مقالات

لهذه الأسباب.. نتنياهو يستدرج حربا مع لبنان!…

سفير الشمال- غسان ريفي

يُدرك رئيس حكومة الإحتلال بنيامين نتنياهو انه وصل الى طريق مسدود في عدوانه على غزة وان كل محاولاته الهادفة لتحقيق إنجاز عسكري قد باءت بالفشل، خصوصا أن ما حصل في يوم 7 أكتوبر إنتهى في اليوم نفسه بانتصار ساحق وغير مسبوق لحركة حماس على الكيان الغاصب، وكل ما تلاه هو عمليات قصف عن بُعد لا تسمن ولا تغني من إنجاز، فيما يسطر المقاومون أروع ملاحم البطولة في التصدي لمحاولات الهجوم البري وفي قتل الجنود الصهاينة وإعطاب الآليات والدبابات ما ادى الى إنهيار أعضاء الكنيست ندبا وبكاء خلال الاجتماع الاخير الذي تم إطلاعهم فيه على حجم الخسائر البشرية والمادية اللاحقة بجيشهم. 

لذلك فإن نتنياهو الخاسر الأكبر في هذه المعركة، و”المتعفن” سياسيا، والمعرّض للمحاسبة القضائية وربما الى ما هو أكبر في أي لحظة، يسعى الى توسيع دائرة إعتداءاته لتشمل لبنان، حيث يصر على القيام بشتى أنواع الاستفزازات على الجبهة الشمالية لاستدراج حزب الله الى حرب مفتوحة يستطيع نتنياهو من خلالها إطالة عمره السياسي وإحراج أميركا لاستمرار دعمه بعد فتحه الحرب في الجبهة الشمالية.

لا شك في أن حزب الله ورغم كل الاستفزازات التي يتعرض لها في الجنوب وهي وصلت الى درجة إجرام من عيار استهداف المدنيين من الأطفال والعجّز وقتلهم بدم بارد، ما يزال يتصرف بكثير من الوعي والحكمة، وفقا لما تضمنه خطاب السيد نصرالله الذي يعتمد مبدئيا على قاعدة: “العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم”.

يمكن القول، إن إستدراج حزب الله الى الحرب يعني نجاح نتنياهو في ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد لجهة:

أولا: حرف الأنظار عن العدوان على غزة وتركيز كل الاهتمام على لبنان بما يسمح ل نتنياهو بتنفيذ مخططاته باستكمال حرب الابادة على غزة بهدف تركيع مقاومتها وأهلها، وتحقيق الإنجاز المنتظر.

ثانيا: محاولة نتنياهو الاستفادة من فتح جبهة ثانية ليكسب المزيد من الوقت المعطى له أميركيًا ولاستدرار المزيد من عطف الدول الداعمة له.

ثالثا: سعي نتنياهو الى تحسين صورته لدى المجتمع الاسرائيلي تحت شعار تدمير البنية العسكرية لحزب الله والشعارات الفارغة التي استخدمها في بداية العدوان على غزة.

رابعا: التخطيط لإشعال فتنة داخلية لبنانية نتيجة تداعيات العدوان من نزوح وتدمير ومحاولة بعض التيارات السياسية استغلال ذلك للانقضاض على حزب الله سياسيا وكشف ظهر المقاومة الامر الذي من شأنه أن يشعل لبنان برمته.

هذا الواقع، يفرض على حزب الله التعاطي مع كل ما يحصل بعقل بارد والاعتماد على قوته الرادعة وتوازن الرعب لثني الاسرائيلي عن القيام بأية حماقة، وبالتالي العمل على جبهتيّ التصدي للعدوان وضرب ما أمكن من مواقع العدو وجنوده وآلياته وبث الرعب داخل المستوطنات، وجبهة حماية لبنان من عدوان يحتاج اليه العدو.

في غضون ذلك، يسأل بعض المصابين بالانفصام السياسي عن سلاح حزب الله في هذه المعركة ولماذا لم يستخدمه كاملا في طوفان الأقصى، ويحذرون في الوقت نفسه من استدراج لبنان الى حرب مفتوحة، ما يؤكد أن البوصلة ما تزال ضائعة لدى هؤلاء الذين عليهم إنتظار التطورات المقبلة.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى