حامد أبو العز: وثائق مسربة عبر طهران: نتنياهو يعاني من مرض عقلي مزمن

حامد أبو العز: وثائق مسربة عبر طهران: نتنياهو يعاني من مرض عقلي مزمن

د. حامد أبو العز

⁨26 سبتمبر 2023⁩

كل المؤشرات والأحداث المترابطة تشير بما لا يدع مجالاً للشك بأنّ الوثائق التي سربتها الصحيفة الإيرانية المرموقة والناطقة بالإنكليزية “طهران تايمز” صحيحة وتعبر عن حالة من الهذيان السياسي لبنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي.

فبالعودة إلى خطابه المثير للجدل في أروقة الأمم المتحدة خلال دورتها ال78. وكعادته برفع الصور المفبركة وغير الواقعية، أو تلك التي تعبر عن أحلامه، فقد رفع نتنياهو خريطة لم تشمل أي تواجد للدولة الفلسطينية. وشملت هذه الخريطة مناطق مكسية باللون الأخضر الداكن للدول التي تربطها اتفاقات سلام مع إسرائيل أو تخوض مفاوضات لإبرام اتفاقات سلام مع إسرائيل. وضمت المناطق المكسية باللون الأخضر دول مصر والسودان والإمارات والسعودية والبحرين والأردن. ولم تشمل الخريطة أي ذكر لوجود دولة فلسطينية، حيث طغى اللون الأزرق، الذي يحمل كلمة إسرائيل، على خريطة الضفة الغربية المحتلة كاملةً، بما فيها قطاع غزة.

وهنا يمكن الإشارة إلى الاستنتاج المثير للاهتمام الذي توصلت إليه الصحيفة الإيرانية عبر قراءة أكثر من 70 ألف وثيقة حصلت عليها إيران من السلطة القضائية الإسرائيلية، إذ تشير الصحيفة إلى أن نتنياهو يعاني (بحسب الوثائق الرسمية المسربة) من مرض عقلي مزمن وهذا بالضبط ما يفسر تهديده بشن هجوم نووي ضد إيران. ومن يدري فمن الممكن أن يكون رئيس الوزراء الإسرائيلي تحت تأثير نوبات من الهذيان والخرفان السياسي دفعه إلى مثل هذا التهديد ليتدخل فيما بعد مكتبه ويصحح بالقول بأن التهديد الذي تحدث عنه نتنياهو هو تهديد عسكري وليس نووي؟!

تأتي تسريبات طهران تايمز لأكثر من 70 ألف وثيقة إسرائيلية استكمالا لما نشره مسؤول أمني إيران سابقاً حول حصول طهران على وثائق تفيد بأن نتنياهو متورط في قضايا قضائية خطيرة رفضت السلطات القضائية الإسرائيلية الكشف عنها في الوقت المناسب خشية إنهاء حياته السياسية.

وللبحث حول مصداقية هذه التسريبات يبدو بأن المسؤولين السابقين والحالين في إسرائيل بدأوا بتسليط الضوء على هذه القضايا. حيث أعلن القائد السابق لقوات الاحتلال البرية، اللواء في الاحتياط، غاي تسور، انتقاده العلني لخطة نتنياهو المتضمنة التعديلات القضائية حيث اعتبر هذه الخطة غطاءً للتهرب من المحاكمة في القضايا المصيرية التي يواجهها نتنياهو أمام المحاكم الإسرائيلية.

وفي جانب أخر فتعتبر الوثائق المسربة دليلاً أخر على خرافة ما يسمى ب”إسرائيل هي الدولة الديمقراطية  الوحيدة في الشرق الأوسط” حيث أشارت الوثائق المسرّبة بأنّ بعض أعضاء حزب “يوجد مستقبل”، الذي يتزعمه يئير لبيد، قدموا طلب إلى الجهاز القضائي الإسرائيلي بشأن ما إذا كان نتنياهو يصلح لتولي المناصب العليا في إسرائيل في ظل معاناته من مرض عقلي مزمن.

وأضافت الصحيفة الإيرانية أن الوثائق تظهر أن المحكمة الإسرائيلية العليا أظهرت جديتها في البتّ بالموضوع، لكن مسؤولاً قضائياً رفيع المستوى عطل البتّ في هذا الملف قائلاً في رسالة، إن المحكمة لا تمتلك الصلاحيات الكافية لمناقشة هذا الملف، واستمرار هذه العملية يمكن أن يعرض الأمن القومي الإسرائيلي للخطر. إذا فالفساد والرشاوى متغلغلة في صميم الكيان الصهيوني وجهازه الحكومي والقضائي، فتحت ذريعة الأمن القومي يقومون بتعطيل ملف هام وحيوي بهدف الحفاظ على نتنياهو على رأس السلطة.

كما ذكرنا في مقال سابق، لم يفصح الإيرانيون عن كيفية الحصول على هذه الوثائق الخطيرة هل جاءت عبر اختراق سيبراني أو عن طريق جواسيس متمرسين؟؟ ولكن يبدو بأنّ خياراً أخر يطرح نفسه وبقوة وهو أن الصراع بين اليساريين واليمين المتطرف الإسرائيلي قد دفع المسؤولين أو السياسيين في إسرائيل إلى تقديم هذه الوثائق إلى إيران.

ختاماً، تعبر الوثائق التي تسربها طهران بين الفينة والأخرى زلزال سياسي يهز كيان الاحتلال ويعبر كذلك عن هشاشة هذا العدو وضعف مؤسساته الأمنية والاستخباراتية بينما تشير الوثائق إلى عملية فساد منظم داخل الحكومة الإسرائيلية وداخل الجهاز القضائي. والعاقل يستنتج بأنّ هذا الاحتلال هو أوهن من بيت العنكبوت وبأن نهايته ستكون قريبة كما أخبرنا قرآننا الكريم وكما يخبرنا أبطال المقاومة كل يوم.

باحث السياسة العامة والفلسفة السياسية

كاتب فلسطيني