ملاحم المقاومة في بيت حانون: دبابات الاحتلال تحترق وقتلى وجرحى بالعشرات / مجزرة الاحتلال في جباليا: مئات الشهداء والجرحى وواشنطن ترفض وقف النار / اليمن يقصف إيلات والحصاد اللبناني 120 إصابة… وواشنطن: نتابع كلمة نصرالله /
كتب المحرّر السياسيّ-البناء
مواجهات برية متعدّدة شهدها يوم أمس بين وحدات جيش الاحتلال ودباباته التي تقدّمت على عدة محاور نحو المناطق الآهلة في غزة مجتزأة المناطق المفتوحة، وبين وحدات المقاومة التي خاضت ملاحم بطولية في بيت حانون، حيث تتحدّث المعلومات عن كمائن نصبتها قوات القسام لجيش الاحتلال انتهت الى إيقاع جنوده وضباطه قتلى وجرحى بالعشرات، والبعض تحدث عن أسرى، بينما تمّ التداول بمعلومات عن وجود قوات أميركية خاصة بين الوحدات المهاجمة. بينما اكتفى بيان القسام بالحديث عن تدمير وإحراق 22 آلية، وليلاً أظهرت خريطة القصف الجوي استهداف المناطق التي كان جيش الاحتلال قد توغل إليها نهاراً، ما أوحى بانسحابه منها بفعل المقاومة التي واجهته، تمهيداً لإعادة قصفها مرة أخرى تمهيداً لمعاودة الكرة بالتوغل مجدداً.
الفعل الحقيقي لجيش الاحتلال كان مواصلة الحصار الذي يهدد المستشفيات بالتوقف كلياً، بسبب نفاد الوقود، وسط عجز عربي عن فتح معبر رفح، ورفض أميركي معلن لوقف إطلاق النار، وإلى الحصار كانت مذابح الاحتلال تختار مخيم جباليا هدفاً لها، حيث سقط المئات شهداء وجرحى، بغياب وسائل الإنقاذ والتدخل، وعجز المستشفيات عن تقديم الخدمة اللازمة للمصابين.
عسكرياً وسياسياً، دخل اليمن رسمياً على خط المواجهة مع إعلان الجيش اليمنيّ عن استهداف عمق الكيان وموقع إيلات خصوصاً بصواريخ بالستية وطائرات مسيرة، اعترف بها جيش الاحتلال زاعماً إسقاطها، بينما واصلت قوى المقاومة استهداف المواقع والقواعد الأميركية في العراق وسورية، حيث تقاطعت التقارير عند قصف بالصواريخ أدّى إلى إشعال الحرائق في موقع حقل العمر حيث القواعد الأميركية في شرق الفرات.
لبنانيا، أعلنت المقاومة الاسلامية حصاد المواجهات التي خاضتها خلال ثلاثة أسابيع، حيث أحرقت ودمرت 11 آلية منها 9 دبابات، و105 مواقع عسكرية و143 كاميرا مراقبة الكترونية متقدمة، وإسقاط طائرة مسيرة وإخلاء 20 مستوطنة.
في واشنطن قال الناطق بلسان مجلس الأمن القومي الأميركي، إن واشنطن سوف تتابع كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وتنصحه بعدم توسيع الصراع في المنطقة.
مع انطلاق الهجوم الإسرائيلي العسكري البري على قطاع غزة، دخلت المنطقة مرحلة جديدة من التصعيد الساخن وسط توقع خبراء في الشوؤن العسكرية لـ»البناء» بأن تتصاعد وتيرة العمليات العسكرية للمقاومة في لبنان وإطلاق الصواريخ ضد أهداف جيش الاحتلال في عمق فلسطين المحتلة وتسخين محور المقاومة للجبهات في سورية والعراق واليمن، على وقع ترقب وانتظار إطلالة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الجمعة المقبل، وما سيُطلقه من مواقف ورسائل بأكثر من اتجاه، وسط ترجيحات بأن يكشف السيد نصرالله عن قرارٍ كبير لمحور المقاومة قد يتضمّن توسيعاً لمدى وعمق وخط النار مع استخدام أنواع جديدة من السلاح.
ووفق مصادر مطلعة لـ»البناء» فإن المشهد سيتجه الى التصعيد والسخونة من محور المقاومة رداً على حرب الإبادة الأميركية الإسرائيلية على الفلسطينيين في غزة، ما سيضع المنطقة على فوهة الحرب الإقليمية بحال استمرّ العدوان الأميركي – الإسرائيلي لا سيما أن الأميركيين يشاركون بالحرب ليس على مستوى التخطيط والدعم العسكري واللوجستي والتسليحي والسياسي والديبلوماسي، بل في عمليات الهجوم البري بوحدات خاصة، وفق ما نشر الإعلام الإسرائيلي، على أن تكون الأيام الفاصلة عن إطلالة السيد نصرالله مليئة بالمفاجآت والتصعيد، وقد يأخذ منحاً أكثر خطورة وتفجراً بعد الإطلالة.
ووفق معلومات «البناء» فإن دوائر القرار الديبلوماسية والاستخبارية تنشط وسفراءها في لبنان للتقصي عن خطاب السيد نصرالله والسقف الذي من الممكن أن يصل إليه وما سيكشف عنه والرسائل الذي سيوجّهها ومدى انخراطه في الحرب على الجبهة الجنوبية، وما سيكون عليه الوضع بعد الخطاب على صعيد محور المقاومة.
وبرز التراجع في اللهجة الأميركية تجاه حزب الله وخطاب السيد نصرالله، وقد أعلن منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، «أننا نحن نتابع عن كثب خطاب أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، يمكنه أن يقول ما يريد، لكن رسالتنا إليه وغيره هي عدم توسيع الصراع في المنطقة».
وإذ لاحظ خبراء عسكريون التصعيد التدريجي لمحور المقاومة الذي بدأ منذ أمس ضد كيان الاحتلال في مختلف الساحات مع دخول جبهة اليمن بقوة الى الحرب واستعمال حركة حماس أسلحة جديدة في البر والبحر والجو، وكذلك تنفيذ حزب الله عمليات نوعية في عمق الكيان وبقاء القواعد والمصالح الأميركية في العراق تحت النار، لفت الخبراء إلى أن «احتمال توسّع الحرب على جبهة الجنوب زاد وسيكبر ككرة الثلج كلما تمادى الإسرائيليون والأميركيون بحربهم ضد الفلسطينيين»، موضحين أن هذه الجبهة بالمستوى الحالي تؤدي دوراً كبيراً، حيث يكفي أنها دفعت الجانب الإسرائيلي إلى وضع ثلث قوته العسكرية في الجبهة الشمالية ما يخفف الضغط على المقاومة في غزة.
وكانت المقاومة الإسلامية أعلنت عن سلسلة عمليات نوعية ضد الاحتلال الإسرائيلي على أكثر من موقع وهدف على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، وأعلنت أنه «بعد رصدٍ دقيق من قبل مجاهدي المقاومة الإسلامية لقوات الاحتلال الاسرائيلي على الحدود، تم اكتشاف كمين لقوة إسرائيلية متموضعة على تلة الخزان في محيط موقع العاصي، فقامت مجموعة الشهيد الاستشهادي حسين منصور باستهدافها بالصواريخ الموجّهة ما أدى الى تحقيق إصابات مباشرة فيها وسقوط جميع أفرادها بين قتيل وجريح».
واستهدف حزب الله موقع «المرج» الإسرائيلي في وادي هونين مقابل بلدة مركبا بالصواريخ الموجّهة. واستهدف أيضاً دبابة ميركافا بالصواريخ الموجهة لدى تحرّكها في محيط ثكنة برانيت ما أدى الى تدميرها وسقوط طاقمها بين قتيل وجريح. واستهدف بصاروخ ثانٍ محيط سقوط الصاروخ الأوّل في الجهات الشمالية لبلدة عيترون في منطقة «المنحلة».
في المقابل واصل العدو الإسرائيلي اعتداءاته على القرى الحدودية بالقنابل الفوسفورية، وقصف محيط بلدة مروحين وترافق مع إطلاق قذائف حارقة على أحراج بلدة علما الشعب. كما تعرّضت منطقة وادي العليق الواقعة ما يين بلدتي مروحين والبستان لقصف بالقذائف الفوسفورية والحارقة. وأطلقت مسيّرات إسرائيلية أربعة صواريخ على حديقة ايران في مارون الراس. وقصفت مدفعية الاحتلال مركبا وحولا رداً على قصف حزب الله مستوطنة حفات جلعاد. وزعم جيش الاحتلال شنّ غارات جوية ضدّ منشآت ومواقع في جنوب لبنان تابعة لـ»حزب الله».
