عاجل

متى تتوقف آلة القتل والدمار الاسرائيلية؟

شفقنا- يمر الان نحو شهر على العدوان الاسرائيلي على غزة. وأسفرت هذه الحرب الدامية عن استشهاد ما لا يقل عن 9 آلاف وإصابة مئات الألوف من المدنيين الأبرياء من الأطفال والنساء والمسنين أو نزوحهم من بيوتهم لانها هدمت على رؤوسهم ولم يبق لهم مأوى يلجأون إليه.

وبمعزل عن جميع التحليلات والنقاشات ووجهات النظر والآراء والمواقف، فان هذه العملية الهمجية، هي قتل جماعي وإبادة للنسل من العيار الثقيل. وتحول فيها الأطفال والنساء والكبار والصغار والمرضى والنازحين على السواء إلى أهداف لآلة القتل والإجرام الاسرائيلية.

ويبدو أن عملية الانتخاب والانتقاء أوكلت للصواريخ والقنابل لكي تختار من هؤلاء الناس العزل لتقتله. ولا يفرق لها إن كان طفلا رضيعا أو يافعا أو شابا أو شيخا أو رجلا أو امرأة، فكلهم بشر ويجب أن يبادوا حسب العقلية الصهيونية المتزمتة الحاكمة الان في فلسطين المحتلة وبالتحديد على مرأى ومسمع الغرب المتشدق بحقوق الانسان وعلى وجه الخصوص الولايات المتحدة.

فلا مكان آمنا وملجأ يلجأ إليه أهالي غزة. وحتى أن المناطق التي أعلنها الجيش الاسرائيلي مسبقا بانها آمنة، باتت تقصف من الطائرات الاسرائيلية. لا مكان آمنا، لا مقار ومراكز الأمم المتحدة ولا المدارس والمستشفيات ولا أي منشأة ومؤسسة محمية بموجب القانون الدولي الإنساني. ولا أحد مستثنى من القتل، لا مسعفا ولا ممرضا ولا صحفيا ولا وتلميذا ولا … فالكل في الدور حتى إن كان الثمن قتل الأطفال والنساء، أو قصف المخابز أو قصف المشافي وسيارات الإسعاف أو تهديم المدارس وأماكن اللجوء والنزوح.

وبموازاة ذلك، يشهد العالم غربا وشرقا ومن واشنطن ومدن أوروبية وصولا إلى مدن عربية وأجنبية عديدة، مظاهرات عارمة وغاضبة رفضا للعدوان الإسرائيلي على غزة، وتنديدا بارتكاب الاحتلال جرائم الحرب والإبادة في القطاع وتطالب بوقفه على الفور وذلك رغم المواقف الرسمية الأوروبية والأميركية المؤيدة لإسرائيل.

ومع ذلك، يبدو أن المنظمات والهيئات الدولية غير قادرة على التأثير على وقف هذه الفظاعات والجرائم النكراء، وحتى أن بعض القوى الكبرى خاصة أمريكا والحكومات الغربية تواكب الآلة الاسرائيلية في فظاعاتها. وهذا ما شجع سلطات الاحتلال الاسرائيلي على الادلاء بتصريحات تتحدى فيها إرادة الشعوب والرأي العام والضمائر الحية وتقول أن قصف غزة وإبادة أهاليها سيستمران لان الدول الغربية تدعمنا وتحمينا.

والسؤال الذي يطرح نفسه: متى تتوقف الإبادة الجماعية ضد الأهالي الغزل في غزة؟ ويأتي الرد الإسرائيلي إلى أن يتم القضاء على مليونين ومائتي ألف إنسان يعيشون في القطاع، وإلى أن تفرغ غزة من الناس والسكان وحينها سيتم وضع هذه الأرض الفارغة والخالية من السكان بتصرف المحتلين والمستوطنين، مثلما حدث على مدى أكثر من 70 عاما من احتلال أرض فلسطين التاريخية.

والحكومة الاسرائيلية الحالية التي يرأسها بنيامين نتانياهو، هي أكثر الحكومات تطرفا وتعنتا في تاريخ اسرائيل. حفنة من العنصريين والمتزمتين الصهاينة، يشكلون هذه الحكومة التي تعتبر هذه الحقبة، فرصة ذهبية لها لتقضي على غزة وأهاليها. إن وصف الفلسطينيين بالحيوانات البشرية أو التهديد بإلقاء قنبلة نووية على رؤوس أكثر من مليوني إنسان في قطاع غزة مؤشر على هذا الشعور الخطير  الذي تحول خلال الأسابيع الأربعة الأخيرة إلى قنابل وصواريخ تهوي على رؤوس الأبرياء.

إن الوحشية التي تمارسها اسرائيل في غزة، أثبتت زيف القيم التي طالما تغنى بها الغرب من حقوق انسان وديمقراطية وحرية وغيرها. ففي الوقت الذي يمتنع فيه الغرب حتى عن الدعوة إلى وقف النار الذي يمكن أن يحقن دماء الأبرياء ويحمي أرواحهم، فانه يقدم الدعم المطلق لماكينة القتل والجريمة الاسرائيلية.

إن عملية قتل وإبادة أزيد من مليوني إنسان في غزة، مستمرة على قدم وساق، ويقف ما يسمى العالم المتحضر متفرجا لا بل داعما ليسجل بذلك سابقة مخزية أخرى في تاريخه الحافل بنهب الشعوب والدوس على حقوقها.

انتهى

المصدر
الكاتب:Sabokrohh
الموقع : ar.shafaqna.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-11-07 10:23:26
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى