خبراء أمميّون: الفلسطينيون يواجهون خطر “الإبادة الجماعية” إسرائيل تُعلن تطويق غزة… و”القسّام” تتوعّد بـ”لعنة التاريخ”!
يخوض المقاتلون الفلسطينيون معارك شرسة مع الوحدات الإسرائيلية، فيما يتواصل القصف الإسرائيلي العنيف على شمال القطاع وجنوبه، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي مساء أمس «تطويق» مدينة غزة بعد 6 أيام على بدء توغله البرّي، بينما توعّدت «كتائب القسّام» بأن تجعل غزة «لعنة التاريخ» على إسرائيل، محذّرةً من أن الجنود الإسرائيليين سيخرجون «في أكياس سوداء»، فيما قُتل 335 ضابطاً وجنديّاً منذ بداية الحرب.
وفي هذا الصدد، قال المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هغاري إنّ القوات الإسرائيلية «أكملت تطويق مدينة غزة، مركز منظمة «حماس» الإرهابية»، وأضاف: «نُركّز على القضاء على «حماس» ولن يتمكّن أحد من صرف انتباهنا»، رافضاً وقف إطلاق النار، في حين أكد الناطق باسم «كتائب القسّام» أبو عبيدة في تسجيل صوتي أن «مجاهدينا يواصلون التصدّي لقوات الاحتلال في محاور التوغّل الصهيوني المختلفة»، مشيراً إلى تدمير «ما قوامه كتيبة دبابات وأكثر»، فضلاً عن قتل وإصابة عدد من الجنود.
وإذ كشف أبو عبيدة أنّه «تمكّنّا من الالتفاف خلف خطوط العدو والهجوم عليه من النقطة صفر»، شدّد على أن «ناقلة الجند «النمر» سقطت في أوّل اختبار أمام قذائفنا»، لافتاً إلى تنفيذ «هجمة مضادة» مساء أمس في «محور شمال غرب مدينة غزة، ودمّرنا خلالها 6 دبابات وناقلتَي جند»، فيما كانت «كتائب القسّام» قد أعلنت «تدمير دبابتَين صهيونيّتَين» في محور شمال غرب غزة بقذيفتَي «الياسين 105».
في الأثناء، أشار المتحدّث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إلى أنّه «نُحاول النظر في فكرة التوصّل إلى أكثر من هدنة إنسانية لإخراج الأفراد من غزة وإطلاق سراح الرهائن»، موضحاً أن «ما نتحدّث عنه هو هدنة إنسانية موَقتة في مناطق معيّنة من غزة». وذكر أن «قطر ساعدتنا كثيراً في إخراج الأميركيين» من القطاع، مؤكداً مواصلة «بذل كلّ ما في وسعنا لمساعدة إسرائيل على تقليل الأضرار في صفوف المدنيين وإيصال المساعدات».
وفي السياق، رفض البنتاغون تطبيق «وقف إطلاق النار لأنّه يمنح «حماس» الوقت لإعادة تنظيم صفوفها وشنّ هجمات جديدة»، لافتاً في الوقت عينه إلى دعمه «وقفاً موَقتاً للعمليات لتمكين دخول المساعدات الإنسانية وخروج الرهائن». وشدّد على أنّه «نُركّز على ردع الآخرين في الشرق الأوسط لمنع توسيع رقعة الصراع»، في وقت نقلت فيه شبكة «سي أن أن» عن مسؤول أميركي أن طهران تُدرك أنه من المرجّح تعرّضها لهجمات مباشرة ومدمّرة إذا صعّد «حزب الله» مع إسرائيل أو واشنطن.
توازياً، كشف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن للصحافيين في قاعدة أندروز الجوية أمس قبل توجّهه إلى الشرق الأوسط، حيث يزور إسرائيل والأردن اليوم، أنه سيطلب من الدولة العبرية «خطوات ملموسة» لتقليل الأذى اللاحق بالمدنيين الفلسطينيين في القطاع، مؤكداً أن «هذا أمر تلتزم به الولايات المتحدة».
وخرجت مجموعة جديدة من حاملي جوازات سفر أجنبية من القطاع إلى مصر عبر معبر رفح. وأعلنت وزارة الصحة المصرية مساء أمس أنه تمّ نقل 21 جريحاً فلسطينيّاً إلى مستشفيات مصرية، وأن 344 أجنبيّاً، بينهم 72 طفلاً، غادروا غزة أمس، بينما كانت دفعة أولى من 46 جريحاً يُرافقهم 30 شخصاً من أقربائهم و361 من حاملي جوازات السفر الأجنبية غادرت قطاع غزة عبر رفح الأربعاء.
ويتواصل سيل صور الدمار والركام والجثث من القطاع، حيث تعرّض مخيّم البريج الواقع جنوب مدينة غزة لقصف عنيف أمس. وتجمّع فلسطينيون في المكان بعد القصف يبحثون بين الركام عن ناجين، وسط دموع وصدمة، بينما كان الدخان والغبار لا يزال يُغطّي المكان. بالتزامن، حذّر خبراء أمميون، بينهم المقرّرة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلّة فرانشيسكا ألبانيز، من أن الشعب الفلسطيني «معرّض لخطر الإبادة الجماعية»، وفق ما جاء في بيان مشترك صدر في جنيف.
واعتبر الخبراء المستقلّون أن «الوقت حان للعمل الآن»، مشيرين إلى أن «حلفاء إسرائيل يتحمّلون أيضاً المسؤولية ويجب عليهم التصرّف حالاً لمنع نتائج مسار عملها الكارثي». ورأوا أن «الوضع في غزة وصل إلى نقطة تحوّل كارثية»، محذّرين من «الحاجة الماسة» لإمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود و»المخاطر الصحية التي تلوح في الأفق».
ديبلوماسيّاً، أكد مركز الاتصال الوطني في البحرين أن سفير البلاد لدى إسرائيل عاد إلى المملكة منذ فترة، وأن السفير الإسرائيلي في المنامة غادر أيضاً منذ فترة، مشيراً إلى أن الطيران المباشر بين مطار البحرين الدولي ومطار تل أبيب، قد توقف منذ أسابيع عدّة.