الصدر يستنهض أنصاره ضدّ بلينكن | واشنطن لبغداد: أوقفوا استهداف القواعد
وبعيد وصول بلينكن إلى بغداد، ليلاً، أمر زعيم «التيار الصدري»، مقتدى الصدر، أنصاره بالتوجه فوراً إلى ساحة التحرير للتنديد بالزيارة. وقال «وزير الصدر»، محمد صالح العراقي، في بيان، إن «على الأخوة المؤمنين التوجه إلى ساحة التحرير فوراً للتنديد (السلمي) بزيارة وزير خارجية كبيرة الشر أمريكا… وحرق صور زعماء الإرهاب الدولي، ومن وافقهم على المجازر في غزة الحبيبة». وبالفعل احتشد في الساحة الآلاف من أنصار الصدر، رافعين الشعارات التي وجّه بها الأخير.
وعلى رغم أن الهدف غير المعلن – لكن الواضح – لزيارة بلينكن هو الطلب من رئيس الحكومة العراقية الذي التقاه فور وصوله، منع الهجمات ضد القواعد الأميركية، إلا أن الوزير الأميركي أكد، في مستهلّ الزيارة، أن «المسؤولين الأميركيين يعملون على إقرار هدنة إنسانية في غزة من شأنها أن تعزّز عدة أولويات، منها إدخال المزيد من المساعدات وإعادة الرهائن المحتجزين لدى حماس». وقال للصحافيين إن «100 شاحنة مساعدات تتحرّك الآن إلى غزة، لكن هذا غير كافٍ على الإطلاق». كما أكد «أننا لا نريد مواجهة مع إيران»، مستدركاً بأننا سنتخذ كل الإجراءات لحماية قواتنا ومواطنينا».
ويقول مصدر حكومي عراقي، لـ«الأخبار»، رافضاً كشف هويته، إن «جدول أعمال زيارة بلينكن للعراق لم يُعلن عنه، لكن بلا شك نوقشت الأوضاع في المنطقة، ومنها أزمة غزة وقضية استهداف القواعد الأميركية من قبل فصائل المقاومة الإسلامية». ويضيف أن «الحكومة العراقية في حرج تام أمام واشنطن من استهداف الفصائل للقواعد والمصالح الأميركية، بالإضافة إلى المواقف غير الرسمية التي تصدر يومياً ضد الولايات المتحدة. ولذا، فاللقاء بين بلينكن ورئيس الحكومة العراقية كان لغرض التأكيد على حماية وتأمين الأميركيين في العراق والمنطقة بشكل عام».
ويشير المصدر إلى أن «السوداني التقى سابقاً مع قيادات فصائل المقاومة، وتحدّث معهم عن وقف استهداف القواعد الأميركية، لكن لم يستجب لكلامه سوى حركة عصائب أهل الحق».
من جانبه، يؤكد المتحدث باسم الحكومة العراقية، باسم العوادي، لـ«الأخبار» أن «رئيس مجلس الوزراء سيقوم بجولة إقليمية قريباً، لمناقشة أوضاع غزة»، مبيّناً أن «السوداني سيقوم بمسعى لتحقيق الهدنة الإنسانية في غزة، وإيصال المساعدات الإغاثية إليها، ومناقشة آخر تطورات الأحداث والمواقف منها». وبحسب المتحدّث باسم الحكومة، فإن «أولويات السوداني خلال جولته الإقليمية هي إيقاف الحرب وعدم توسعتها واحتواؤها، وتنشيط طروحات الهدنة العاجلة، وتهيئة الأرضية لتفاهمات تدفع في اتجاه دفع المنظمات الأممية والدولية إلى تفعيل التزاماتها الدولية والقانونية تجاه القضية الفلسطينية وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني». وسيبدأ السوداني جولته بزيارة طهران، قبل أن يتوجّه إلى عواصم عربية، منها خليجية.
وقوبلت زيارة بلينكن بسخط وغضب عراقييْن، إذ يؤكد القيادي في «الحشد الشعبي»، ميثم العبودي، لـ«الأخبار»، أن «موقف الفصائل جميعاً واحد ضد الاحتلال الأميركي للعراق، كما أن جميع الفصائل ترفض زيارة ولقاء رئيس الحكومة مع وزير الشيطان الأكبر أميركا، لأنه كيف يمكن التحدّث مع دولة بالهدنة والتهدئة، وهي الداعم الأكبر للإرهاب العالمي وكذلك الداعم الأول للكيان الصهيوني في حربه ضد فلسطين؟». ويوضح أن «مطلبنا هو إغلاق السفارة الأميركية وطرد السفيرة، وليس لدينا أي حوار مع واشنطن إلا بالمواجهة العسكرية وطردها من بلادنا، احتراماً لدماء الشهداء وسيادة العراق ومقدّساته». ويتوعّد القيادي في «الحشد الشعبي» بأن «هناك مزيداً من الضربات ضد القواعد الأميركية ليس فقط في العراق، وإنما في سوريا والمنطقة عموماً»، مضيفاً أن «المقاومة الإسلامية مستعدّة للتصعيد العسكري خلال الأسابيع المقبلة».
كذلك، يؤكّد المتحدث باسم «حركة حقوق» التابعة لـ«كتائب حزب الله»، علي فضل الله، لـ«الأخبار» «أننا قطعاً سنشهد حالة من التصعيد في الأيام المقبلة»، مضيفاً أن «محور المقاومة لا يذهب إلى الاستنزاف بل يستخدم ضربات نوعية. هذا ليس من باب الضعف، وإنما بهدف العمل دائماً على إبقاء العدو منشغلاً. هذا تكتيك مُتّبع من قبل غرفة القيادة والسيطرة لمحور المقاومة»، مستدركاً بأنه «من المتوقّع أن نشهد تكتيكات جديدة وأسلحة جديدة من أجل إرغام الجانب الأميركي على تغيير الإستراتيجية وإنهاء حالة الحرب مع فصائل المقاومة الفلسطينية».
وكان المسؤول الأمني لـ«كتائب حزب الله»، أبو علي العسكري، قد هاجم زيارة بلينكن للعراق، وقال إنها ستُقابل بتصعيد غير مسبوق، ملوّحاً بأن الكتائب ستغلق السفارة الأميركية بطريقة «خاصة غير سلمية». وقال العسكري، في منشور على منصة «X»، إن «زيارة بلينكن، وزير خارجية أميركا، بل وزير الحرب الصهيوني، غير مرحّب بها في عراق علي والحسين، وإذا ما جاء، فإننا سنقابله بتصعيد غير مسبوق». وهدّد بأنه «بعد التصعيد العسكري للمقاومة الإسلامية في العراق هذا الأسبوع، فإنها ستعمل على إغلاق المصالح الأميركية في العراق، وتعطيلها في المنطقة، وهذا ما سنصل إليه في الأسابيع المقبلة إذا ما استمرّ العدوان».