واشتعلت الحرائق في أحراج اللبونة جنوبي الناقورة وتمدّدت بسبب الاعتداء الإسرائيلي المتكرّر عليها بقذائف الفوسفور والقذائف الضوئيّة واستهداف محيط عمل فرق الإطفاء.
وأعلن وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بوحبيب، أنّه أوعز إلى «بعثة لبنان لدى الأمم المتحدة تقديم شكوى جديدة الى مجلس الأمن الدولي لإدانة استخدام «إسرائيل» للفوسفور الأبيض في اعتداءاتها المتكررة ضد لبنان، وقيامها عمدًا بحرق الأحراج والغابات اللبنانية».
في الشأن الداخلي، عقدت اللجان النيابية المشتركة جلسة برئاسة نائب رئيس المجلس النيابي الياس بوصعب لدرس خطة الطوارئ الحكومية. وتخللت الجلسة سجالات بين بوصعب ونواب حزب الكتائب حول خطة الطوارئ.
وعقب الجلسة، قال بو صعب: «الجميع سيكون موحّداً في حال تعرّض لبنان الى أي اعتداء ونشكر الحكومة على عملها على خطة الطوارئ».
وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي اجتمع مع المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في لبنان عمران ريزا، وتم البحث في موضوع «خطة الطوارئ الوطنية» التي أعدتها «اللجنة الوطنية لتنسيق مواجهة مخاطر الكوارث والأزمات الوطنية» بالتعاون مع المنظمات الدولية.
في غضون ذلك يدهم القوى السياسية استحقاق تعيين قائد الجيش، حيث تنتهي ولاية القائد الحالي العماد جوزاف عون نهاية العام الحالي في ظل خطر الشغور في هذا المنصب الحساس، ويكبر الخطر في ظل الشغور أيضاً في رئاسة الأركان والمجلس العسكري وسط الخلاف السياسي القائم والشلل في المؤسسات الدستورية.. شغور في رئاسة الجمهورية وحكومة تصريف أعمال متنازع على شرعيتها ومجلس نيابي لا يجتمع بظل معارضة التيار الوطني الحر للعمل التشريعيّ في ظل الفراغ الرئاسي.
ولذلك طرح في التداول التمديد لقائد الجيش الحالي.
إلا أن اللافت أن اقتراح قانون للتمديد لرتبة عماد جاء من تكتل القوات اللبنانية. وأكد رئيس لجنة الإدارة والعدل النائب جورج عدوان من مجلس النواب أن «المصلحة الوطنية تقتضي التصرف بشكل استثنائي لذا تقدّم تكتل «الجمهورية القوية» باقتراح قانون يمدّد لرتبة عماد لإتاحة استمرار قيادة الجيش لأن أي اختلال في المؤسسة العسكرية يهدد أمن لبنان القومي». أضاف «اقتراحنا مساره الهيئة العامة مباشرةً في جلسة ببند وحيد لحفظ المصلحة الوطنية العليا».
ويحظى هذا القانون بتأييد رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس نجيب ميقاتي وتكتل اللقاء الديمقراطي والنائب السابق وليد جنبلاط ودعم أكثر من كتلة نيابية، في المقابل لم يحسم حزب الله موقفه حتى الساعة مع اتجاه لرفض التمديد تضامناً مع رئيس التيار جبران باسيل، وهو أي الحزب لا مانع لديه من التمديد للقائد الحالي بحال حصل توافق عليه بين الكتل النيابية كما لا مانع لديه من تعيين رئيس للأركان يتولى قيادة الجيش بعد نهاية العماد عون، وتؤكد مصادر التيار الوطني الحر لـ»البناء» رفضه التمديد لدواعٍ دستورية وقانونية وسياسية، مشيرة الى أن الكتلة لن تحضر جلسة تعديل القانون، معتبرة أن موقف القوات هو «نكاية» بالتيار فقط لا غير.
إلا أن مصادر سياسية تشير لـ»البناء» الى وجود إرادة داخلية وخارجية للتمديد للقائد الحالي، أولاً لتجنب الفراغ في القيادة ما يؤثر على الأمن القومي بظل خطر الحرب على لبنان، وثانياً ضغط أميركي للتمديد لعون لأسباب سياسية لها علاقة ببقائه مرشحاً لرئاسة الجمهورية، مرجحة أن تطلب نائبة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف خلال زيارتها الى لبنان التمديد للعماد عون.