفان الأقصى”، مما تطلّب اعتماد تكتيك جديد منذ نهار الإثنين الفائت، وهو اليوم الوحيد الذي لم يقم فيه الحزب بأيّ عمل عسكري مباشر”.